أمل عرفة وضعت «حقائبها» في دمشق

28 نيسان 2014

.

أمل عرفة مثّل أحد أبرز العناوين أو علامات الاستفهام حول موسم الدراما السورية الفائت. كذلك يبدو حضورها المكثّف على قائمة عروض الموسم المقبل، عبر مشاركتها في خمسة أعمال، هي: «صرخة روح2»، «قربان»، «الغربال»، «بقعة ضوء10» و«حقائب».

بعد غيابها عن الشام قرابة عام ونصف، وعن دراما رمضان 2013، سارعت بطلة «زمن الخوف» إلى ترميم صورة «الفنانة الشاملة»، ذلك اللقب الذي لطالما ارتبط بالممثلة السوريّة على مدى سنوات. هكذا، بدأت العمل متكئةً على الصوت، وحنين الكلمة، فكانت أغنية «دور عحالي» (كلماتها وألحان مروان خوري)، التي صوّرتها بطريقة الكليب تحت إدارة المخرج مصطفى برقاوي. لن نخوض في تأثير أغنيتها والأصداء التي حققتها، فالأهم أنها عادت. بل افتتحت موسم عودة النجوم إلى دمشق، مّمن غابوا عن البلاد تحت وطأة ثِقل الحرب والمخاوف على العائلة.

وقفت عرفة أمام كاميرا إياد نحاس في «الضحية» إحدى خماسيات الجزء الثاني من مسلسل «صرخة روح» (إنتاج شركة «غولدن لاين») الذي عرضته شبكة قنوات «أوربت» المشفّرة أخيراً. وتلك كانت البداية. أما الآتي فكان أكثر زخماً. إذ وافقت على لعب دور «يارا» إحدى شخصيات مسلسل «قربان» الرئيسية التي رسم ملامحها الكاتب الشاب رامي كوسا. شخصية قال عنها الأخير بأنّها تمثل «صوت المنطق» في حكايته، فهي «لاعب مشترك، وأساسي، وبطل في محاور كثيرة، تتدخل في كل المفاصل والنزاعات الحامية لجهة حلّها بصورة منطقية ترضي جميع الأطراف». لم يقتصر دور أمل في العمل على لعب شخصية «يارا»، بل غنّت بصوتها: «يا طفل يلّي ساكن بحضن الوجع/ حبل الحكي قدّام نظراتَك قصير/ يا خجلة اللي فيّق بعينَك دمع/ يا خجلة اللي تاجر بجرح الفقير». كلمات ألفها كاتب العمل، ولحنها المؤلف رعد خلف. وكان يُفترض أن تكون هذه الأغنية شارة «قربان» لولا أن صنّاعها اتخذوا قرار إطلاقها بشكل مستقل لاحقاً، بعد أخذٍ ورد مع الجهة المنتجة، وفق ما علمت «الأخبار».

لم تضيّع أمل الوقت أبداً. خلال فترة تصوير العمل، شهدت خشبة «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما» بدورته السادسة، عودة عرفة إلى المسرح في مونودراما بعنوان «البحث عن عزيزة سليمان» عن نص الأديب الأردني الراحل عاطف الفراية، وإخراج الفنّان السوري أسعد فضّة.

وبعدما أنهت عرفة تصوير دورها في مسلسل «قربان» إخراج علاء الدين كوكش، وإنتاج «المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي»، بدأت تصوير مشاركاتها في عاشر أجزاء «بقعة ضوء»، تحت إدارة المخرج عامر فهد. عملٌ لطالما كانت عرفة أحد نجومه الأبرز، ووقفت مجدداً أمام شركائها: باسم ياخور، وأيمن رضا، وشكران مرتجى. وأصبحت الصور التي تجمعها معهم من كواليس العمل، موضع متابعةٍ، واهتمامٍ كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وربما عنواناً لعودة الدراما السوريّة إلى عافيتها. وكان من بين أكثر تلك الصور تداولاً، صورة جمعتها بشريكة نجاحها شكران مرتجى في مسلسل «دنيا»، وأخرى تظهر فيها مع رضا في مشهد سوريالي من سيرانٍ دمشقي افتراضي في «الغوطة» وسط دخان القذائف.

وقبل انطلاق تصوير مشاركاتها في «بقعة ضوء10»، أو بالتزامن معها، دخلت بطلة «حسيبة» عصر البيئة الشاميّة من جديد، حيث الملايا والحريم، وحكايات القبضايات، والزعماء، والزعران، لتقف مجدداً أمام الممثل بسام كوسا، شريكها في ثنائية حبٍ لا تنسى في مسلسل «الخوالي». لكن زمن الحب قد ولىّ على ما يبدو بين النجمين السوريين في مسلسل «الغربال» تأليف سيف رضا حامد، وإخراج ناجي طعمي وإنتاج «غولدن لاين». هنا، تؤدي أمل وبسّام دورين مناقضين تماماً للصورة السابقة. العلاقة بين الزوجين أبو جابر، وأم جابر تحلّ فيها المصلحة بديلاً من الحب، ولا تلبث الزوجة أن تتورط في مؤامرات زوجها الشرير الذي «تريده زعيماً ومتنفذاً»، لتكون المرأة الأولى «ذات النفوذ في الشاغور».

لن تتوقف إطلالات أمل عرفة في موسم دراما رمضان 2014 عند هذا الحد. ثمّة مفاجأة أخرى أعلنتها شركة «سما الفن» أخيراً، وهي انضمام عرفة إلى قائمة أبطال مسلسل «حقائب» الذي يستعد المخرج الليث حجو لتصويره في دمشق في أواخر الشهر الحالي عن نصّ للكاتب ممدوح حمادة. في هذا العمل، ستقف بطلة «عشتار» مجدداً أمام بسام كوسا، لكن ليس بدور الزوجة، أو الحبيبة، بل الابنة. وستكون إحدى بنات وأبناء أسرة سورية تتنازع خيارات البقاء والرحيل، عن وطنٍ يعلو فيه صوت الرصاص، ضمن إطارٍ من الكوميديا السوداء لطالما برعَ الكاتب حمادة في صياغة مفرداتها.

وفي انتظار الصور التي ستأتي من كواليس «حقائب»، ثمّة أسئلة كثيرة قد تخطر في بال المشاهد حول مدى إمكانية اقتناعه بثنائي «الأب والابنة» الذي سيلعباه أمل وبسّام في العمل، مقارنةً بدوريهما في «الغربال»؟ الأسئلة تبقى مشروعة، ومنطقية في انتظار المشاهدة.


محمد الأزن

الأخبار اللبنانية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق