قصائد وقصص قصيرة في مهرجان للأدباء الشباب بفرع دمشق لاتحاد الكتاب

09 شباط 2016

.

استضاف مهرجان الأدباء الشباب “أدب. وطن. نقد” الذي يقيمه فرع اتحاد الكتاب العرب في دمشق في أول أيامه عددا من الشعراء والأدباء الشباب الذين حققوا حضورا لافتا على الساحة الأدبية السورية خلال السنوات الأخيرة.

وفي الكلمة التي ألقاها رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح أكد أهمية المشاركات الأدبية في المهرجان لما تحتويه من مواهب واعدة استطاعت إثبات نفسها داخل الحراك الثقافي والتي سيوليها اتحاد الكتاب العرب خلال دورته التاسعة كل الدعم والمساندة لتطوير موهبتها وتعزيز وجودها داعيا الأدباء المشاركين ألا يصابوا بالإحباط أمام بعض القراءات النقدية التي قد تعبر عن آراء أصحابها.

وبدأت فعاليات المهرجان بقصيدة للشاعر غدير إسماعيل الذي قدم نصا إنسانيا عالج الحالة النفسية للإنسان المضطرب والذي يرتبك في عالم مليء بالغرابة والتناقضات بأسلوب رمزي غلبت عليه الدلالة التي ساهمت في تشكيل البنية التعبيرية للصورة الفنية عند الشاعر كقول.. “لا لن يؤول إلى شروق آخر يعلو كأغنية تكرر عن سواك.. هي قصة الأشياء منذ البدء.. فوضى تلف سكون هذا الكون.. أو فوضى انعكاسه في رؤاك”.

أما قصيدة “بائعة الزنبق” للشاعرة رائدة الخضري فعبرت عما يدور في داخلها من حزن جراء الحرب على سورية وآثارها على المجتمع عبر تفعيلات متحركة خفيفة الموسيقا متلائمة في تحولاتها مع المعطيات الشعرية التي كونت النص إلا أنها لم تتمكن من تكوين موضوعها الشعري بسبب الإغراق في استحضار التركيب العروضي فقالت.. “الزنبق في بلدي بلدي جدا .. يعرف كيف يفك رموز الحب الأبيض يسفكه بين الأشياء .. وفي الحارات .. لتأتي بائعة في ثوب طفولتها المنسية .. تحزمه في باقات خمس”.

وفي مشاركته قدم الشاعر حسن الراعي مجموعة من المواضيع المتنوعة بأسلوب فني اعتمد الأصالة في تناول الموضوع وخلص إلى تمجيد الشعر وتعديد صفاته وميزاته ثم دعا إلى مقاومة كل من يحاول النيل من الوطن وكرامته.

وألقت الشاعرة نور الموصلي نصين شعريين تجمعهما المناجاة والابتهال حيث ذهبت إلى تشكيل الجمل الشعرية بتراكيب تصويرية تعتمد المزج بين المتناقضات وغلب على نصيها النزعة الإنسانية والاتجاه الرومنسي في محاكاة الطبيعة التي تبثها همومها وآلامها الذاتية والجمعية فقالت في نصها “ونصعد كي نعود” ..”ونضيع .. كي تجد السيول طريقها .. خلف اندثار الروح .. تصعد ألف رابية .. لهاث صدورنا .. يتقمص الغيم .. ابتهال قصيدة عطشى .. ليشهق من غيابة نارها .. ما يستطيع”.

وألقت الشاعرة عبير الديب قصيدة بعنوان “يقول المنجم” سلطت فيها الضوء على تفشي ظاهرة تتبع المشعوذين والمنجمين لدى الشباب دون النهوض بالثقافة والعمل على فهم الواقع كما هو والتصدي لمن يزيفه مستخدمة أسلوب الشعر القصصي والدفق العاطفي والموسيقا لتصل إلى المتلقي بما يعاني منه خلال انعكاساتها الوجدانية والشعرية فقالت.. “يقول المنجم .. ان المحبة سوف تعم المكان ستهدم تلك السقيفة .. وزيد سيعطي بعمرو الأمان فلا جمل يستبيح خطانا .. ولا من يقول بأني حزين”.

وفي القصة ارتكزت الأديبة مريم العلي في النص الذي ألقته على الحدث الذي يصل إلى العقدة والحل وزرعت في معانيها أكثر من معنى لتكشف ما يجول بداخل الرجل مستخدمة التصوير الفني خلال الأحداث والشخوص دون أن تتخلى عن النزعة الذاتية الواضحة في كل مفاصل القصة.

وقدم عبد الله الحلاق قصة بعنوان “على صراط مستقيم” معتمدة على الخيال المفعم بالوصف والإيحاء والدلالة مع اللعب على الألفاظ لتكوين البنية الفنية لنصه بغرض الإرتقاء بالحالة الإنسانية ولكن قصته عانت من ضياع الموضوع بسبب الإغراق بالرمز.

واعتمدت “قصة ماء” للقاصة سوزان الصعبي على السرد الوصفي الذي يصبو إلى حياة أفضل بالاعتماد على شخوص قليلة خلال الحركة في البيئة العامة للقصة فيما قرأ القاص نور الدين الموعد نصا بعنوان “ستائر الحلم الأخضر” كان فيها المنولوج واضحا دون الإخلال بالتركيب اللفظي لمفردات القصة التي تصل إلى هدف إنساني يسعى لاستمرار المقاومة ضد كل أنواع الغزو والاحتلال فغلب على القصة الوصف المعبأ بالعاطفة ولا سيما أن أحد شخوص القصة كان شهيدا.

وختمت الكاتبة ديمة الداودي بقصتها “وللشتاء دمع” التي عالجت فيها تحولات الهجرة من الوطن بسبب الحرب على سورية ضمن تسلسل منطقي في السرد التعبيري والاعتماد على تكوين عناصر القصة لخلق حالة من الإدهاش التي تحرض على ضرورة الصراع مع العدو الصهيوني.

ورأت الناقدة المشاركة مؤمنة عجان أن هذا المهرجان ظاهرة ناجحة وتعبر عن مستوى أدبي يليق بالشباب والموهوبين بزمن يتعرض فيه السوريون إلى المؤامرات والموت والحرب وإن كان فيه بعض الأعمال تحتاج إلى ملاحظات.

ورغم أن أغلب القصائد المشاركة ألقيت في فعاليات سابقة فإن بعضها حمل رؤى فنية عالية ونبضا شعوريا يستأهل الوقوف عنده وفي الوقت عينه حاولت القراءات النقدية ملامسة الجوانب الإبداعية في المشاركات بيد أنها قصرت بسبب امتلاء برنامج المهرجان وضيق الوقت.

ويستضيف المهرجان اليوم الشعراء علا حسامو / حسام قداح / زينب الشيخ حسين/ فينوس الحسن / وفي القصة آمال شلهوب / فاتن ديركي / رضا الرفاعي /كارين حسواني / عمر إبراهيم /.


اكتشف سورية

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق