موسم تقليم أشجار الزيتون في إدلب

07 نيسان 2012

فرص عمل موسمية ومصدر دخل للأسر الريفية

يشكل موسم تقليم أشجار الزيتون في محافظة إدلب مصدرا مهما لدخل العديد من الأسر لاسيما بعد ارتفاع أجور التقليم في السنوات الأخيرة وإقبال المزارعين عليه بكثافة ويتم في مواعيد محددة ويعتمد على أسس علمية إضافة إلى الخبرة.

ويرى كثيرون أن وعي الفلاح بأهمية التقليم أسهم إلى حد كبير في تغيير المفاهيم الخاطئة لديه حول هذا الموضوع الأمر الذي أعطى مهنة التقليم أهمية خاصة كونها توفر فائدة مشتركة للأشجار من جهة ووسيلة عيش موسمية مهمة من جهة أخرى.

ويعتبر المزارع أحمد حمزة أن التقليم أصبح مهنة موسمية مهمة مدرة للدخل لاسيما بعد ارتفاع أجرة العامل في اليوم الواحد حيث وصلت الآن إلى أكثر من 500 ليرة في بعض المناطق فضلا عن توفيرها فرص عمل لشريحة واسعة من سكان الأرياف قد تزيد على 3 آلاف فرصة عمل خلال 3 أشهر كاملة .

ويضيف أنه يشرف على العاملين في الورشة ويزودهم بالملاحظات التي تزيد من مهاراتهم ويقدم المشورة و النصائح للشبان الجدد غير المتمرسين في هذا العمل الذي يسوده التعاون بين الجميع.

من جانبه يرى محمد مصطفى أحد الشبان المتمرسين بمهنة التقليم أن مرافقته لوالده إلى الحقول التي يقوم بتقليمها ساعدته على مزاولة هذه المهنة حتى بات مقصدا لأغلب فلاحي القرية نظرا لخبرته الكبيرة في العمل مشيرا إلى أن للتقليم أهميته في توفير فرص عمل لأمثاله من الشبان ولأصحاب المناشر الآلية وتجار الحطب فضلا عن أهميته الزراعية حيث يحرص الكثير من الآباء على تعليم أبنائهم هذه المهنة لتقليم حقولهم وتوفير أجور العمال.

كما يرى أحمد ثابت صاحب منشار آلي لتقطيع الأخشاب أن موسم التقليم يعطيه فرصا إضافية للعمل ويسهم في إنعاش مهنته حيث كان عمله في السابق يقتصر على تقطيع الحطب ضمن نطاق محدود جدا مبينا أن ذروة عمله تبدأ منذ نهاية آذار وحتى نهاية آب حيث يوجد إقبال كبير على اقتناء حطب الزيتون من قبل الأهالي الأمر الذي ساعده كثيرا في تحقيق ربح أكبر.

وأشار ثابت إلى أن أجرة تقطيع الطن الواحد من أخشاب الزيتون تتجاوز 350 ليرة في حين يتقاضى أجوراً إضافية عند تقطيع جذور الأشجار الضخمة كونها تحتاج الى مزيد من الوقت والجهد.

فيما يرى أبو ماجد أحد مزارعي قرية كفرحوم أن بيع مخلفات التقليم من الحطب أصبح يدر عليه أرباحا كبيرة وخاصة خلال الموسم الحالي نتيجة تعرض أشجار الزيتون للتكسير بفعل تساقط الثلج بكميات كبيرة ما زاد الإقبال على مادة الحطب وبالتالي زيادة الأرباح بالنسبة له.

أما أم حسن ربة منزل فتعتقد أن اعتماد الناس على مدافئ الحطب التي تعتمد الأخشاب كمادة أساسية أسهم في انعاش الاقتصاد المنزلي لأغلب الأسر الريفية وتوفير ثمن الوقود لأن حطب الزيتون هو الأكثر استعمالا والمفضل لدى غالبية الأسر نظرا لتوفره في كل بيت تقريبا.

وأشار محمد أمون أحد تجار الخشب في قرية إسقاط الشهيرة بزراعة الزيتون إلى أن أسعار الخشب تختلف حسب نوع الأشجار حيث يتميز خشب أشجار الزيتون بأنه الأغلى ثمنا والأكثر طلبا يليه خشب اللوز والمشمش في الدرجة الثانية كما يختلف سعر جذوع الأشجار عن سعر الأغصان.

وقال إنه يشتري معظم كميات الخشب الفائضة عن حاجة الأهالي ويجهزها للبيع بعد تقطيعها لافتا إلى أن سعر الطن الواحد من خشب الزيتون اليابس يتجاوز 6 آلاف ليرة فيما يبلغ سعر الطن الواحد من الخشب الأخضر 4500 ليرة وهو في تصاعد مستمر نظرا لتوجه معظم الناس للتدفئة على الحطب.

ومن الناحية الزراعية أوضح الدكتور زياد ملندي رئيس شعبة الزيتون في مديرية الزراعة بالمحافظة أن عملية التقليم السليمة للأشجار تعتمد على التخفيف من المجموع الحطبي للشجرة ومساعدتها على عملية التهوية ووصول أشعة الشمس بشكل جيد إلى كافة أنحائها وإفساح المجال أمام الأغصان الفتية للنمو.

وأشار ملندي إلى ضرورة أن يتم التقليم سنويا وبشكل خفيف والابتعاد عن التقليم الجائر الذي يجعل الشجرة تخسر جزءاً كبيراً من الأغصان وبالتالي حدوث ظاهرة المعاومة وقلة الثمار في الموسم الذي يتم فيه التقليم لافتا إلى أهمية وعي الفلاحين لهذه الحقائق العلمية.

وأضاف أن الموعد الأمثل للتقليم يبدأ بعد زوال خطر الصقيع وبالتحديد منذ منتصف شهر شباط إذا كانت الأشجار ضمن المناطق الأشد برودة أو في الخريف وبعد انتهاء موسم القطاف مباشرة بالنسبة للمناطق الدافئة.

وميز ملندي بين 3 انواع للتقليم منها تقليم التربة أو تقليم الأشجار الفتية وتقليم الأثمار أو تقليم الأشجار البالغة وأخيراً تقليم التجديد أو تقليم الأشجار الهرمة لافتا إلى أن الزراعة الحديثة للأشجار المثمرة ومنها الزيتون تميل إلى تربية الأشجار على ساق قصير حتى إن بعضهم ارتأى عدم ضرورة وجود الساق و تشعب الأفرع الرئيسية مباشرة من الأرض.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق