الرواق الشرقي


يتميز الرواق الشرقي لـصحن الجامع الأموي بدهليز فخم يبدأ بـباب جيرون في صدره قمرية من الزجاج المعشق تعلو البوابة الوسطى وفيه أعمدة فخمة وأرضيته مبلطة بالرخام الملون.
لقد حافظ هذا الرواق على الشكل الأموي من حيث تناوب العضائد والأعمدة وهو يلتقي في نهايته من جهة الدهليز مع بوابة جانبية تصل إلى حرم الجامع.

يصف البديري في مذكراته بدقة الزلزال المدمر الذي ضرب دمشق عام 1759 والذي تسبب في إنهيار الرواق الشمالي وأتى على جزء من هذا الرواق، وقد تم إعادة بنائه وفق النموذج الأصيل.

تتفق أوصاف المؤرخون على أن الزخرفة الرخامية التي كانت مستعملة في الجامع هي من النوع الرائع، فالبناء كله كان مرصوفاً بالرخام الأبيض وكذلك الجدران.
في الدهليز الشرقي بقايا رخامية أصلية يؤكد كربزويل أنها جزء من الزخرفة الأصلية الأموية للمسجد وأنها لا توجد في أية آبدة إسلامية بعد العصر الأموي.
أما الرخام الحالي فيعود إلى عملية إعادة البناء التي جرت إثر الحريق الكبير عام 1893 والذي أتى على الجامع برمته.

كانت جدران هذا الرواق مفروشة بـالفسيفساء مثل بقية الأروقة، والتي تساقطت وتخربت إثر المصائب المتكررة، وقد جرت محاولات عديدة عبر العصور لترميمها منها محاولة الملك العادل نور الدين الزنكي والتي مايزال يوجد منها بقايا في واجهة الرواق الشرقي المطلة على صحن الجامع تقرأ فيها:
صلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه
وخلفائه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
مولانا الملك العادل الزاهد المرابط المجاهد
نور الدين أبو القاسم محمد.
جرت عملية اصلاح شاملة لبلاط الجامع ولبلاط هذا الرواق في الستينات من القرن السابق، وفي التسعينيات تمت عملية صيانة وإصلاح شملت هذا الرواق حيث جدد رخامه التالف وتمت عملية تدعيم الأعمدة وإصلاح أساسات بعض الأعمدة التالفة وفق خطة وطنية أعادت للجامع متانته وجاهزيته لإستقبال مئات المصلين والزوار يومياً.

مواضيع ذات صلة: