الإخشيديون

الدولة الإخشيدية، هي دولة إسلامية تركية ثانية «الدولة الأولى هي التي أسسها ابن طولون». أسسها في مصر «محمد بن طغج الاخشيد» من أولاد ملوك فرغانة وقد حكمت من سنة 323هـ=935م إلى سنة 358هـ=969م. وكان طغج -والد محمد- قد ساهم في القضاء على الدولة الطولونية، وتوفي في سجن بغداد.

توالى على الحكم من ملوك هذه الدولة الملوك:

1- محمد الاخشيد بن طغج (323-335هـ=935-946م)
هو مؤسس الدولة الاخشيدية، ولى على مصر من قبل الخليفة العباسي في عام 323هـ=935م فأبدى كفاءة ونشاطا في الحكم، وصد الخارجين على الخلافة، وامتد سلطانه حتى حكم دمشق سنة 328 وقلده الخليفة حكم مكة والمدينة، وجعل الحكم من بعده وراثياً في عقبه، غير أن ابنه (أبا القاسم الوجور) كان حدثاً صغيراً، فأقيم كافور الاخشيدي وصياً على عرشه، وقد استأثر كافور بالحكم نهائياً بعد موت سيده، ثم مات كافور فلم تقم لدولة الاخشيديين من بعده قائمة، واستولى على مصر الفاطميون.

مات محمد بن طغج في دمشق سنة 335هـ=946م ونقل إلى بيت المقدس فدفن فيها، وقد استبد في دمشق وصادر أموال أغنياءها واستصفى أموالهم.

2- أبو القاسم الوجور بن محمد (335-349=946-960م)

3- علي بن محمد الاخشيد (349-355=960-966م)

4- أحمد أبو الفوارس ابن علي بن الاخشيد (357-358=968-969م)

5- الاخشيد الحسن بن عبيد الله بن طغج أبو محمد، ابن الأخشيد، ولد سنة 312هـ=924م
وهو تركي الأصل، كان صاحب الرملة، وأخذها منه القرامطة فانتقل الى مصر وتمكن بها، ثم ولي دمشق سنة 358هـ، وحارب المغاربة القادمين من مصر مع جعفر بن فلاح، فأسر وأرسل إلى مصر، فبعث به القائد جوهر إلى المغرب، فبايع للمعز الفاطمي، وأعيد إلى مصر فتوفي فيها سنة 471هـ=982م

والاِخْشِيد هو من ألقاب القدماء عند الفرس، ومعناه (ملك الملوك)، كما معناه (عبد).
وكان يطلق على ملوك فرعانة، ودخل هذا اللقب في الإسلام، وكثر استعماله في العصر العباسي حين ضعف نفوذ الخلفاء واستبد بالسلطان الأتراك وغيرهم، فأحبوا ألقاب ملوكهم وتقاليدهم.

وقع الإخشيد في خلاف شديد مع سيف الدولة الحمداني، حول حكم بلاد الشام واتخذت الخلافة العباسية موقف المتفرج، على الرغم من أن الخليفة كان قد جعل حكم بلاد الشام للإخشيد وأبنائه من بعده. وكان الحمدانيون يرون أنهم لا يقلون شأناً عن أصحاب تلك الدويلات المستقلة ورأوا افتقار شمال بلاد الشام إلى سلطة مركزية قوية، تفرض وجودها أمام خطر الإمبراطورية البيزنطية، التي مرت في الثلث الثاني من القرن الرابع الهجري بفترة من فترات الإحياء، التي كانت تمر بها من وقت لآخر، وبخاصة أن الخلافة العباسية كانت تعاني من الضعف والعجز عن حماية هذه المنطقة أمام الخطر البيزنطي، حتى أن المنطقة الساحلية في بلاد الشام ومنطقة الجزيرة الفراتية، أصبحت بين خاضعة للسيادة البيزنطية، أو مهددة بذلك.

حاول الحمدانيون عام 332هـ/943م-944م، ضم بلاد الشام إليهم بعد أن حصلوا على قرار من أمير الأمراء «توزون» بضم البلاد من مدينة الموصل إلى آخر أمال بلاد الشام إليهم، لكنهم أخفقوا في ذلك، حيث كانت الغلبة للإخشيد. ثم مال الأخشيد غلى المسالمة وعقد صلحاً مع سيف الدولة الحمداني، رغم انتصاره عليه، وذلك لأن الإخشيد كان يخشى الخطر الفاطمي، الذي كان يمتد من المغرب، مهدداً حكمه في مصر، ولأنه رأى في بقاء الحمدانيين في حلب وشمال بلاد الشام سداً يحميه من الخطر البيزنطي، فيتحمل الحمدانيون وحدهم أعباء صد الهجمات البيزنطية. وقد أعطى هذا الصلح للحمدانيين حكم شمال بلاد الشام ومركزهم مدينة حلب، بينما أعطى للإخشيد القسم الجنوبي من بلاد الشام ومركزه مدينة دمشق.

لم يقض هذا الصلح على النزاع بين الحمدانيين والإخشيديين، فقد حاول سيف الدولة دخول دمشق لضمها إلى حكمه على أثر وفاة الإخشيد، كما ساعد الحمدانيون قرامطة البحرين في الهجوم على الإخشيديين لانتزاع جنوب بلاد الشام منهم عام 353هـ/962م. واضطر الإخشيديون إلى دفع مبلغ كبير من المال إلى القرامطة، الذين أعادوا الكرة عام 357هـ/967م-968م.

مواضيع ذات صلة: