المرود والمكحلة على خشبة مسرح الحمراء بدمشق‎

20 نيسان 2013

.

قد يكون العرض المسرحي «المرود والمكحلة» نص الكاتب عدنان العودة وإخراج عروة العربي من أكثر العروض المسرحية ملائمة للحدث الآني الذي نعيشه كسوريين بما يحمله من بعد سياسي يتقاطع وبشكل مباشر مع الحقيقة الاجتماعية التي تربطنا نحن السوريون على اختلاف مذاهبنا، طوائفنا، عاداتنا، تقاليدنا وأعرافنا، لتجمعنا ضمن تكوين واحد وهي الهوية السورية الجامعة لنا.

فهذا النص «المرود والمكحلة» هو تعبير حقيقي لما تحمله الشخصية السورية الغنية بغنى أرضٍ لملمت أحزان الآخرين وجمعتهم في البوتقة السورية الحاضنة لكل من تاه أو شرد. ومنها حكاية عن ذاك الأرمني كريكور الناجي من المذبحة العثمانية بحق الأرمن في جبال "أرارات"، لينصهر مع النسيج السوري والذي يحاول فيه البعض تجزئته حسب جغرافية أو عرق أو مذهب، ليأتي هذا العرض ليصفع كل من يحاول أن يقسم حسب أهوائه الممسوسة. وهنا يأتي دور الفن الحقيقي في كشف الحقيقة الغائبة لدى البعض، أن ما يجمعنا بحجم أكوانٍ وما تبقى من اختلافات لا يعدو عن كونه سراب في سراب.

أما مسرحياً فقد قدم المخرج عروة العربي عملاً متكاملاً من حيث إدارة الممثلين الذين برعوا بلا استثناء في شد المشاهد إلى تفاصيل الحكاية التي امتزج فيها الحب مع لهجات سورية مختلفة، إضافة إلى براعة في الأداء المسرحي المكثف وهذا ينطبق على سينوغرافيا بصرية اختزلت الجغرافيا السورية على اختلافها، ضمن حدود خشبة مسرح الحمراء إضافة لموسيقى العرض الحية التي تماهت لحناً وكلمات مع أداءٍ حيٍ لـ "آري جان سرحان" على البزق والياس عبود إيقاع وبمرافقة صوتية للفنان حسين عطفة الذي قدم نصاً موازياً عبر أدائه الغنائي اللافت وعزفه على آلة البيانو والذي ساعد في تطوير الذروات الدرامية على الخشبة حيناً ورافقها حيناً أخرى.


من العرض المسرحي المرود والمكحلة
على خشبة مسرح الحمراء بدمشق


وفي لقاء سابق مع كاتب العمل عدنان العودة قال: «المرود والمكحلة مسرحية سورية ومحلية بامتياز، سبق أن قدمت في 2006 من إخراج عمر أبو سعدة، وقد نشرت في كتاب مسرحيات عربية من الألفية الثالثة، ويقوم الآن عروة العربي بإخراجها لمصلحة المسرح القومي، وأما عن سبب اختيارها فهذا عائد إلى عروة العربي الذي كان يبحث عن نص سوري معاصر يحاكي به ما نعيشه الآن، ذلك أن المسرحية في سياقها العام تطرح أسئلة في تحديد ماهية هويتنا كسوريين، إنها مديح لتداخلنا العرقي والديني والطائفي، وتغنٍ جدي بغنى نسيجنا الاجتماعي، ورهان على وحدتنا الثقافية، أما بما يخص الجديد، فهو التركيز مع المخرج على تأكيد هذه الرؤية، الرهان على العيش المشترك، وفتح الباب الذي أوصد لسنتين سبقتا للخروج مما علقنا فيه».

أما عن سبب ابتعاد الجمهور السوري عن المسرح، هل غياب النص الجيد، أم أن الدراما أفقدته قيمته؟
«أعتقد أن في هذا الحكم مبالغة، فالجمهور لم يبتعد عن المسرح، وإن كان هناك حال عام في الابتعاد عن الثقافة. ومما لاشك فيه أن غياب النصوص التي تحاكي حال الناس قد لعبت دوراً في عزوف الجمهور عن متابعة المسرح، غير أنه في حال تقديم عروض جيدة فإن كثيراً من الجمهور سيعود لمتابعة العروض المسرحية».


من العرض المسرحي المرود والمكحلة
على خشبة مسرح الحمراء بدمشق


وعن العرض المسرحي يقول الممثل كرم الشعراني الذي يلعب شخصية محورية: «مسرحية المرود والمكحلة عموماً تمسّ الشارع السوري الآن، لأنها تتحدث عن تنوّع المجتمع اعتباراً من عام 1914م وحتى الآن، كما تجسد الأوجاع والآلام التي يعانيها في ظل الأزمة السورية الراهنة».

يذكر أن المرود والمكحلة: نص للكاتب عدنان العودة، سينوغرافيا وإخرج عروة العربي.

الممثلون: «رغد مخلوف، محمود نصر، وسيم قزق، ربا الحلبي، يحيى هاشم، حلا رجب، لوريس قزق، كرم الشعراني، يزن الخليل، نجاح مختار».

ديكور زهير العربي، إضاءة: نصرالله سفر، التأليف الموسيقي: آري سرحان، حسين عطفة (بيانو، صوت بشري)، الياس عبود (إيقاع)، أزياء: علي خليلي، إعلان: روان القباني، تعاون فني: وسيم قزق، مساعد مخرج: سامر نصرالله، مكياج: هنادة الأبرش.

ويجدر الإشارة بأن العرض من إنتاج وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا، ويستمر العرض لغاية 20 نيسان 2013 تمام الساعة الخامسة مساء على مسرح الحمراء والدعوة عامة.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من العرض المسرحي المرود والمكحلة على خشبة مسرح الحمراء بدمشق

من العرض المسرحي المرود والمكحلة على خشبة مسرح الحمراء بدمشق

من العرض المسرحي المرود والمكحلة على خشبة مسرح الحمراء بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق