الطولونيون

الدولة الطولونية: وتنسب إلى مؤسسها أحمد بن طولون، الذي نجح عام 257هـ/870م بتأسيس دولة في مصر، وبعد أن استقرت له الأمور فيها، تطلع إلى حكم بلاد الشام، فتقدم إليها بقواته وأخضع معظم مناطقها دون مقاومة تذكر.

أقر ابن طولون ولاة المدن على ولاياتهم بعد أن أعلنوا الولاء له، وأصبحت بلاد الشام ولاية طولونية، تحكم من مركز الدولة في مصر مدية القطائع (القاهرة).

لقيت الدولة الطولونية متاعب كثيرة من قبل خصومها وبخاصة من الموفق أخي الخليفة العباسي المعتمد، الذي لم يبق له من الخلافة إلا اسمها.

في هذه الفترة المضطربة من تاريخ بلاد الشام نشط الإسماعيليون والقرامطة، ويظهر أنهم قدروا أهمية موقع بلاد الشام على طرق التجارة العالمية واستغلوا اضطراب أوضاعها وبخاصة عندما دخلت الدولة الطولونية في مرحلة الضعف. ورغم ارتياح الأهالي وقبولهم للحكم الطولوني، إلا أن هذا لم يمنع من قيام حركات مناوئة، لكنها لم تبلغ قوة الثورات، التي عرفتها بلاد الشام ضد العباسيين ولم يتضح تقدم هذه المنطقة في العهد الطولوني، إلا في مجال البحرية الحربية لحاجتهم إليها في حماية سواحل بلاد الشام وموانئها.

اضطربت أحوال بلاد الشام ثانية بعودتها إلى حكم الخلافة العباسية المباشر، وقوي تنافس الولاة على حكمها وسادتها الفوضى، في هذه الظروف لمع نجم «محمد بن طغج» وكان أبوه طغج أحد القادة الذين اعتمد الطولونيون عليهم في حكم دمشق، ثم ظهرت مواهب ابنه محمد العسكرية وقلده الخليفة المقتدر ولاية دمشق. وفي عام 323هـ أصدر الخليفة الراضي بالله أمراً بولايته على مصر؛ فأقام فيها دولته التي عرفت بالدولة الإخشيدية.

مواضيع ذات صلة: