صرير قلم: أمسية أدبية لشعراء شباب في ثقافة حلب

15 تشرين الثاني 2010

يتلمسون خطواتهم الأولى في عالم الأدب، منهم من اقترب بالشعر إلى حد الاحتراف وابتعد به عن الهواية، ومنهم من كان الشعر له حباً يميل له أحياناً، وينصرف عنه أحياناً. 10 أدباء شباب مختلفي الأساليب الإبداعية، ومتنوعي الصيغ الأدبية اجتمعوا في مكان واحد ليقدموا ما لديهم للناس ضمن الأمسية التي حملت عناوين «صرير قلم» والتي أقيمت على مسرح مديرية الثقافة في مدينة حلب.

الأمسية التي شهدت حضوراً كبيراً قلما يرى في أمسية أدبية (ربما تشجيعاً لهؤلاء الشباب، أو رداً على مقولة أن الشعر بدأ بالموت)، تميزت بتقديمها شباناً يصعدون على المسرح ربما لأول مرة، ويحاولون إلقاء قصائدهم أمام الناس رغبة في التعبير عما لديهم من أحاسيس أو أفكار. هذه المواهب الشابة انطلقت من فكرة عمل عليها أحد المعاهد الخاصة في مدينة حلب وهو معهد أكاد.

عن فكرة هذه الأمسية تحدث مدير العلاقات العامة في المعهد وأحد أفراد فريق الإعداد الشاب رامي جبلي قائلاً: «من أهداف معهدنا دعم المواهب الشابة التي تملك الطاقات الكامنة إنما لا تملك المساحة للظهور، ودورنا هو تقديم كل ما يلزم لهؤلاء الشباب للظهور والإفصاح عن مواهبهم أمام الناس عن طريق دعمهم وتقديم كل ما يزلم لهم لتحقيق هذه الغاية».

ويضيف بأن بداية مبادرة دعم المواهب الشابة كانت العام الماضي مع الأمسية الموسيقية التي عزف فيها العازف السوري الشاب محمد فتيان، تلاها معرض للرسم في مقر المعهد للرسامين الشاب، ثم جاءت هذه الأمسية لتكون ثالثة نشاطات المعهد في عملية دعم الشباب ويضيف: «بالنسبة لهذه الأمسية فقد تم الإعلان لها منذ فترة طويلة بين طلاب المعهد وعلى مواقع الإنترنت المتعددة، ومنها موقع "عين على حلب"، وفي مجموعة تحمل ذات الاسم على موقع الفيسبوك. هذه الإعلانات التي قمنا بها مكنتنا من الحصول على مجموعة كبيرة من الطلبات للمشاركة، ولم يكن هناك من شروط للتقدم إلا الموهبة. ومن بين المتقدمين اخترنا الأنسب كي يتواجد هنا، حيث عملنا على تدريبهم على الإلقاء وتنقيح وتدقيق قصائدهم إضافة إلى الترويج والدعاية والإعلان، و كان كل المطلوب منهم هو الاستعداد فقط للظهور على المسرح».

ويوضح السيد جبلي بأن الفكرة كانت عبارة عن مغامرة عند التفكير بها ولكن عندما بدأت عملية الإعلان عنها وطلب مشاركين فيها، تفاجأ المعهد بعدد الطلبات التي تم تقديمها والذي لم يكن قليلاً، إضافة إلى الحضور الكبير اليوم حيث يضيف: «من خلال عدد الطلبات التي تلقيناها للمشاركة، ومن خلال عدد الحضور اليوم نستنتج أن جمهور الشعر ليس بالقليل، ولكن أعتقد بأن قلة الحضور في العادة ترجع إلى أن الطريقة التي كانت الأمسيات الأدبية تقدم فيها غير جذابة. نحن بدورنا استهدفنا الشعراء الشباب، حيث جاء اليوم العديد من أصدقائهم ومعارفهم لدعمهم والتواجد معهم اليوم».

أما عن السبب الذي دفع بالمعهد لإطلاق هذه المبادرة فيقول رامي جبلي: «هناك للأسف مفهوم خاطئ حول دور الراعي (Sponsor)، وبأن دوره يقتصر فقط على تقديم المال لنشاط معين، بمعنى آخر يكون هو "الممول" في حين أن باقي العمل يكون على عاتق المعدين للنشاط. هذا المفهوم غير معمول به في معهدنا إذ أن الدعم الذي نقدمه يكون دعماً كاملاً من الألف إلى الياء».

العضو الثاني في الفريق الذي أشرف على عملية التحضير للأمسية كانت الشابة جوليانا جبلي والتي تقول عن دورها: «كان دوري اليوم خلال الأمسية هو تقديم الأمسية والتعريف بالمشاركين وما سيقدمونه. أما خلال فترة التحضير فقد ساعدت في عملية تنقيح وتدقيق القصائد التي سيقدمها المشاركون، كما قمت أنا والسيد رامي جبلي والعضو الثالث في الفريق المشرف على الأمسية الصحفي أحمد بيطار بمساعدة المشاركين في التدرب على الإلقاء الأمثل للقصائد أمام الجمهور إضافة إلى عملية انتقاء القصائد بشكل يتناسب مع الأمسية مع التنوع مع باقي المشتركين، حيث كانت المعايير التي اتبعناها من ناحيتين، الأولى أن يكون هناك تنوع لدى قصائد الشخص نفسه، والثانية أن يكون هناك تنوع في قصائد الأمسية أي لا يطغى الجانب الوطني منها على الجانب الغزلي أو العكس».

وتضيف الأديبة الشابة التي أصدرت ديواناً شعرياً مؤخراً، وآخر قيد الطبع بأن الشباب يملكون أفكاراً شعرية مميزة حاولوا التعبير عنها بطريقة جدية، إلا أن هذه الأفكار بحاجة إلى صقل أكثر حيث تضيف: «نتمنى أن تتوافر فرص أكثر لكي نعبر عن صرير قلمنا بشكل أكبر ويُسمع صوت المواهب الشابة غير المسموعة».

لكل صوت صدى:
أول المشاركين كان الشاب حبيب الخوري، والذي قدم قصيدتين إحداهما بعنوان «حلوتي» والأخرى «رسائل إلى حبيبي الشهيد». لم تكن هذه المرة هي الأولى له من حيث المشاركة في أمسية أدبية إلا أنها كانت أوسع نطاقاً مقارنة بالمرات السابقة حيث يضيف: «سبق وأن شاركت في البرنامج الأدبي الثقافي الذي تقيمه كنيسة القديسة تيريزا، وقدمت عدداً من القصائد. ما دفعني لهذه المشاركة هو أن نطاقها أوسع. من الجيد أن يرى الشخص تقبل الناس ورأيهم فيما يكتب ضمن نطاق أكبر».

ويضيف بأن سمع عن فكرة الأمسية عن طريق مجموعة «عين على حلب» الموجودة على موقع الفيسبوك مضيفاً بأن هذه الأمسية هي جزء من الحركة القائمة لإحياء الحركة الشعرية التي بدأت تموت برأيه: «السبب هو في اتجاه المجتمع إلى الحركة الاستهلاكية والرغبة في جني المال. عندما نعود إلى التفكير بالجمال سنجد أن الشعر هو غذاء للروح مثله مثل الموسيقى ويساعد على نسيان التعب والهم».


جانب من الجمهور في أمسية صرير القلم

بعد الشاب حبيب جاء دور الشاب محمد الخطيب، والذي ألقى قصيدتين هما «رفضتُ الحياة» و«آه يا وطني أنا الشهيد». ومن ثم ألقت الشابة سماح شيط قصة قصيرة بعنوان «لا تنسني»، تلاها الشاب طلال الكنعو الذي ألقى 3 قصائد هي «تباريح الهوا»، «هفوة»، و«بين سكين الحب وضم الكبرياء»، ثم تلاه أمجد إبراهيم الذي تلا قصيدتين هما «قولوا لها» و«بيت المقدس».

بدورها تقول الشابة رندة قدسي التي قدمت قصة قصيرة بعنوان «وكان حباً» بأن سبب مشاركتها بقصة قصيرة يعود إلى كثرة المشاركة الشعرية حيث قررت بدورها التنويع وتضيف: «أنا سمعت بفكرة هذه الأمسية عن طريق مجموعة "عين على حلب" الموجودة على موقع الفايسبوك حيث قررت المشاركة لكون اسم معهد أكاد معروفاً في حلب. كان هناك مقابلات وتقييم وتدريب على الإلقاء لنصل اليوم إلى هذه الأمسية. أنا أكتب كلاً من القصة القصيرة والخواطر الشعرية، وعلى اعتبار أن أغلب المشاركات اليوم كانت في مجال الشعر فقد قررت خوض مجال القصة القصيرة».

وتضيف بأن هذه المشاركة ليست الأولى لها حيث سبق وأن شاركت في أمسية أدبية مشتركة، إضافة إلى مشاركتها في مهرجان القصة القصيرة ومسابقة مديرية الثقافة التي كان عنوانها «لقاء الأجيال» وتضيف: «من الصعوبات التي عانيتها وتغلبت عليها هي موضوع قراءة القصة التي تمتلئ بالتفاصيل. ما ساعدني هو كوني أكتب قصصاً قصيرة تعبر عن فكرة أو ومضة، كما استطعت تقديم قراءة جعلت الناس تتفاعل مع أحداثها».

وتختم بالقول بأن فكرة الأمسية ودعم المواهب الشابة مجهود يشكر عليه المعهد مضيفة بأنها وكأديبة شابة تسعى للمشاركة في أي مكان يقدمها للناس ويفيد في تطويرها أدبياً.

بعد الشابة رندة، قدم الشاب ماريو جروة قصيدتين بعنوان «ترياق الحب»، و«العودة إلى الحياة»، تلته الشابة نديمة زيدو التي قدمت «أوراق النسيان»، «حالة حب مشوهة»، و«صمت الحديث». ومن ثم قدم الشاب نورس يكن كلاً من «مترنح على نصلة قلم»، و«أنا خارطة بلاد سوف تحكما»، و«موعد مع حبيبتي»، ويعتبر تواجده هنا التواجد له الأول له في أمسية حقيقية بعد أن كان يشارك في أمسيات افتراضية «إلكترونية» حيث يقول: «أكتب الشعر منذ سبع سنوات، وسبق لي أن شاركت في أمسية إلكترونية كانت الأولى من نوعها في سورية إضافة إلى أمسية الكترونية تفاعلية من تنظيم دار إنانا للنشر في تونس حيث كنت أنا المشارك الوحيد من خارج تونس».

ومفهوم «الإلقاء الإلكتروني» كما يقول يقوم على قيام الشاعر بالإلقاء ضمن غرفة دردشة إلكترونية بحضور من يرغب ضمن غرفة الدردشة تلك مضيفاً بأن هذا الأمر ساعده جداً في البداية يحث يقول: «في الإلقاء الإلكتروني تكون رهبة الشاعر أقل ويكون الاتصال بين الشاعر والمتلقي أضعف، ولكن للإلقاء الحقيقي أفضلية، كون التواصل بين الجمهور والشاعر أقوى ووجود التواصل البصري الذي يزيد من قوة الإلقاء».

ويضيف بأن ما حمسه للمشاركة هو وجود الجهات التي تهتم بالشباب مضيفاً بأنه كشاب يبحث عن مثل هذه الجهات خصوصاً وأنه يعمل لوحده دون دعم مضيفاً بأنه يقوم على سبيل المثال بطباعة ديوانه الأول من حسابه الخاص.

أما الختام فكان مع المشارك مروان الموسى والذي قدم قصيدتين بعنوان «نزيف الروح» و«أمر سيادي» حيث يقول: «سمعت عن هذه الأمسية عن طريق صديقة لي كانت مشتركة بمجموعة "عين على حلب" حيث نصحتني بالمشاركة. ما حمسني للمشاركة هو أن هذه الأمسية تهتم بالناس غير المحترفين، كما أن لمعهد أكاد سمعة طيبة في مدينة حلب».

وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم محمد فيها بالمشاركة في أمسية أدبية، حيث سبق له وأن شارك في ست أمسيات شعرية سابقة حيث يضيف: «برأيي أن الإلقاء يحسن من القصيدة بنسبة 60% حيث يمكن للإلقاء الجيد أن يدفع الناس للتفاعل مع قصيدة متوسطة بشكل كبير، كما يمكن أن للإلقاء السيئ أن يقدم قصيدة جيدة بطريقة ينزع فيها روحها».

تجربة جديدة حاول أحد المعاهد الخاصة في مدينة حلب تقديمها لأبناء حلب، حيث عمل على تقديم شباب مميزين وموهوبين أمام جمهور يراه لأول مرة في تجربة قد تكون بالنسبة للكثيرين منهم تجربة لا تنسى.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

صورة جماعية للأدباء الشباب مع فريق الإعداد لأمسية صرير القلم الأدبية

من أمسية صرير القلم: الشابة رندة قدسي

من أمسية صرير القلم: الشابة سماح شيط

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

أمجد ابراهيم:

انا كنت احد المشاركين في هذه الأمسية التي فاح منها عبق الشعر و هبة فيها نسيم الكلمات .
انا تجربة مع الشعر حديثة فانا اكتب الشعر منذ3سنين وانا اشكر من ألهمتني وكانت الكلمة الأولى التي كتبتها والتي اتت بشيطان الشعر إلي فبدأت أول أشعاري .
أنا شاركت قبل ليس بأمسيات إنما بدعوات .لكن هذه مشاركتي الأولى بأمسية شعريا وهذه المشاركة أعطتني الكثير .
الكثير من الثقة بالنفس وثقة بأنه لازال هناك أناس وفعاليات تهتم للشعر ومنحتني الكثير من الدفع لأغامر في هذا المجال ولأبحر أكثر في بحور الشعر ومنحتني الكثير من الأصدقاء الذين أعتز بمعرفتي بهم.
والشكر الأول ولأخير لمن رعى هذه الأمسية معهدأكاد ممثلا بالأستاذ جورج حلاق, وإلى كل من ساهم على مدار عام كامل للتحضير و لأنجاح هذه التظاهرة(الأستاذ رامي جبلي و الأنسة جوليانا جبلي) وشكر ايضا إلى الصحفي أحمد بيطار

سوريا

قمر الدجى :

رائـــــــــــــــــــــــــــــــع جداً

سعدية