راجي سركيس وأمسية بيانو كلاسيكية في خان الوزير بحلب

06/12/2010

ضمن سلسلة النشاطات الثقافية والفنية التي تقيمها القنصلية السويسرية في مدينة حلب، أقيمت مساء يوم الجمعة 11 حزيران 2010 أمسية موسيقية كلاسيكية على آلة البيانو أحياها العازف السوري راجي سركيس في رحاب خان الوزير في منطقة حلب القديمة.

وقد تضمن الحفل 8 مقطوعات موسيقية متنوعة امتدت على مدار ساعة تقريباً منها مقطوعات موسيقية كلاسيكية لكل من باخ وشوبان ورخمانينوف، إضافة إلى مقطوعات أخرى متنوعة لكل من توفيق كولييف من أذربيجان وضياء السكري من سورية.

ويقول القنصل الفخري السويسري في حلب السيد بولص مكربنة لـ «اكتشف سورية» بأن السفارة السويسرية في دمشق قررت هذه المرة تقديم عازف سوري في أمسية موسيقية تابعة لها تقديراً لموهبة هذا العازف الكبيرة حيث يضيف: «تعرف السفير السويسري على هذا العازف المبدع أثناء تكريمه من قبل مؤسسة أسامة السويسرية حيث أعجب السفير بعزفه، وطلب منه أن يعزف ضمن المدينة التي يحبها السفير وهي حلب لكونه درس فيها في شبابه. وقد قدم العازف سركيس أمسية متنوعة كان البرنامج الموسيقي فيها حافلاً بموسيقى من كل الحضارات والثقافات والفترات على مدى ساعة من الوقت».

وعن اختيار المكان، يقول السيد مكربنة بأنه جاء رغبة في لفت النظر إلى المدينة القديمة بكل تاريخها وأوابدها حيث يضيف بالقول: «تمثل المدينة القديمة تاريخنا وعراقتنا وأصلنا وتراثنا، فقررنا التواجد في هذا المكان للفت نظر الناس إليه لما له من أهمية كبيرة ومميزة».

ويقع خان الوزير في الجهة الشرقية الشمالية للمدينة بين قلعة حلب والجامع الأموي الكبير، حيث بني في العام 1683 من قبل والي حلب آنذاك، قره محمد باشا. أما سبب تسمية الخان بهذا الاسم فتعود إلى أن الوالي الذي بناه أصبح وزيراً في الآستانة بعد ذلك فسمي نسبة إلى ذلك. ويعدُّ هذا الخان من أجمل خانات حلب، حيث يمتاز مدخله بواجهة مميزة وبوابة ضخمة، فيما يتألف من الداخل من صحن واسع تلتف من حوله أربع واجهات تحوي كل واجهة منها مجموعة كبيرة من الغرف المسقوفة بأقبية سريرية ومحمولة على الأقواس الفارسية على طابقين. ويحوي الخان عدداً من الفعاليات التجارية التي تعمل صباحاً إضافة إلى مقر القنصلية السويسرية في حلب.

ويضيف السيد مكربنة بأن عدد الجمهور الكبير الذي تواجد اليوم كان أمراً مفاجئاً بالنسبة له والسبب كما يقول: «كنت أعتقد أن الجمهور سيكون أقل مما كان عليه اليوم خصوصاً مع وجود أكثر من حدث يجري في نفس الوقت لعل أبرزه وأهمه افتتاح كأس العالم، إضافة إلى وجود بطولة للبريدج في أحد فنادق حلب، مع وجود حفل تخريج طلاب أحد المعاهد الموسيقية. ولكني سعيد لتواجد جمهور كبير هنا اليوم».

هذا الأمر يعلق عليه العازف المبدع المتواجد حالياً في سورية الأستاذ أشرف كاتب وأحد المتواجدين في الأمسية بالقول بأننا دائماً ما نستهين بذائقة الجمهور الحلبي والذي هو جمهور ذواق للفن ويتابع بالقول: «رغم انطلاق بطولة كأس العالم حالياً وبطولة البريدج، فإن هناك عدداً لا بأس به من الجمهور جاء وحضر هذه الأمسية. حلب مدينة فيها ثلاثة ملايين ساكن ومن الطبيعي أن يتواجد ما نسبته 1% من جمهورها لا يتابع كأس العالم».

ويضيف بأن انتقاء العازف للقطع الموسيقية كان مميزاً حيث قدم مقطوعات موسيقية قديمة وحديثة وكان موفقاً في اختياره للمقطوعات ويتابع بالقول: «تعتبر الموسيقى الكلاسيكية في حلب ذات تطور مستمر ومتسارع. في السبعينات مثلاً، كنت تجد حفلة موسيقية كل 3 سنوات، أما حالياً فهناك ثلاث أو أربع حفلات موسيقية خلال الشهر الواحد. هناك العديد من الجهات التي تعمل ضمن هذا المجال منها المراكز الثقافية إضافة إلى مجلس المدينة وغيرها من الجهات».


الموسيقي راجي سركيس
في خان الوزير بحلب

أدهشني الجمهور الكبير:
أما الفنان العازف راجي سركيس فيقول بأن مجيئه إلى مدينة حلب جاء بناء على دعوة السفارة السورية والقنصلية الموجودة في حلب حيث يعتبر وجوده في المدينة تجربة مميزة له ويتابع بالقول: «كان من الجميل وجود هذا العدد الكبير من الجمهور بالرغم من المناسبات التي كلنا نعرفها والتي كانت تتقاطع مع هذه الحفلة، كما كان تجاوب الجمهور مع الموسيقى التي أقدمها تجاوباً جيداً. كان برنامج المقطوعات التي قدمتها اليوم برنامجاً معروفاً ومفهوماً من قبل الجمهور، ويحترم الجمهور في نفس الوقت، إذ أخذت بعين الاعتبار أنه إذا كان جمهوري يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية، فيجب علي تقديم موسيقى جيدة لا سطحية. ولا يجوز أن تستغبي جمهورك أو أن تستصغره في برنامجك الموسيقي. هذا الأمر نراه للأسف مع العديد من الموسيقيين سواء بالنسبة للذين يعزفون على البيانو أو على الآلات الأخرى وذلك تحت ذرائع كثيرة يسوقونها. حاولت اليوم تقديم برنامج موسيقي احترافي أكاديمي حيث كانت القطع التي اخترتها قطعاً مشهورة قد يكون المرء سمعها في مكان ما، إلا أنه لم تتح الفرصة له لكي يستمع إليها في أمسية موسيقية».

ويضيف الموسيقي سركيس بأن الناس تعتبر الموسيقى الكلاسيكية هي الموسيقى الغربية فقط وهذا المفهوم يعتبر غير صحيح لعدد من الأسباب يشرحها بالقول: «يقولون أن هناك موسيقى غربية وأخرى شرقية. وأنا أرفض هذا التقسيم لأن الموسيقى هي نتاج الحضارة والتي بدورها نتاج احتكاك العالم مع بعضه البعض. نحن أخذنا من اليونان والأوروبيون أخذوا منا بعد ذلك، ونحن حالياً نأخذ من غيرهم وهكذا، وهذه هي حال الحضارة. نحن نقول أنها موسيقى غربية وهذا خطأ منا، وحين يأتي عازف بيانو مثلاً فنرفضه لأننا نقول أنه لا يستطيع تقديم موسيقى أم كلثوم وبالكاد يستطيع تقديم موسيقى زياد الرحباني. وكما رأيت في برنامج اليوم فقد كان هناك قطعة موسيقية للفنان ضياء السكري. هي موسيقى عالمية ونحن جزء منها وأرى أن هذا هو الأمر المنطقي والتسمية الصحيحة».

يذكر بأن الفنان راجي سركيس فنان سوري بدأ دراسة مادتي الصولفيج والبيانو على يد والدته ماري لور سمعان التي قدمته للجمهور أول مرة في سن العاشرة على مسرح القباني في مقدمة حفل بيانو للعازف الفرنسي إيريك برشو. درس على يد أساتذة كبار ومن ثم تابع في المعهد العالي للموسيقى حيث حصل على منحة دراسية لمتابعة دراسته العليا للموسيقى في باريس في العام 1999. حصل على الجائزة الأولى في العزف على البيانو من المعهد الموسيقي العالمي في باريس، وقدم أعمالاً عدة مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو صلحي الوادي، وشارك في عدد من المسابقات والمهرجانات مثل مسابقة الدار البيضاء في المغرب، والمهرجان العالمي للغات في مدينة تور، ومهرجان عيد الأمم في باريس. وقد حصل في عام 2005 على دبلوم الدراسات المعمقة في تاريخ الموسيقى من جامعة السوربون بباريس، ويعد حالياً لنيل الدكتوراه في أطروحة بعنوان «البحث عن مؤلفين كلاسيكيين» في كل من سورية ولبنان ومنهم صلحي الوادي، نجمي السكري، توفيق وعبد الرحمن الباشا، ود. وليد غلمية.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من حفل الموسيقي راجي سركيس في القنصلية السويسرية في حلب

من حفل الموسيقي راجي سركيس في القنصلية السويسرية في حلب

من حفل الموسيقي راجي سركيس في القنصلية السويسرية في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق