التشكيلي محمد سعدون يقدم تجربته في المركز الثقافي الروسي بدمشق

04 أيار 2011

محملاً بتكويناته اللونية والتعبيرية قدم التشكيلي محمد سعدون تجربته التشكيلية في المركز الثقافي الروسي بدمشق. معتمداً على التراث الشرقي بعناصره وحكاياه وقصصه المتنوعة والغنية بلون البنفسج، مستخدماً ألوان الشرق الدافئة وأسلوب الواقعية التعبيرية، كإسقاط تشكيلي لما عايشه وتأثر به من تقاليد شعبوية وتراثية يقدمها عبر 26 عملاً تشكيلاً زيتياً من مختلف الأحجام، مربوطة بخيط لوني واحد ضمن إطار المدرسة التعبيرية وفيها الكثير من الشرقية والزخرفية المشتركة في معظم اللوحات، فقد تمازجت في أعماله ألوانه الحارة مع عالمه الجزراوي، وما تقدمه هذه البيئة الجزراوية من مفردات خاصة إن كان على صعيد الشكل أو اللون. وهي مفردات صبغت معظم أعمال التشكيليين القادمين من تلك البقعة السورية بما تختزله من سحر اجتماعي ولوني خاص ومتفرد.


التشكيلي محمد سعدون

وعن خصوصية تلك المنطقة وتأثيرها على تشكيليين الحسكة يقول التشكيلي محمد سعدون لـ«اكتشف سورية»: «تتميز الحسكة بأفق بنفسجي خاص، وهو لون جزراوي بامتياز، فالجزيرة السورية تمتاز بأفق بعيد شكلته مساحات حرة لا متناهية تتلقفها عين التشكيلي، إضافة إلى الطبيعة وما تمتاز به من ألوان حارة تتدرج ما بين الأصفر إلى البرتقالي والأحمر، وقد ساهمت التقاليد الشعبية الخاصة لمنطقة الجزيرة، بتفرد فنانيها وما قدموه من فن عالمي أغنى التراث العالمي بأجمل الأعمال ومن هؤلاء الفنانون عمر حمدي وبهرام حاجو، إضافة لجيل شاب يسعى للتميز والاستفادة من هذا الموروث ومنهم هجار عيسى وزهير حسيب وآزاد حمي وغيرهم الكثير، ورغم تشابه المحيط الذي يعيشه الفنان الجزراوي إلا أنه أستطاع أن يبدع أعمال مختلفة وذات مضامين تشكيلية ناجحة ومغايرة عن تجارب الآخرين».

وعن الواقعية التعبيرية كمدرسة تشكيلية يقدمها التشكيلي في معرضه الأحدث يضيف سعدون: «يتميز التشكيلي السوري بتنوع مدارسه التشكيلية التي ينهل منها إبداعات فنية، حيث يبدأ برسم الأعمال الواقعية لينتقل إلى الانطباعية ثم التعبيرية، وقد استفاد تشكيليو الحسكة من هذا الأمر واختصوا فيما بعد بالواقعية التعبيرية كأسلوب تشكيلي مميز برموزه وخيارته اللونية، وهذا ما نراه في مجمل نتاج هؤلاء التشكيليين. بالنسبة لي أنا ابن هذه المدرسة التي أعمل ضمن قواعدها مع احترام خيارات اللحظة وبما تمليه من خطوط وألوان عفوية».


من أعمال التشكيلي محمد سعدون
في المركز الثقافي الروسي

نلاحظ في أعمال التشكيلي محمد سعدون الكثير من الرموز التراثية والمَشاهد اليومية للحياة الجزراوية مع الكثير من العاطفة من حيث القيمة اللونية: «هذا هو أسلوب المدرسة الواقعية التعبيرية في نقل الواقع بما تحمله المشاعر من أحاسيس صادقة، ففي بعض الأعمال قدمت المرأة وهي تعزف على الناي الحزين، كإشارة لما تعانيه كأم وحبيبة، وهي كعنصر تشكيلي مساعد لمعظم تشكيلي الحسكة، الذين استفادوا من هذا الرمز الإنساني بما يختزله من تعابير جمة كالحبيبة والأم والحزن والأمل والخصب، وهي تمثل قيمة تشكيلية غنية بحد ذاتها، وبحسب الفيلسوف الهندي طاغور"لو جردنا المرأة من كل فضيلة لكفاها فخراً أنها تمارس شرف الأمومة"، كما حاولت طرح مواضيع مختلفة مستفيداً من الطقوس الشرقية ذات النقوش الخاصة والتي تلون ستائر تلك المنطقة، ومن تلك الرموز"شاه ميران" أي ملك الأفاعي كتعويذة أسطورية لإبعاد الأفاعي والعقارب عن البيوت، كما استعنت بنبات "الحرمل" كرمز أسطوري يبعد الأرواح الشريرة، إضافة لصراع الديكة، وشقائق النعمان وزهرة "شوكة مريم" التي تنتشر في محافظة الحسكة، وهنا استذكر الناقد المجري "جورج لوكاتش" الذي قال "عظمة أي فنان تنبع من عمق نقله للواقع والتراث"».

من أعمال التشكيلي محمد سعدون
في المركز الثقافي الروسي

وفي نهاية اللقاء ينهي محمد سعدون بقول: «أشعر بالسعادة العارمة، فهذا معرضي الفردي الأول في مدينة دمشق فهي العاصمة وزهرة الياسمين التي أحب، ومركز الفنون التي تستقطب جميع الفنانين السوريين والعالمين وهي المدينة التي تمتاز بجمهور كثيف وذواق».

يذكر أن التشكيلي محمد سعدون:
- خريج كلية العلوم بحلب.
أقام العديد من المعارض التشكيلية منها:
- 1988 في المركز الثقافي في عامودا.
- 2010معرض في مدينة ديار بكر في تركيا.
- 2011معرض في المركز الثقافي الروسي بدمشق.
- كما يشترك التشكيلي محمد سعدون في المعرض الجماعي الجوال لـ40 تشكيلي من الحسكة والذي سينتهي في صالة الشعب بدمشق.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال التشكيلي محمد سعدون في المركز الثقافي الروسي بدمشق

من أعمال التشكيلي محمد سعدون في المركز الثقافي الروسي بدمشق

من أعمال التشكيلي محمد سعدون في المركز الثقافي الروسي بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق