الدكتورة راما زريق: إنقاذ الأطفال من الفكر المتطرف ضرورة وطنية

14 أيار 2016

.

كان الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من باقي المكونات الاجتماعية جراء الحرب الإرهابية على سورية حيث فقد الكثيرون منهم الأسرة أو بعضها والمنزل إضافة لحقوقهم الأساسية في اللعب واللهو والتعلم ما يجعل من تسليط الضوء على هذه الظاهرة وآثارها المستقبلية موضوعا يستحق البحث والدراسة واقتراح الحلول.

وتعتبر الدكتورة راما عدنان زريق أحد الباحثين الذين يعملون على كشف ما سببته الحرب الظالمة على سورية في حياة الأطفال ووضع مشروعات تساعدهم على تجاوزها حيث تقول: «استهدفت الحرب على سورية الأطفال بالدرجة الأولى لأن مستقبل الوطن يتوقف على وعيهم ونضجهم وثقافتهم ولا سيما أن التاريخ العريق يشكل عاملاً مؤرقاً لمن تآمر على هذا الوطن والذي يسعى إلى قطع الروابط بين الطفل السوري وبين تاريخه وبيئته الحضاري».

وأضافت زريق.. «كثير من الأطفال السوريين يعانون اليتم والخراب الذي خلفته الأيادي الآثمة فلا بد لنا من رعاية أولئك الأطفال والعمل على تنمية ثقافتهم ليكون الأساس الثقافي الوطني متيناً وصحيحاً» مشيرة إلى خطورة الجرائم التي ترتكبها تنظيمات إرهابية مثل «داعش» ضد الأطفال عبر خطفهم من أهلهم وتلقينهم الفكر المتطرف والقتل منذ نعومة أظفارهم.

ووفق زريق فإن إنقاذ الطفل من هذه الأفكار المتطرفة ضرورة وطنية وعدم السماح لأي وسيلة مهما كان نوعها أن تعمل على تشويه بنيته مع تعزيز دور الإعلام ليسهم في دعم مواهب الأطفال وتوجيهها بالاتجاه الوطني الصحيح وتكريس دور المؤسسات الرسمية في تثقيف الأطفال ولا سيما مديرية منشورات الطفل في وزارة الثقافة ومعارض الكتب التي تقوم بها وتخصيص حيز واسع منها لشؤون الأطفال وقضاياهم إضافة للاهتمام بالكتاب الالكتروني للطفل.

وتؤكد زريق امتلاك المجتمع السوري المقومات لحماية أطفاله عبر استقطابهم وتنمية ابتكاراتهم ومساعدة الطفل حتى لا يكون ضحية وسائل التواصل الاجتماعي بما يأتي عبرها من تخريب وتشويه معتبرة أن الكتب والبرامج والمنشورات الثقافية قادرة على تعزيز بنية الأطفال الاجتماعية والأخلاقية مع الاستفادة من برامج الأمم المتحدة والاهتمام بالرعاية والدعم النفسي للطفل.

وقالت زريق.. «إن غياب بعض الكتاب المهتمين بالأطفال تربويا وثقافيا لا بد من العمل على تعويضه من الكتاب الشباب الموهوبين القادرين على ملء الفراغ والذين اختاروا البقاء في الوطن” داعية إلى رصد الواقع وتجسيده للأطفال بأشكال فنية مختلفة وزرع الأفكار التي من شأنها أن تجعل منهم بناة سورية المستقبليين.

ولكن زريق تحذر في الوقت نفسه من متابعة الأطفال «للمواد الإعلامية العنيفة وتدعو لشغل وقتهم بالثقافة التي تناسب أعمارهم» داعية إلى التعاطي مع القصيدة الشعرية التي تقدم للأطفال بحذر شديد وانتقائها بشكل يسهم في تكوين شخصيتهم «لأننا ما زلنا نحتفظ بذاكرتنا بقصائد عنترة وسليمان العيسى والمتنبي التي تعلمناها صغارا وغيرهم من فرسان الثقافة العربية في ظل تراجع مثل هذا الشعر والذي هو عامل أساسي في تكوين شجاعة الطفل وانتمائه».

يذكر أن الدكتورة راما عدنان زريق باحثة في شؤون أثر الحرب على الأطفال وهي سفيرة النوايا الحسنة للطفولة من قبل منظمة الاتحاد البرلماني الدولي كما أنها رئيسة فرع الاتحاد في سورية وهي مستشارة ومحررة في جريدة القرار.


محمد خالد الخضر

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق