جراح المسرات مجموعة شعرية جديدة

20 تشرين الأول 2012

.

غلبت على مجموعة جراح المسرات للشاعر سليمان السلمان الرؤية الفلسفية والتأمل في حياة الانسان والعوالم الطبيعية التي يعيشها وحراك الانسان الاجتماعي من خلال مايراه مناسبا لحياة يراها أفضل وأكثر رقيا مما نحن عليه إضافة إلى عدد من القصائد التي تعبر عن رؤيته للمرأة وكيفية تعامله معها.

ويكشف السلمان في بعض قصائد مجموعته أن ما يحمله كثيرون من الناس في طبائعهم من زيف يجعلهم يتوهمون أنهم أقوياء وأن نجاح حياتهم متعلق بهذا الزيف الذي ينعكس سلبا مع الوقت على تطور القيمة الاجتماعية لهم ويؤدي الى المسير على دروب بدايتها الغرور ونهايتها الهلاك كاشفا أنه في النتيجة يكون مثل هذا النوع من البشر على هامش الانسانية...

يقول في قصيدة على الهامش

لم تكن يوما ترابا
أو عصا مزروعة في قلب غاب
كنت كالقشة في هبة ريح
أنت في دهر المنى ضيف ثقيل
تتمنى لعنة من كل جيل.

وتتداعى الذكريات في خيال الشاعر ويغلب ألم الجراح التي تصطف وتتدافع بسرعة محملة بالواقع الاليم دون ان تتفرغ ولو قليلا إلى لحظة حلوة مرت ذات زمن غابر في حياته ويتدخل الهاجس الوطني والحس الانساني في تكوين القدرة على تركيز التعابير الشعرية المكونة من الفاظ يشعر المتلقي انها متناسقة تماما مع المعنى والرؤية وهما اساس في وجود النص الشعري كما جاء في قصيدة من ذكريات تائه.

والموجة الحزينة الدفينة القرار
اوحشها ساحلها المهجور واللهفة والفرار
فجمدت عيونها لآلئ
تخاطب الشموس والأقمار
وتنثني تقبل الرياح والرماح والأحجار
وفي ضميرها تساؤل انتظار

وتتفوق القصائد الغزلية في المجموعة على المواضيع الاخرى نظرا لاعتماد الغزل على التدفق العاطفي الشديد مع انسجام موفق مع التفعيلات الموسيقية التي أتت متناغمة مع العاطفة إضافة إلى المفردات الرقيقة التي تمكن الشاعر من انتقائها في التعبير عن مشاعره في القصيدة خلافا لتسلط الفكر بشكل غير معيب للألق الشعري على المواضيع الاخرى ذات الطابع الفلسفي والتأملي يقول في قصيدة أبحث عنك.

وأذهب في رحلة الحب
يعمرني الوجد .. أمضي
وأغرق في موجة من عبير
أحس على صفحة الماء خدي
وحلمي انسياب مثير

أما الأطفال فيبدو امله بهم كبيرا حيث يغمرهم بمشاعر حانية مليئة بالامل والخير وتتجلى العفوية والصدق أمام الطفولة لتنساب العبارات بعذوبة عبر عاطفة انسانية عارمة يقول في قصيدة إلى صغيرة

أحبك .. يا طفلة ..
سأراك غدا .. تسيرين بين الكبار
لعينيك سطرت روحي قصيدا
جعلت حروفي قطار
لأجلك قاتلت .. أنكرت ظلم الطغاة .. لعينيك قاتل مثلي الكثير
فعيناك للثائرين منار
لمثلك مازلت أحمل وعد الحياة .
غدا نلتقي .. والامنيات انتظار.

وتميزت المجموعة بقدرة موهبة الشاعر على انتقاء النغم الموسيقي لكل قصيدة حسب ما يلائم موضوعها برغم الفارق العاطفي والفكري بين النصوص سواء أكانت فلسفية ام غزلية ام وطنية وهذا ينطبق على اختيار المفردات والالفاظ كما يترك مجالا كبيرا للمتلقي كي يتعامل مع النص الشعري بارتياح دون الهبوط بالمستوى الفني للاسلوب الشعري ولقيمة القصيدة الفنية واعتمد انتقاء الكلمات البسيطة والموجودة بمتناول الانسان على اختلاف ثقافته ما جعل للقصائد خصوصية في الطرح والوجود.

يذكرأن المجموعة من منشورات دار إنانا للطباعة والنشر تقع في 118 صفحة من القطع المتوسط.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق