«وطني قلبي».. قصائد تزرع قيما نبيلة في الأطفال

10 أيار 2015

.

احتوت مجموعة وطني قلبي قصائد للأطفال كتبها الشاعر بيان الصفدي بين عامي 1975 و 2000 عرض خلالها قيما إنسانية واجتماعية أراد أن يزرعها في نفوس الأطفال بصفتهم مستقبل الوطن القادم.

وأكثر ما تأثر به الشاعر الصفدي هو الطبيعة الجميلة التي تلهم كل مبدع وتدخل إلى نفسه عبر احساسه وتأمله الخاص وتتشكل تشكلا جديدا بنسب جمالية وإيقاعات بصرية تمثل ذاته فيكون من ذلك لوحة شعرية وفنية وموسيقية كقوله في قصيدة «وطني قلبي» ..

وطني النبع .. والشلال .. وطني رايات … الأبطال

وطني النبع .. والشلال وطني رايات .. الأبطال

في عينيه .. فجر أكبر.

وفي مجموعته وجود كبير للإنسان ويتكرر في شعره ولاسيما الأم التي يعتبرها مقدسة لأنها الأصل وهي التي تمثل الأرض في عطائها وتجسد الأمل والحياة بأجمل أطيافها كقوله في قصيدة «عيد الأم»..

أهلا أهلا عيد الأم

تجلو عن أيامي همي

بسمة أمي

يدها تغمرني كالنسمة

تمنح قلبي أحلى نعمة

كلمة أمي.

وللشهيد في مجموعة الصفدي حضوره فكان شعلة النور وكان النار التي تحرق الأعداء والعبق الذي يفوح عطرا على مجتمعه وأمته ويمتد إلى التاريخ ليكون شرفا للأمة وكبرياء لحضورها حيث قال في قصيدة «الشهيد» …

شعلة نور .. شعلة نار

فيكفي هذا الجبار

أجمل وردة حب مالت .. فوق تراب بلادي قالت

الحرية .. خير هدية .. للأجيال .. تمنحها روح الأبطال.

ويرجع الشاعر الصفدي في كتابته للتاريخ ويستلهم التراث والحكاية والحضارة معتمدا على الخيال الذي أراد من خلاله أن يجسد قيما يستفيد منها الأطفال لتتنامى قوة وثقافة في المستقبل فقال في قصيدة «الأمير والحطاب»..

في القصر فجرا .. كان فوق الباب

عبارة شاهدها السلطان .. وقعها الحطاب .. كأنها أنشودة الزمان

.. ليس عظيم الشان .. هنا سوى الإنسان.

ويستحضر الصفدي شخصية الشاعر المتنبي محاولا أن يتحدث عن بعض صفاته ليكون عبرة للأطفال وللأجيال القادمة وقدوة لمحبي الأدب والثقافة والشعر قال في قصيدة «المتنبي»…

المتنبي .. حرف ذهبي .. مسطور في أبهى الكتب

عش في الدنيا بفروسية .. واطلب ما عشت الحرية.

أغلب قصائد بيان الصفدي التي اعتمدت على الموسيقا المتحركة كانت بعيدة عن العاطفة بسبب محاولته الذهاب إلى مواضيع اجتماعية مقصودة مكتفيا بالصورة الشعرية التي شكلها من الكون والطبيعة كقوله في قصيدة “المطر”…

وتركض الغيوم .. والرياح تصفر ..

ويبدأ الرذاذ .. ثم يأتي المطر.

يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 180 صفحة من القطع المتوسط كما يحتوي في داخله رسوما للفنانة عزة ابو ربيعة عبرت عن معاني النصوص الشعرية بأسلوب بسيط معبر وفيه رصد للأحداث الشعرية وتقنية فنية عالية .


محمد سمير الطحان

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق