باسم عبدو في مجموعته «تورق ذاكرتي» بالغوص في محبرة أسراره

21 تشرين الأول 2013

.

تطرح مجموعة «تورق ذاكرتي» القصصية للأديب باسم عبدو عدداً من القضايا الاجتماعية والإنسانية والعاطفية والوطنية بأسلوب سردي تميز بحضور كثيف للألفاظ الشعرية التي نافس حضورها الأفكار والمواضيع المطروحة مما يتطلب قراءة متأنية لقصص المجموعة للتمكن من الوصول إلى ما ترمي إليه الدلالات والإيحاءات.

ويتعرض الكاتب إلى المآسي التي تعيشها الأمة العربية بسبب فشلها في حماية نفسها من المكائد التي يوقعها بها العدو الصهيوني ومن وراءه وما ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية إضافة إلى ما تسببه أيضا من فقدان أعضاء في جسد الإنسان وقصة «مذكرات فاتنة» نموذج لذلك أراد من خلالها عبدو أن يشير إلى مآسي فلسطين والعراق وإلى رغبة بعض الناس من العرب بالتبرع للمنكوبين بأعز ما عندهم كبعض أعضاء جسدهم.

وفي قصص المجموعة يرى القاص عبدو أن الحب يجب أن يكون حالة ثابتة لا يمكن أن يساوم عليها بأي شيء كان حتى لو تعرض الإنسان إلى وطأة الفقر والجوع فمن المفترض ألا تسمح له كرامته بأن يتنازل عن حبه حتى ولو بعد الموت فعليه أن يبقى على ذكراه كما جاء في قصة لن تبيع قلبها التي أوردها الكاتب على شكل ومضة قصصية قصيرة أراد أن يعبر من خلالها
عما أراد من قناعة .

ولجأ القاص إلى أنسنة القمر كما في قصة الليل والنافذة فتركه يعبر عن حب الخير والجمال لأنه لم يجد أحدا يدافع عنه فقرر الرحيل كما تخلص المجموعة إلى اعتماد الكاتب على حالات إنسانية متحركة عبر الزمان محاولة أن تكون شاملة في طرحها كما تجاوز القاص المكان أيضا ليشمل في رؤاه الإنسانية كل الأمصار في الوطن العربي عبر كثير من الإيحاءات التي استعارها من الطبيعة وجماليات الكون محاولاً أن يخلق حالة توافقية بين أفكاره الوطنية والإنسانية وبين لغته الشاعرية.

أما في قصة «محبرة الأسرار» فيجول القاص عبر دلالات ورموز حول قصة حب يضمنها ما أراد من رؤى إنسانية كوصول الوردة بطلة القصة إلى أن يصبح قلبها مزاراً للعشاق والمظلومين والمحاصرين والمطرودين.

كما يعالج عبدو قضايا الشك والغيرة وحالات الخيانة الزوجية التي قد تصل بأصحابها إلى إعادة النظر في سير الحياة الزوجية والاجتماعية حيث عبر من خلال قصته «في مقهى الأدب» عن تحولات حياتية عاشها أديبان خلال حب كل واحد منهم وتعرضه لحالة عشق إضافة لحالته الزوجية.

يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يقع في 182 صفحة من القطع المتوسط.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق