مشاركة نسوية كبيرة في مهرجان المرأة والأسرة في حلب

27 تموز 2010

مشغولات يدوية بتوقيع أنثوي

شهد مهرجان «المرأة والأسرة الخامس» الذي أقامته لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب مشاركة العديد من الجهات التي قدمت مشغولات يدوية قامت بها النساء، حيث شهد المعرض الذي أقيم خلال الفترة الممتدة بين 22-26 تموز 2010 مشاركة «نسوية» متميزة عبر جمعيات ومنظمات، أو بشكل فردي، في محاولة من النساء المشاركات لتقديم ما لديهن للناس.

نساء جئن من الريف أو كن من سكان المدينة، نساء شاركن باسم منظمات أو جمعيات، أو بشكل فردي وشخصي، نساء قدمن فنون الخياطة التقليدية المنسية، أو الفنون العصرية، كل ما سبق كان حصيلة جولة «اكتشف سورية» على المعرض الذي أقيم حيث كانت له اللقاءات التالية.

مشروع تمكين المرأة الريفية:
يعتبر مشروع «تمكين المرأة الريفية» القائم حالياً في منطقة جبل الحص من المشاريع الرائدة على اعتبار أنه وفر فرص عمل لما يزيد عن 8000 سيدة يعشن في منطقة تعد «من أفقر مناطق سورية» كما تم تصنيفها منذ فترة حيث استفادت سيدات قرى المنطقة من الدورات التي أقيمت لتعليمهن المشغولات اليدوية والخياطة والتطريز ليقمن بصنع الأشغال اليدوية لحسابهن الخاص ومن ثم لتقوم الهيئة المشرفة على المشروع ببيع هذه المشغولات وتقديم الريع الناتج لتلك النسوة للاستفادة منه هن وعائلاتهن. وعن هذا المشروع تقول السيدة أميرة الصالح رئيسة قسم المرأة الريفية: «إن مشروع تنمية المجتمع الريفي هو مشروع تنموي يهدف إلى تطوير القدرات ورفع المهارات لدى نساء منطقة جبل الحص، وهو مؤلف من قسمين: القسم الأول يقدم التمويل وهو خاص بالمزارعين، أما القسم الثاني فهو خاص بتدريب وتأهيل المرأة الريفية. يقدم هذا القسم دورات في محو الأمية والأشغال اليدوية حيث نساعد خريجات الدورات بعد ذلك على المشاركة في المعارض للترويج لما أنتجنه، أو مساعدة عدد منهن على إقامة مشاغل صغيرة. وبدورنا فإننا نساعد النسوة على الترويج لهذه المنتجات من خلال مشاركتنا في المعارض المختلفة، حيث نشارك في أغلب المعارض التي تتم داخل سورية في أية محافظة».


سيدات مشروع التنمية الريفية في جبل الحص

وتضيف السيدة الصالح بأنه يتم في البداية استقدام مدربات لتدريب نساء القرية على الأشغال اليدوية ومن ثم تقوم السيدات اللواتي تدربن بإقامة الدورات لنساء أخريات في قرى أخرى أو في القرية نفسها، على سبيل المثال معنا هنا في المعرض إحدى السيدات التي تلقت في البداية دورة تدريبية لتتحول بعدها إلى مدربة تساعد في تدريب باقي النساء.

وتتابع السيدة أميرة الصالح: «حالياً عدد المستفيدات هو بحدود 8000 آلاف امرأة ضمن مشروعنا التنموي في المنطقة. مشاركتنا هنا في المعرض هي منذ بداياته قبل خمس سنوات، كما نشارك في عدد من المعارض كل عام. هدف المعرض تعريف الناس بمنتجاتهم وربطهم مع شركات أو جهات لمساعدتهم على التسويق وبالتالي تأمين دخل مادي لهم».

بدورها تقول السيدة كفاح الخلف، وهي إحدى السيدات القادمات من جبل الحص للتواجد في المعرض، بأنها تعمل في مجال المشغولات اليدوية منذ ست سنوات وفي أنماط تطريز محددة هي الإيتامين، قطب التنسيل، وقطبة جبل الحص، وغيرها، مضيفة بأن ما حققه المشروع بالنسبة لها هو رفع معنوياتها بشكل كبير وجعل أهلها يقررون السماح لها بالتواجد في المعارض والسفر خارج القرية وتطور تفكيرها كثيراً عما كان عليه في الماضي».

الريع يوزع على المحتاجين:
من مشروع «تنمية جبل الحص» إلى جمعية «الصليب لإعانة الأرمن» والتي شاركت بعدد من المشغولات اليدوية في عدد من فنون التطريز التقليدية التي كادت أن تندثر مثل «الأورفة» و«العنتبلي» وغيرها من الفنون، وتحدثنا إلى كل من السيدة نوفارك بيبيكيان والسيدة مارال بربريان من لجنة المعارض في الجمعية واللتان قالتا لنا: «إن المشغولات التي نشارك بها نصنعها في المشغل الموجود في الجمعية والذي تعمل به عدة سيدات، حيث نقوم ببيع هذه المشغولات ونستخدم الريع الناتج من البيع لإعانة الفقراء والمحتاجين إضافة إلى دفع أجور للسيدات اللواتي يعملن واللواتي يكن من ذوي الحال المتوسطة. كما نقوم في كل عام بإجراء عدد من الدورات في أنماط التطريز التقليدية بمعدل دورتين سنوياً لكي تكتسب السيدات خبرة أكثر».


سيدات لجنة المعارض في جمعية الصليب لإعانة الأرمن

وإضافة إلى كل من «الأورفة» و «العنتبلي» هناك أنواع أخرى مثل «الفان»، «المرعش»، و«الإيتامين»، وغيرها، حيث تقوم الجمعية بمحاولة الحفاظ على هذه الفنون القديمة ونقلها للأجيال القادمة. كما تعمل الجمعية مؤخراً على إدراج تصميم المجوهرات المقلدة ضمن الورشات ولكن بشكل تدريبي دون عرضها للبيع كما هو حال المشغولات الأخرى.

وتتابع السيدتان القول: «بالنسبة لعملية تصريف البضائع، فنحن نحاول بيعها للسواح القادمين من كل الدول الأوروبية والأمريكية كما أن مشاركة الجمعية في هذا المعرض تأتي ضمن المشاركة الدائمة للجمعية في المعارض المختلفة على مدار السنة».

وتؤكدان أن «ما زرعه فيهم هذا العمل هو فكرة إعانة أسرهم إضافة إلى نيلهم الثقة بالنفس وقدرتهم على إعالة أفراد أسرهم إضافة إلى الحفاظ على التراث».

الاتحاد العام النسائي:
ومن الجهات المشاركة في المعرض أيضاً الاتحاد العام النسائي حيث تقول لنا السيدة مزنة علبي مديرة المركز الإنتاجي في الاتحاد بأن هذه المشغولات اليدوية الموجودة هنا تأتي ضمن دور الاتحاد العام النسائي في تفعيل دور المرأة وتأهيلها لتواكب سوق العمل حيث تتابع السيدة مزنة بالقول: «بما أني ذات عضوية في كل من غرفتي تجارة وصناعة حلب، إضافة إلى كوني مصممة أزياء، أحببت كتجارية وصناعية أن أنقل هذه الفكرة للاتحاد النسائي والتي تنص على إقامتنا لدورات في مجالات التطريز والنحت والرسم والخياطة والأشغال اليدوية وفن الورد وذلك ضمن مركزنا لكل سيدة ترغب بذلك. حالياً وصل عدد المستفيدات من نشاطاتنا خلال فترة 4 أشهر هي عمر المركز إلى ما يقرب من 55 سيدة، ونحاول العمل على زيادة العدد».


سيدات الاتحاد العام النسائي

وتضيف السيدة علبي بأن المركز يقدم أيضاً للسيدات المتبعات للدورة فرص عمل إضافة إلى الدورات. كما يقدم دعماً مادياً للسيدات اللواتي يردن تأسيس مشاريع خاصة بهن. وتضيف بأن المركز يعمل على توقيع اتفاقية مع سيدات أعمال غرفة تجارة حلب لتدريب السيدات من طرف غرفة التجارة ضمن المركز.

وتتابع: «بالنسبة للمشغولات الموجودة هنا في المعرض فهي تشمل كل من المطرزات اليدوية ومشغولات الإيتامين والتطريز والرش إضافة إلى صناعة الدمى والعباءات والرسم ووضع الألماس الصناعي على الصواني والزجاج».

مشاريع فردية:
بالترافق مع المشاريع التي تعود لجهات أو جمعيات، هناك بعض المشاريع والمشغولات اليدوية التي تعود إلى أفراد أرادوا القيام بهذا العمل حباً به، منهن الشابة زينة قدسي التي تعمل على تصميم القلائد الخاصة بالفتيات من مواد متنوعة حيث تقول لنا عن هذا المشروع: «ما أقوم به هو فكرة صغيرة وهواية بدأت معي منذ زمن حيث كنت أقدم ما أصنع لأصدقائي، بعد ذلك شاركت في عدد من المعارض الخيرية، وبدأت أعرض للناس ما أنتج. وعندما لمست إقبالاً منهم، قررت التواجد في معارض أكبر وهذا سر تواجدي هنا حيث أود التوجه إلى شريحة أكبر من الناس».


الشابة زينة قدسي

وتستعمل زينة مواداً أولية متنوعة منها الخشبية ومنها أنواع من الحجر وغيرها من المواد. وتقول بأنها تحاول دائماً ابتكار تصاميم جديدة متنوعة ومختلفة عن بعضها البعض إلا أن ما يعوقها هو عدم وجود المواد الأولية الكافية لتحقيق التصاميم التي تريد: «أنا أفكر بتصاميم الأطواق بشكل كبير، وأعمل على التوافق والتطابق في الألوان، كما أنني أبحث دوماً عن تصاميم جديدة في شبكة الإنترنت. لكن من ناحية ثانية فإنه لا يتوفر لدي الكثير من المواد التي أراها ضمن شبكة الإنترنت ما يحد من قدرتي على الإبداع».

وتضيف بأنها تعمل في هذا المجال منذ وقت طويل إلا أنها فكرت بتحويله إلى عمل منذ سنة تقريباً وذلك بسبب التعليقات الجيدة التي كانت تنالها: «أحاول البحث عن قناة لتصريف منتجاتي بشكل جدي، ولكني أريد أن آخذ رأي الناس من معارض كهذا المعرض. هناك مشكلة في أن الناس لا تدفع مبالغ كبيرة لمثل هذه المنتجات، ولكني أهتم بتعليقاتهم».

ومن الشابة زينة إلى السيدة ندى رهوان والتي تعمل في مجال الوسائد المطرزة بلمسات شرقية حيث تقول بأنها تعمل ضمن هذا المجال كهواية مضيفة بأن مبدأ عملها يقوم على القيام بتصنيع الشرقيات إضافة إلى تأهيل سيدات حرفيات يعملن على هذا الأمر: «الخط الذي أقوم به بسيط للغاية ولا يتجاوز عدد السيدات اللواتي يعملن به أصابع اليد. أنا من يقوم بالتصميم وهناك واحدة تطرز وأخرى تضيف اللمسات الشرقية، ومن ثم أتأكد أنا من اللمسات النهائية. بدأت هذا العمل منذ عام 2004 وهو أقرب إلى الهواية كوني أعمل في عمل آخر خاص».

وتضيف بأن مثل هذه المشاريع بحاجة إلى دعم وتمويل لكي تتطور وتتحسن مضيفة بأن العمل في مثل هذه المشاريع في الوقت ذاته أمر حيوي لقضاء وقت فراغ مثالي.

يذكر بأن المهرجان الخامس للمرأة والأسرة هو من تنظيم لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب حيث تتألف اللجنة من 8 سيدات وتقوم بعدد من النشاطات المتنوعة من تدريب وتأهيل ودورات إضافة إلى المشاركة في المعارض الخارجية والداخلية.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشغولات سيدات مشروع التنمية الريفية في جبل الحص

مشغولات سيدات جمعية الصليب لإعانة الأرمن

مشغولات سيدات جمعية الصليب لإعانة الأرمن

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق