حديقة متحف حماة الوطني
17 تشرين الأول 2011
تنفرد حديقة متحف حماة الوطني باحتضانها أروع لوحات الفسيفساء والمقتنيات واللقى الأثرية المكتشفة في المحافظة والتي تعود الى الفترتين الرومانية والبيزنطية فضلا عن طبيعتها الخلابة التي تزخر بالاشجار المثمرة ونباتات الزينة واشجار السرو والاكاسيا والكاردينيا ما يجعل أهالي المدينة وزوارها يجدون فيها مكانا للمتعة والتمعن بالإرث الحضاري العريق للإنسان السوري منذ فجر التاريخ.
وتحتوى الحديقة التي تصل مساحتها إلى 8 دونمات وتمتد في موقع متميز يطل على مدينة حماة على مقتنيات اثرية كالجرار الفخارية القديمة الكبيرة التي تتكئ على ارضها وكانت تستخدم في العصور القديمة بتعبئة وتخزين وحفظ المياه و المواد الغذائية كالزيوت النباتية والخمور والحبوب والعسل.
وأوضح عبد القادر فرزات رئيس دائرة اثار حماة إن الحديقة تضم أربع لوحات فسيفسائية بأحجام ورسومات مختلفة وأعمدة اسطوانية وتيجانا ومدافن بازلتية عليها نقوش هندسية ونباتية قديمة متنوعة اضافة إلى وجود صلبان وبوابات وطواحين ومعاصر زيت وجرار فخارية وحجرية ترقى إلى عصور تاريخية متعددة.
وأشار فرزات إلى ان لوحات الفسيفساء كانت تزين في تلك الفترة التاريخية القديمة أرضية بعض المباني كالمعابد الرومانية أو الكنائس البيزنطية أو في بيوت الشخصيات الرفيعة مثل الرهبان والحكام مشيراً إلى أن مصممي اللوحات سعوا من خلالها الى تخليد أو تكريس فكرة دينية أو مظاهر حياتية محددة آنذاك.
ولفت إلى أن دائرة اثار حماة وعمال دائرة الحدائق في مجلس مدينة حماة يحرصون على إيلاء الحديقة كل الرعاية والاهتمام والحفاظ على نظافتها وسقاية وتقليم الأشجار التي تحويها علاوة على رش المبيدات الحشرية في مختلف أركانها لضمان راحة زائريها وضيوفها خلال التجوال فيها ومنع إزعاجهم من انتشار بعض الحشرات التي تعد الحديقة موئلاً طبيعياً وحيوياً للكثير من أنواعها.
وأوضح عبد الله بصل العامل في دائرة آثار حماة أن اللوحات الموجودة في أرضية الحديقة تعكس قضايا وموضوعات مختلفة منها مشاهد الصيد والصراع الأزلي بين الخير والشر والافتراس بين الحيوانات وإسقاطاته ورمزيته في حياة البشر فضلا عن تصوير حيوانات أسطورية مجنحة مبيناً أن هناك تبايناً في مساحة وابعاد هذه اللوحات التي تراوحت بين 2 و12 متراً مربعاً.
ولفت بصل إلى أن 48 بالمئة من أعداد لوحات الفسيفساء المكتشفة في سورية تم العثور عليها في المواقع الاثرية بالمحافظة وأهمها لوحة طيبة الإمام التي يعود تاريخها إلى242 ميلادية وتزيد مساحتها على 600 متر مربع ولوحة المريمين (العازفات) الموجودة في إحدى قاعات متحف حماة الوطني ولوحة الوعل الرائعة مبينا ان أهمية اللوحات تتجلى في التقنية العالية في تصنيعها وغنى الموضوعات الإنسانية والطبيعية التي تجسدها وتصويرها لأنماط الحياة البشرية على مدى الحقب الزمنية الماضية.
يشار إلى أن الحديقة تأسست مع متحف حماة الوطني عام 1999 وتبلغ المساحة الإجمالية التي يستأثر بها المتحف والحديقة معاً نحو 10 آلاف متر مربع.
الوكالة السورية للأنباء - سانا