لورا أبو أسعد: الدراما السورية تفتقد لوجود «شيخ الكار»

16 آب 2012

.

الفنانة لورا أبو أسعد مديرة شركة الفردوس للإنتاج والتوزيع الفني لم تتفق مع الرأي القائل بأن الدراما السورية مرت بمأزق بسبب الأعمال المدبلجة، وقالت في مقابلة لـ«اكتشف سورية» ضمن سلسلة مقابلاتنا مع صنّاع الدراما السورية؛ إن أكثر ما تفتقد إليه صناعة الدراما في سورية هو« شيخ الكار»..

وتالياً نص المقابلة:
كيف تنظر لورا أبو أسعد لواقع الدراما السورية مؤخراً؟
«إذا كان القصد هو المسلسلات التلفزيونية فنحن بوضع جيد، ولكننا بشكل عام نعاني من شح في إنتاج البرامج الترفيهية أو الوثائقية أو مسلسلات الأطفال سواء الدرامية أو الكرتون».

ما هي العوامل الأكثر خطورةً على هذه الصناعة؟
«جميع الصناعات في الوطن العربي بل وفي العالم تمر بمراحل حرجة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وبصراحة نحن نحتاج فقط إلى المغامرة من رجال الأعمال لضخ جزء من إمكاناتهم في إنشاء المحطات الخاصة، وفي الدخول إلى عالم الإنتاج الفني ككل».

بالمقابل.. أين تبرز عناصر القوة في الدراما السورية- من وجهة نظركم-؟
«النصوص الجريئة، الممثلون المتميزون، المخرجون والفنيون المغامرون الذين يعملون كعمّال المناجم ليل نهار في سبيل إخراج أعمالهم للضوء، أيضاً: وفرة وتنوع أماكن التصوير الداخلي والخارجي في سورية، وتدني أجور التصوير فيها قياسا مع دول الجوار هو مسألة تحسب لقوة هذه الصناعة».

ما رأيكم بجملة الإجراءات التي اتخذتها وزارة المالية لدعم المنتج الفني السوري- بعد لقائكم بالسيد الرئيس أواخر العام 2010، وهل تعتبرون هذه الخطوات كافية؟
«بالنسبة للدعم اللوجيستي الذي وعدنا به من قبل السيد الرئيس فإن طلباتنا جميعها نفذت تقريبا، وكانت الاستجابة من وزارة المالية سريعة خاصةً فيما يتعلق بالتعليمات التي وجهت إلى جميع المؤسسات الحكومية والوزارات لدعم شركات الإنتاج السورية، وتسهيل مهام التصوير، والقرارات المتعلقة بترخيص استثمار الأراضي الغير مزروعة لبناء استوديوهات للتصوير، وما إلى هنالك من قرارات تصب في مصلحة إنعاش الإنتاج».


الفنانة لورا أبو أسعد


وما هو نوع الدعم الذي تطمحون إليه في المراحل المقبلة؟
«لاشيء سوى تطوير الدور الذي تلعبه المؤسسة العربية للإعلان لاستقطاب كم ونوع أكبر من الإعلانات لرفع أسعار البرامج داخل سورية، وذلك أملاً بأن يصبح سوقنا المحلي في المستقبل هو وجهتنا الأساسية قبل السوق العربي».

يعتبر بعض المنتجين أن الدراما السورية مرت بمأزق بسبب الأعمال المدبلجة، ما تعليقكم على ذلك؟ خاصة أنكم من الروّاد في هذا المجال.
«المنتجون الحقيقيون يرفضون هذه المقولة، ففي الوقت الذي عرضت فيه المحطات حوالي أربعين مسلسلاً مدبلجاً في أربع سنوات؛ تم افتتاح أكثر من خمسين محطة عربية في أنحاء الوطن العربي, أي أننا بحاجة لعدد أكبر من الأعمال المدبلجة، والإنتاجات الجديدة والبرامج على مدار العام لتغطية هذا الكم من المحطات».

هل مازالت الأعمال المدبلجة تلقى نفس الرواج في المحطات العربية، أم أنها أيضاً باتت تعاني من منافسة حادة؟
«أصبح هناك مسلسلات إيرانية، وأوروبية، وأمريكية لاتينية ،وهندية، وبلهجات مصرية، وخليجية، وأردنية، ولبنانية، لكن مازالت الصدارة للمسلسل التركي، و للهجة السورية التي بات المشاهد العربي عموما يستمتع بسماعها، ويطلبها»

يعاني المنتجون السوريون من الدخلاء على هذه المهنة، ما تعليقكم على ذلك؟
«المشكلة ليست فردية، وليست بالأشخاص، إنما في المؤسسات سواء الخاصة أو الحكومية نحن نفتقر لوجود (شيخ الكار)، أو القوانين، والنظم الأخلاقية الصارمة التي تمنع الجهلة من المسير خارج الركب»

وما هو تقييمكم لتجربة الفنان المنتج؟
«أثبتت التجارب السورية أن الفنان المنتج ناجح بكل المقاييس، والأمثلة كثيرة من: أيمن زيدان، ونجدت أنزور، وسلوم حداد، وهيثم حقي، وحاتم علي، إلى فراس ابراهيم ،وعابد فهد، وغيرهم..، وأعتقد أن جميعهم نجحوا باختيار نصوص جيد ، وتابعوا تنفيذها فنيا على مستويات راقية»

هل تبدو شركات الإنتاج مقصرة في البحث عن وجوه شابة اليوم، خاصة أن معظم الممثلين السوريين ينتمون إلى شرائح عمرية متقاربة؟
«هذا صحيح مع العلم أن هناك الكثير من الشباب الموهوبين، والمتميزين، لكن العيب في التسويق، فالمحطات العربية تطلب أسماء معينة، وتفرضها على المنتج السوري، وربما تُحل هذه المشكلة عندما يزيد عدد المحطات السورية، ونصبح قادرين على فرض شروطنا».

تتهم شركات الإنتاج بأنها تعامل الكوميديا على أنها درجة ثانية، ما مدى صحة هذه المقولة؟
«هذا صحيح لأن المحطات تمنح العمل الكوميدي السعر الأدنى، مع العلم أنه الأكثر مشاهدة، وهذه مفارقة فظيعة، مع العلم أن العمل الكوميدي مكلف مثل الإجتماعي، وأحيانا يكلف أكثر».

وما هو العائق أمام تطوير الكوميديا السورية؟
«النصوص، مازال عدد كتاب الكوميديا قليلا للغاية وليسو جميعهم على نفس المستوى»

إلى أي حد يمكن أن يدعم القطاع العام الدراما السورية من الناحية الإنتاجية، خاصة بعد دخول المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي على خط الإنتاج؟ وإلى أي مدى تعولون على هذه المؤسسة؟
«نحن نعول الكثير على هذه المؤسسة، لكن يجب أن تصبح القوة الشرائية للتلفزيون العربي السوري أكبر، وإلا ما الفائدة من زيادة عدد المسلسلات والبرامج إذا استمر التلفزيون بدفع هذه الأسعار الهزيلة ؟؟؟ عندها ستخسر المؤسسة، والمنتج الخاص معا ،أو ستعيش تحت نفس الضغط الذي يعيشه المنتج في السعي وراء المحطات العربية وتنفيذ شروطها».

هل تعتبرون تجربة إنتاج المسلسلات الإذاعية التي أقدمت عليها شركتكم مؤخراً أحدى البدائل المطروحة لدعم سوق الدراما السورية؟
«ولماذا البدائل ؟؟؟؟؟ نحن لا نبحث عن البدائل، بل الروافد التي تغني وتزيد من قيمة هذه الصناعة بالكم والنوع، و نحلم بأن يظل المُنتج السوري الفني متواجدا في الوطن العربي والعالم».

وإلى أي حد يمكن أن يستوعب سوق المحطات الإذاعية الخاصة هذه المسلسلات؟
«أعتقد أن هذا السوق لازال بكراً، فهو فقير بالإنتاج، وبحاجة إلى كم هائل من البرامج، والمسلسلات ليحقق التواجد الفعلي، والتنافس الحقيقي».


محمد الأزن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق