حفل توقيع رواية الأديبة والإعلامية بيانكا ماضيّة

29 أيلول 2010

في مديرية الثقافة بحلب

بحضور لافت للأدباء والإعلاميين والمثقفين في مدينة حلب، أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون، وجريدة الجماهير، حفل توقيع الرواية الأولى للأديبة الإعلامية بيانكا ماضيّة بعنوان «هو في الذاكرة»، وذلك في دار رجب باشا، بمديرية الثقافة بحلب.

تخلل الحفل ندوة تحدث فيها المنتدون عن مضمون الرواية ودورها في إغناء الحركة السردية الأدبية، شارك فيها كل من السادة: الناقد نذير جعفر، ومحمد الشيخ أمين تحرير الشؤون السياسية والاقتصادية والمحلية في صحيفة الجماهير، ومحمد عبد المنعم مدير دار عبد المنعم - ناشرون، فيما أدار الندوة الدكتور حسام الدين خلاصي، وذلك في دار رجب باشا بمديرية الثقافة.
‏‏


جانب من حضور حفل التوقيع

وتحدث السيد عبد المنعم عن الخطوات التي سبقت طباعة الرواية في دار النشر، مشيراً في ثناياها إلى الكاتبة بالقول: «تلك الفراشةُ التي اعتدتُ مطالعةَ أجنحتِها في زوايا جريدة الجماهير، بكل جمالِ ذلك الطيران الخفيف، الرهيف، فاجأتني يومَ حضرتْ إلى دار النشر؛ لتقدمَ لي روايتَها، هذه المحتفى بها في ليلتِنا. تصفّحتُها أولاً، ولا أدري كيف أخذتني كلماتُها، وبعدَها، كلُّ الصفحاتِ، حتى لم يبقَ فيها بقيةٌ (كما توظّفها في الرواية كحجرِ زاويةٍ يسند ما قبله وما بعده عبارةُ "والبقية تأتي")، وأطبقتُ الدفّتين وسرحتُ قليلاً، تذكرتُ محمود درويش يقول:
لماذا تهربين؟
ولماذا تهربين الآن مما
يجعلُ القمحَ رموشَ الأرض، مما
يجعلُ البركانَ وجهاً آخرَ للياسمين ؟
كانت تلك الفراشةُ بيانكا، في تحولاتِها في الرواية، تطير بجناحَي نسرٍ عظيم، أو ربما استعارت ما يتشابه مع طائرِ الفينيق، جدِّها القديم».

فيما تحدث الإعلامي محمد الشيخ عن الاهتمام والرعاية اللذين تقدمهما الجريدة للجانب الثقافي، وحرصها على تعزيز التواصل والتفاعل مع القراء والكتّاب، لاستقبال أي رأي أو مقترح أو ملاحظة أو مقال يسهم في إعلاء شأن الصحيفة وزيادة انتشارها ومصداقيتها لدى القراء داخل وخارج المحافظة.‏

جانب من الحضور في حفل توقيع الرواية الأولى للكاتبة والإعلامية بيانكا ماضيّة

كما قدم الناقد جعفر دراسة نقدية تحليلية لمضمون الرواية مشيراً إلى أن الأديبة ماضيّة «تنسج هذه التجربة العاطفية المرّة والقاسية عبر حبكة سردية تبدأ من الزمن الراهن لحظة لقاء "كارمن" وتعرّفها إلى "رياض الزهر" أمام مدخل قلعة حلب ثم تنعطف عبر تقنية الاسترجاع إلى الماضي مستعيدة حكايتها مع "غسّان"، وما تبعها من أحداث تتعلّق بالبحث مع زميلها "مراد" عن جمجمة "سليمان الحلبي" في متاحف باريس، ومحاولة إعادتها إلى حلب. معمّقة بذلك الخطّ العاطفي المحوري للرواية بخطّ الهاجس الوطني والسياسي. ويتخلل هذين الخطّين خط ثالث ذو بعد نقدي تنظيري يبرز عبر تعليقات الناقد الروائي على فصول الرواية الخمسة التي تعرضها عليه صديقته الكاتبة وتطلب منه إبداء الرأي فيها. وتبدو شخصيّة الناقد وآراؤه مجرّد قناع لآراء الكاتبة نفسها في الفنّ الروائي وجمالياته، وتسويغ لاختياراتها الفنيّة. وتتوزّع الأحداث على عدد من الأمكنة المتعيّنة ما بين حلب، ودمشق، وباريس. ويكسر هذا الانتقال من مكان إلى آخر الرتابة والنمطية، ويستدعي أحياناً تعليق القراءة والتأمل والتذكّر، ولا سيّما في الأماكن العامة والسياحية، مثل: القلعة، مديرية الثقافة، والجامعة في حلب، ومقهى الهافانا في دمشق، ومتحف الأنفاليد، وبرج إيفل، والحيّ اللاتيني في باريس. وفي الوقت الذي تبدو فيه كل من حلب، وباريس، مسرحاً لقصة حب، فإن دمشق لا تعدو أن تكون محطة عابرة بينهما، ومن هنا يأتي حضورها الخافت في النّص، ولا تحضر هذه الأمكنة حضوراً خطيّاً، بل تتوزّع على مجمل فصول الرواية متناغمة مع بنية السرد المتقطّع التي تنتظم من خلالها مجمل العناصر الفنيّة».

الكاتبة بيانكا ماضيّة

وفي كلمة للكاتبة بيانكا ماضيّة أشارت إلى لحظة تسلّمها النسخة الأولى من الرواية من يد الناشر، بالقول: «سلّمني النسخةَ الأولى فأمسكتها ويداي ترتعشان خشية أن أفتحَها فتنتفض فيها كلماتي معاتبة إياي على عام نسيتُه بشهوره وأيامه، كانت فيه مطمئنةَ البال وهي غافية في ثنايا صفحاتها، لا أحد يقرؤها سواي، ولا أحد يغير ويبدّل في ترتيبها إلاي. فتحتُ صفحاتِ النسخة وإذ بالكلمات وقد أخذها خَدَرٌ لم أعهدْها فيه، كانت مستلقية تماماً، عيونها مذهولة مما جرى، في أي صفحات بيضاءَ كانت في الأمس، وفي أي صفحات صفراء باتت اليوم؟! تجاهلت هذا الذهول، ورحت بعبث أقيس حجم كل فصل من الفصول، ترى ما الذي يهمّ الآن إن كانت الأحجام غير متساوية بعد أن افترشت الكلمات هذا الفضاء الجديد؟! ما الذي يهمّ اليوم إن كان الهامش ضيّقاً أم عريضاً، أو كانت عناوين الفصول بالخط العريض أم بالخط الدقيق، أو كان الغلاف أنيقاً أم غير أنيق؟! ما جدوى هذا بعد أن كان ما كان؟! اطمأننت على كل ذلك وكأنني أطمئن على السراب!!».

الكاتبة بيانكا ماضيّة توقع روايتها الأولى

وفي نهاية الندوة أغنى الحضور الندوة بالعديد من الحوارات والمناقشات التي أظهرت دور الرواية وحسها الأدبي في التعامل مع القضايا التاريخية والمعاصرة، ومنها ما ورد حول المطالبة بإعادة جمجمة البطل سليمان الحلبي الذي قتل الجنرال الفرنسي كليبر إبان الحملة الفرنسية على مصر إلى وطنه الأم سورية.‏‏

حضر فعاليات حفل التوقيع السادة الدكتور جمال حساني أمين شعبة الموظفين، ومحمد ماهر موقع أمين شعبة المهن الحرة للحزب، والدكتور محمود عكام مفتي حلب، وغالب البرهودي مدير الثقافة بحلب، وعبد القادر بدّور رئيس الجمعية العربية للآداب والفنون، وحشد غفير من الأدباء والإعلاميين والمثقفين.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق