رضا سعيد رجل كل الأقدار (1876- 1945)

06 كانون الثاني 2014

مؤسس الجامعة السورية وأحد رعاة النهضة العلمية السورية

الدكتور المؤسس للعلم والجامعة رضا سعيد، ما من أحد منا دخل بهو جامعة دمشق لم يقابله وجهه العبقري المشرق، ولوحة كتب عليها عبارة تدل على وفاء طلبته وسورية تجاه أعلامها وأبنائها البررة، وشعار جامعة دمشق المميز، النابع من أصالة السوريين وانتمائهم.

والتي تتميز عن كل ما تحمله شعارات الجامعة بالآية الكريمة «وقل رب زدني علماً» لم يكن إلا من ابتكار ورأي الدكتور سعيد، يقابلك الشعار عن يمينك، واللوحة في صدر الجامعة السورية، لتخبرك أمام صاحب الفضل والمؤسس العلمي للجامعة السورية، والناقل لها من معهدين للطب والحقوق إلى جامعة كان المعهدان نواتها. رضا سعيد بعلمه وأدبه ومهامه تأخرت كتابة سيرته، وربما كان ذلك لحسن الطالع، حتى جاء الأستاذ الدكتور صباح قباني، المؤسس في الإعلام والثقافة والخارجية ليدون سيرته لا كما تدوّن السير، وإنما ليدونها بعشق لا يدانى، وبمعرفة لقدر الكبير، وبإحاطة لتفاصيل لم يتمكن سواه من أن يوليها عنايته، وليجلو وجوهاً من حياة الدكتور رضا سعيد الطبية والعلمية والأكاديمية والسياسية والثقافية، تلك الوجوه التي جعلته سيداً من سادة سورية الحديثة، وكرسته أحد أهم بناة نهضة إنسانها.. قالوا عن الكتاب: «رواية»، وقالوا: «سيرة»، والحقيقة أن هذا الكتاب يجمع كتباً في كتب، فهو تاريخ لسورية، وهو سيرة للشخص، وهو رواية لمحب عشق التفاصيل الصغيرة، فوجد من تمام عمله أن يخدم هذا الكتاب للأستاذ المؤسس غير عابئ بما يمكن أن يستهلكه من ذاته وروحه وراحته. كتاب (رضا سعيد، مؤسس الجامعة السورية، رجل لكل الأقدار) سيمفونية عشق وطنية وإنسانية صاغها ببراعة الدكتور صباح قباني ليضع أمامنا أحد أهم رموزنا الذين أناروا الدرب، وتقاعدوا طواعية، ورحلوا بصمت، وكان من حقهم أن تنكس لرحيلهم أعلام الوطن، وإن لم يكحلوا أعينهم بالاستقلال الذي عملوا من أجله الكثير، ووهبوه زهرة حياتهم.

أهمية الكتاب
تأتي أهمية الكتاب من جوانب متعددة، فهو نموذج نادر في كتابة السيرة العلمية والحياتية أولاً، وهو ثانياً يتناول سيرة رجل مختلف في حياة سورية من حيث المكانة العلمية والاجتماعية والسياسية، وهو ثالثاً لم يهمل الجانب التاريخي، بل أولاه عناية فائقة، لتكون الشخصية في إطارها اللازم، وهو رابعاً كتاب تكريمي لمحب يعرف قدر المكتوب عنه كما لا يعرفه الكثيرون سواه، وهو مكتوب بلغة عالية محببة تتلاءم مع مكانة رضا سعيد الذي كان له الدور الأكبر في تعريب الطب خامساً، ويرصد الكتاب الحركة النهضوية السياسية والعلمية في سورية في المرحلتين التركية والفرنسية سادساً، وسأقف عند بعض هذه النقاط التي جعلت الكتاب في مكانة عالية، وربما لا أغالي إن قلت: «إن هذا الكتاب يجب أن يتم توزيعه على المؤسسات العلمية والثقافية والطبية والأكاديمية، وأن يكون مدار نقاش وحوار لما فيه من إغناء للروح الوطنية لدى الناشئة، ومن كشف لجوانب مهمة من الشخصيات السورية التي أعطت نفسها للوطن، ولم تبخل بوقت أو علم أو مال».

فنحن أمام سيرة متراكمة من الوطنية من والد رضا سعيد الذي حببه بالوطن، وشجعه على العودة إليه، وأعطاه الحرية التامة في اختيار حياته وأسلوب حياته، وأمام ابن بار لم يقدم على أمر ما في حياته دون استشارة الوالد وطلب رضاه، وفي مواقع عديدة نجده يربط توفيقه برضا الله والوالد، ذلك لأنه لم يحظ برؤية الوالدة التي فارقت الحياة قبل أن يتم عامه الأول، وفوق ذلك فإن الكتاب في متنه وحواشيه يذكر الكثير من رجالات سورية ودورها من فارس الخوري إلى ساطع الحصري ويوسف العظمة والملك فيصل ومرشد خاطر وعبد القادر العظم وشكري القوتلي وأبو خليل القباني وحسني سبح ومنيف العائدي وأحمد حمدي الخياط، وعبد الرحمن الشهبندر وعبد الوهاب القنواتي.

فمعجم المصطلحات الطبية كان نتاج قرائحهم وللخياط فيه مكانة، ولمنيف العائدي دور، ولعبد الرحمن الشهبندر الدور الطبي والوطني، ولمرشد خاطر، وللقنواتي فضل في تأسيس الصناعة الدوائية، ولأبي خليل القباني ريادة الحركة الثقافية التنويرية والمسرحية. أزعم ودون أي مجاملة أن هذا الكتاب يتجاوز ما أشار إليه المشيدون به، فلم يكن رواية وحسب، بل هو رواية وطن لا شخص، وخاصة في المسرد الذي أثبته المؤلف في نهاية الكتاب فسجل فيه التواريخ وأهم الأحداث المرافقة للمترجم له الدكتور رضا سعيد ولسورية في تماوج أحداثها السياسية والثقافية والاجتماعية. وأختم بالنقطة الذاتية التي أراها من الأهمية بمكان، فقد تأخرت الكتابة عن الدكتور رضا سعيد، وهو الذي يمثل نموذجاً وطنياً فريداً، ولكنه سيكون سعيداً عندما يمر طيف الكتاب أمامه وهو في رقدته الأبدية، أو يتصدر مدخل جامعة دمشق، فالكتاب لائق والتاريخ مشرّف، والنموذج يحتذى، ويحتاج منا علماؤنا ورواد نهضتنا أن نكتب عنهم لنتمثل تلك السير، فهل نعمل على سير أولئك الأعلام من مرشد خاطر إلى فارس الخوري وساطع الحصري وسواهم، وهم الذين ما بخلوا في تكريم الإنسان والوطن؟ وهل نحتفي بذكراهم ونقيم لهم المهرجانات التي تضعهم في أماكنهم التي يستحقون؟ وهل نملأ شوارعنا وساحاتنا وقاعاتنا بأسمائهم؟ الكثيرون لا يعرفون شيئاً عن بدوي الديراني وممدوح الشريف وحلمي حباب، هؤلاء الذين تزين إبداعاتهم شهاداتنا وكتبنا ووثائقنا، فهل نلتفت إليهم؟ استطاع الآخرون أن يتسيدوا الموقف، وأن ينسبوا لأنفسهم ما ليس لهم فهل نعيد الاعتبار كما فعل الدكتور صباح قباني بضوء عينيه لمن أسس وعرّب وأبدع وقاوم وتابع حتى الرحيل؟

بعيداً عن النمطية
ليست النمطية سبّة، ولكن الدكتور صباح قباني خرج عن النمطية في التأليف والكتابة، وترك التسلسل التاريخي لمسرد الأحداث في نهاية الكتاب، والذي كنت أتمناه فقط أن يثبت على الغلاف تاريخي الولادة والرحيل للدكتور رضا سعيد ،1876- 1945، ما دام لا يتتبع التسلسل التاريخي، وإنما بدأ من حياة الدكتور رضا بعد أن أصبح طبيباً، وهو في اسطنبول يقابل عمر أفندي لطفي الذي كان معلماً له في اللغة الفرنسية في المدرسة الرشدية العسكرية بدمشق، وربما كانت هذه البداية هي الأكثر تأثيراً وتوفيقاً، لأن رضا سيتعرف في هذا اللقاء إلى أهم حادثة في حياته، وها هو اليوم طبيب وأب ولا يعلم سر وفاة أمه، فأراد القباني أن يضعنا في ذروة الحدث المؤثر في حياته، وهو رحيل الوالدة، واختار أن تكون البداية عند صديق والده وأسرته وأستاذه الذي أخبره بقصة رحيل أمه المفجع، ليتبدى لنا الدكتور رضا رقيق القلب والمحب والدامع الحنون، وهو الذي لا نحفظ منه إلا قسوة التعابير في رسم عانقته أعيننا. عمر لطفي لا يعلم أن رضا يجهل وفاة والدته، والحديث هو الذي وصل إلى النقطة الفارقة.

لذا وصف الكتاب بأنه مختلف في التصنيف من نزار قباني في كلمة له على الغلاف: «الإطار الروائي الذي أحاط به المؤلف حياة الدكتور رضا سعيد جعل منه بطلاً إغريقياً يصارع أقداره واحداً بعد آخر، ولولا هذا الإطار الدرامي الذي اختاره لما اختلف الكتاب عن أي سيرة ذاتية عادية، كما أن المؤلف خلع على الدكتور سعيد عباءة من قصب الثقافة لم يكن ليخلعها عليه سواه، وأنه لمن حسن حظه أن أتيح له العين البصيرة والرائية والتشكيلية لتكتب عنه». والدكتور عبد السلام العجيلي قال عن الرواية: «قرأت الكتاب عن الدكتور رضا سعيد كرواية فأمتعتني، وكوثيقة تاريخية فأفادتني كثيراً». ورئيس مجمع اللغة العربية الدكتور مروان المحاسني يقول في الكتاب: «لقد أمتعني كثيراً هذا الكتاب عن الدكتور رضا سعيد، فالأسلوب الروائي الذي كتب به يلقى اليوم استحسان الناس ويقبلون عليه». أما الدكتور برهان العابد فيقول: «لقد أخفق الكثيرون الذين تصدوا للكتاب عن الرجل الفذ رضا سعيد واعترفوا بعجزهم، أما مؤلف هذا الكتاب فقد نجح لأنه قارب المعلومات القليلة التي عثر عليها بجهد كبير، مقاربة فنان وضعها في إطار قصصي يجذب القارئ».

وما أشار إليه المشيدون بالكتاب على جلالة أقدارهم، لم يعط الكاتب حقه، فبالفعل إن الأحداث والتفاصيل التي أتيحت للدكتور قباني قليلة نسبياً، وهي غير قادرة على صنع كتاب بهذا القدر والحجم، ولشخصية بهذه المكانة العالية في تاريخ سورية، ولكن الحب والإخلاص لسورية والشام وإنسانها، جعلا هذه المعلومات عنده بمستوى قدّم أفضل سيرة ممكنة أو غير ممكنة لهذا الرجل الذي كان عمله أهم بكثير من أي نشاط يرصده المتابعون.

الأسرة حامل السيرة
أخذ الدكتور قباني من حياة الأسرة حاملاً أول لسيرة الدكتور رضا، فابتدأ من الوالد والأم، وتناول تلك الحالة النادرة من الحب والتعلق التي جعلت الأم تفارق الدنيا لمجرد معرفتها بأن زوجها قد يكون مفقوداً، وحصانه عاد إلى حظيرته وحيداً، لتبدأ حياة اليتم عند رضا والتعلق الشديد بالوالد، والحرص على رضاه. وفي باريس عندما يتعرف إلى الفتاة التي أحبها يطلب إذن والده الذي لم يمانع، وكان شرطه غير المرئي التمسك بالوطن والعودة إليه، ويربط بمهارة بين حالتي الأم والزوجة عندما تصاب زوجته الباريسية بالحمى التيفية وتفارق الحياة إثر نزف لم يستطع الطب فعل شيء حيالها، وتدفن الزوجة هناك في حلب، ليقع الدكتور رضا نهب الحزن على زوجته وولديه اللذين طالهما اليتم مبكراً.. ودون أي شعارات فجة يقع اختياره بعد مدة على زوجه الجديدة التي جاءت لمرافقة أختها المريضة، ويتندر الأصدقاء بأن رضا أخضعها لفحوص تشبه فحوص الطلاب، فهي فتاة قارئة مثقفة تتقن الفرنسية، وبعد زيارات عديدة تأكد فيها من هذا الإتقان وهذا المستوى اللازم لتربية أولاده يقترن بالصبية اللاذقية «خيرية ماميش» وما أشبه هذا الارتباط بارتباط الدكتور أحمد السمان، وبارتباط والد الدكتور بديع حقي بأمه التي دعاها في «الشجرة التي غرستها أمي» بفاطمة اللاذقي، وتظهر السيدة خيرية سيدة مجتمع ومهتمة بالجوانب الخيرية إلى جانب عادلة بيهم وغيرها من سيدات المجتمع الدمشقي.

ويستمر الحامل الاجتماعي في الرابط الذي يربط السيدة بولدي زوجها، وفرحتها عندما يختار ابنه عدنان طب العيون، فتكون فرحتها غامرة لأن أحد أفراد الأسرة عرف طريقه كما يقول الدكتور قباني. وبذلك أعطى الدكتور قباني من خلال معلومات قليلة، لكنها معبرة نموذجاً مكتملاً لحياة اجتماعية دمشقية تشكل الأسرة أسّها، وفي حديثه عن رغبة الدكتور رضا في اقتناء بيت دمشقي يضم أسرته خير دليل على ذلك حتى تحقق هذا الحلم بمساعدة أصدقائه.

المجتمع والسياسة
اعتمد الدكتور قباني على قراءة الحاضن الاجتماعي والسياسي لتشكيل صورة متكاملة للدكتور رضا فكانت رجالات المجتمع السوري، ورجالات السياسة، حتى غدا الدكتور رضا واحداً منهم في وزارة المعارف عندما تقلد الوزارة، لكن تأسيس الجامعة السورية كان العلامة الأهم في حياته أكثر من أي شيء آخر، وقد تتبع المؤلف هذه العلاقات المشكلة في المجتمع السوري تحت الاحتلال، والدكتور رضا رحل قبل الاستقلال، فكل ما قام به كان تحت ظلال الاحتلال الفرنسي، لذلك جاءت اللقاءات العديدة التي جمعته بمندوبي غورو والمندوبين في سياق تاريخي غايته الأولى مصلحة الحالة الثقافية والعلمية والسياسية السورية، وقد استطاع أن يحصل على ما يريد، وما أشبه هذا النشاط بأنشطة والده وعلاقته مع الولاة العثمانيين، وبأحمد أبو خليل القباني والحالة الثقافية والفنية المسرحية، وهذا ما يشكل الخيط الرابط بين الوالد الذي أصر على أن ينتمي ولده إلى المدارس الإصلاحية، والولد الذي حوّل هذه الحالة إلى حالة وطنية لم تتوقف كل حياته، لذلك ما من غرابة أن يتوفى الدكتور رضا سعيد فتنكس الأعلام لرحيله ودوره، وهو الذي اعتزل وتقاعد وتفرغ لمرضاه وعلمه.

الحركة العلمية والطبية في رجل
رصد المؤلف ببراعة الحركة العلمية والطبية في سورية من خلال شخص الدكتور رضا، فعرفنا ما كنا نسمع به أو نجهله عن مرشد خاطر والشهبندر والعظم والحصري وسواهم، وعرفنا أن حركة تعريب الطب في سورية لم تكن إلا لحرص العلميين على أن تكون لغتهم الأولى في التعليم، فسجل شيئاً من النقاشات التي دارت، وبيّن دور ساطع الحصري في تعريب التعليم إلى جانب الكوادر العلمية، وهنا يدرك القارئ السبب الذي دفع إلى طبع معجم المصطلحات الطبية للدكتور الخياط في مرحلة مبكرة، ولا يزال هذا الكتاب رائداً مع عدد من الكتب الرائدة في التعريب وصولاً إلى موسوعة الطب الباطني لهاريسون الذي تابع مسيرة التعريب الطبي الرائدة في سورية.

وفي لفتة نادرة يسجلها القباني يظهر بعد رؤية الدكتور رضا سعيد الفكرية خارج مجال الطب، فها هو رئيس الجامعة يزور معهد الحقوق، ويصادف مرض عميده العظم فيحضر ويستمع ويعقب بعد الأستاذ سعيد مراد أستاذ الفقه تعليقاً على قاعدة «القديم يترك على قِدَمه» ويقول د. رضا: «هذه المادة يا أبنائي، يجب أن نفهمها على أنها قاعدة أصلية في ملازمة الحق لمن بيده الحق وتحت تصرفه إلى أن تقام البيّنة من خصمه على أنه هو صاحب الحق، غير أن هذه القاعدة الحقوقية، التي قصد منها إبقاء الحق في يد صاحبه حتى ثبوت العكس، ولا يجوز أن نعتمدها قاعدة علمية أو سياسية أو حضارية، لأن ذلك يعني أن نرهن أنفسنا للأنماط والأساليب القديمة فلا نحيد عنها، على حين إن التطور، والتقدم، والعمل على الوصول إلى الأفضل، هو الذي يجب أن يكون رائدنا والغاية التي ينبغي أن نسعى إلى تحقيقها، فنحن مثلاً لا نستطيع أن نبقى على نهج من الحياة قديم كان مقياس السرعة فيه سرعة الإبل، بينما نعيش اليوم في عصر الطائرات الذي يحتم علينا أن نسابق الزمن حتى بأسرع من هذه الطائرات».

وأستاذ الفقه يثني على ما قاله رئيس الجامعة: «أشكر رئيسنا الفاضل العلامة الدكتور رضا سعيد على ما نبه إليه من ضرورة مماشاة العالم ومسابقته في التطور السريع».

ومن آرائه في تعليم الطب باللغة العربية: «إذا كانت الجامعة الأميركية في بيروت قد درست الطب باللغة العربية على أيدي أربعة أطباء أميركيين تعلموا لغتنا من أجل هذا الغرض وألفوا بها الكتب الطبية، فالأحرى بنا، ونحن أصحابها، أن نجعلها لغة التدريس في معهدنا» وأمر التعريب، وعلى الرغم من دوره فيه لم ينسبه إلى نفسه، وإنما أعطى الجميع حقوقهم، ويذكر أن مدير التربية ساطع الحصري كان له مساهمات جلّى في إسكات الأصوات التي عارضت تعليم الطب باللغة العربية، والطريف الغريب أن أبرز من عارض تعليم الطب باللغة العربية كما يذكر المؤلف في حاشيته محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق خوفاً من أن تشوه اللغة على أيدي من لا يتقنون قواعدها.

أزعم أنني أحاول المتابعة قدر الإمكان، ولكن هذا الكتاب بما حوى من معلومات ووثائق وصور أضاف أشياء كثيرة كانت غائبة، وصحح لي أغلب معلوماتي عن تلك الحقبة ورجالاتها، وأعود لأقول: لهذا الكتاب أن يطبع بشكل شعبي ليوزع مجاناً على الطلبة والمعاهد العلمية والأكاديمية ليعلمنا كيفية الاحتفاء بكبارنا، وليضع أمامنا المنارات التي صنعت لنا ما لم نحسن الحفاظ عليه أو الاحتفاظ به، وما المقطع الذي اخترته من الكتاب، إلا لإظهار الهوة المعرفية والفكرية بيننا اليوم وبين رجل مضى على رحيله ثلاثة أرباع القرن، وكان يريدنا أن نسبق الزمن والطائرات.
لن أشيد بفعل الدكتور صباح قباني فاسمه ملء السمع والعين في تاريخ سورية، وإعلامها وثقافتها ودبلوماسيتها، ولنا أن ندرك مقدار الغيرية في أن يعطي سيرة رضا سعيد أعواماً من حياته ليجلو بها صورة سورية قبل أن يغطيها رماد الزمن والفتن.


إسماعيل مروة

الوطن السورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق