ربيع العريضي: فن الكاريكاتير ليس مصدراً للاسترزاق

26 05

بدت أعمال فنان الكاريكاتير السوري الشاب ربيع العريضي، في معرض فردي ثالث له أقيم مؤخراً في المركز الثقافي العربي بدمشق، منحازة إلى تفكير الشارع هموماً وهواجس وإن طغت عليها الأعمال ذات الإسقاطات السياسية المتعلقة بالأحداث التي تشهدها المنطقة، ويعلن من خلالها العريضي مواقفه الصريحة التي تأتي متناغمة مع مواقف السواد الأعظم من الشارع المحلي والعربي تجاه آلة الحرب الإسرائيلية وسياسات الإدارة الأميركية وما ينتج عن ذلك من تداعيات وآثار تتصدر المشهد السياسي وتستحوذ على اهتمام الناس من خلال ما تحمله من مفارقات من النوع المضحك المبكي.
لا ينسى العريضي أن يعير اهتماماً لحالات مثل الغنى الفاحش وما يقابله من فقر وعوز ومثل الوعود الانتخابية التي ما تلبث أن تذروها الرياح، لكنه يفعل ذلك بعمومية ولا يلامس لب المشكلات أو بالأحرى لا تأتي أعماله هنا حادة ويفتقد بعضها إلى الحساسية التي كثيراً ما نلمسها لدى فنان الكاريكاتير بصورة تقوم على الموقف والمفارقة في أشكال المبالغة لتعطي الدلالة القوية، ربما لأنه يعتمد الفكرة أحياناً على حساب الاشتغال على التجسيد الفني الذي ينزع غالباً باتجاه فردية الفنان وخصوصيته ولعله يريد القول إنه يتلمس الهواجس وقراءتها وإسقاطها على البياض أكثر من الاشتغال على الرأي الذاتي ذي الخصوصية من حيث الأدوات والأسلوب والنزعة التعبيرية وإن كان هذا الرأي أو تلك الفكرة متساوقة مع الاتجاهات العامة ومع ذلك بدا العريضي متوازناً مع ذاته ومتصالحاً مع أعماله وهو يخطو خطواته الأولى في عالم الكاريكاتير أو على الأقل هكذا يعتبر نفسه وقد سبق له أن شارك في معارض عربية ودولية شملت بلداناً عدة: كوريا ورومانيا وتركيا والصين والهند واليابان وتونس، ونال على أعماله جوائز عدة لا سيما تلك التي تتعلق بالبيئة والصحة ومحاربة الإيدز وله أيضاً أعمال معروضة في مقر الأمم المتحدة في فلسطين.
يحدّث الفنان العريضي «الوطن»، على هامش معرضه الذي أقيم على مدى خمسة أيام، بأنه يشعر بتقصير الإعلام ويلمس مدى تسليطه الأضواء على فنانين ويتجاهل آخرين ويضيف: هناك كثير من الفنانين يعمدون إلى أن يعملوا لأنفسهم هالة: إذ يقولون إنهم مُنعوا هنا وأقصت الرقابة أعمالاً لهم هناك ويؤكد العريضي أنه ضد سلوكيات مكشوفة كهذه لا تعبر عن أصالة الفنان.
لا يرى العريضي أنه لزاماً على فنان الكاريكاتير أن يلتزم مع مطبوعة وإن فعل فإن عمله يصبح أقرب إلى التجاري على حساب المضمون غير كون الفنان قد أصبح ملزماً برأي القائمين على المطبوعة ويقع في فخ تكرار نفسه ويشدد العريضي على أن فن الكاريكاتير ليس مصدراً للاسترزاق وإن كان كذلك فإنه يفقده وظيفته ويفقد عمل الفنان خصوصيته.
يجاهر العريضي، حول استخدام الحاسوب في تنفيذ الأعمال، بأنه ضد الفكرة إن كانت لغاية الرسم، لكنه معها -وذلك ما يفعله- في عملية التلوين اختزالاً للوقت الذي يستغرقه استخدام التلوين العادي، والحاسوب -وإن كان يضفي جمالية في تلوين اللوحة ويسهل عملها- يفقدها في حالة التنفيذ ضربة الريشة أو القلم ويفقدها كثيراً من تفاصيلها المهمة.
إن أكثر مَن يلفت العريضي من فناني الكاريكاتير على الساحة العربية الفنان الليبي محمد الزواوي الذي يعتبره شيخ فناني الكاريكاتير العرب من دون منازع أسلوباً وفكرة وفي آليات التعاطي مع البياض التي لها فرادتها، وما تشكله أعماله من ريادة في مجال فن الكاريكاتير.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق