تسعة وأربعون طفلاً يبدؤون مسيرة إبداعهم في غاليري رؤى

09 05

المعرض يهدف إلى تنمية الذائقة الفنية للطفل من خلال تربيته فنياً

في إحدى معارض الفن التشكيلي قال لي الدكتور حيدر يازجي نقيب الفنانين التشكيلين في سورية «إن مشكلة اللوحة التشكيلية هي في غياب الذائقة الفنية، أو بمعنى أدق غياب الثقافة التشكيلية وتراجع الحركة النقدية وتأخرها عن الحركة التشكيلية»، وإحدى الأسباب التي تطرق إليها أيضاً عدم الانتباه إلى ضرورة تربية الطفل تربية تنطوي على تذوق الفنون عامة، وتلك الحصص والأوقات المخصصة ضمن منهجنا التربوي وتسمى حصص الموسيقى والرسم والتربية البدنية وما شابه أغلبها إما تعطى بدلاً عنها دروسُ رياضيات وفيزياء أو تُعتبر حصص فراغ.
قد يكون ما ذكره الدكتور حيدر بعضاً من عوامل عدة تؤطر ثقافة وتربية فنيتين وتحدّ من وجودها، والتربية أولاً، ومنها غياب المعاهد المختصة التي تعمل على تربية الذائقة بينما الموجود يعمل على التعليم وخلق الفنان التقني المحترف، ومن جانب آخر هناك عدم اعتبار النشاط الثقافي نشاطاً ترفيهياً في حياتنا اليومية وكثيراً ما يكون الجلوس في مطعم وتناول وجبة غداء أو عشاء مع حفل فني ساهر أفضل بكثير من زيارة معرض فن تشكيلي أو حضور حفلة أوركسترا موسيقية أو زيارة المتحف الوطني والتعرف على التراث الوطني، هذا التفكير خلق جيلاً غير مهتم بالمشهد الثقافي الفني إلا من اختار الفن طريقه. معرض أطفال غاليري رؤى
إلا أن مجتمعاً يشهد تغييراً متواتراً وتطوراً متسارعاً وانفتاحاً لا محدوداً لا بد من أن يفرز بالنهاية حالة تشكل مع غيرها من الحالات نواة للانطلاق.
مناسبة كل ما ذكرناه، هو أن معهد باليت للتربية الفنية والموسيقية أقام معرضاً فنياً ضم تسعة وأربعين طفلاً من مختلف الأعمار (على أن جميعهم مما هو دون الأربعة عشر عاماً) في غاليري رؤى يوم السادس من أيار 2008م.
كان خيار المعهد وفق تصريح القائمين عليه العملَ على تربية الطفل فنياً وموسيقياً والابتعاد عن شيء له علاقة بالتعليم والتلقين وهو هدف حدده الدكتور سمير رحمة المشرف التقني والفني في باليت بقوله «ليس هدفنا أن نخرج فناناً تشكيلياً، بل العمل على تنمية الذائقة الفنية للطفل من خلال تربيته فنياً». معرض أطفال غاليري رؤى
تقول أمل زيات مديرة المعهد «ما قدمناه اليوم نتاج سنة ميلادية كاملة لتسعة وأربعين طفلاً من أعمار مختلفة تراوحت بين أربع وثلاث عشرة سنة، حيث تنوعت الأعمال بين الرسم والنحت بتقنيات مختلفة من مائي وزياتي وغواش والنحتُ كان فقط من مادة الصلصال الذي لونّاه أحياناً وأبقيناه بلونه الطبيعي أحياناً أخرى، وأما المواضيع فتناولت الطبيعة وفي لوحات أخرى تناولت العالم الداخلي للطفل».
تتابع زيات: «كانت ولادة مرسم باليت منذ سنة ونصف السنة، والهدف الرئيسي من إطلاقه هو العمل على الطفل وتنمية مهاراته المختلفة من نحت، وتصوير، والخط العربي ، والفسيفساء ولكن أهم أمر عملنا عليه كان اكتشاف ما في دواخل عالم الطفولة وتنمية موهبة الطفل الصغيرة وذلك كان هدفنا الرئيسي لمعهد باليت».
تضيف زيات: «لا نتدخل مطلقاً في خيال الطفل بل نعمل على خياره وتنمية مهاراته ومداركه وتطويرها وتوسيعها، وما قدم اليوم من لوحات هي أسلوبه ورؤيته». معرض أطفال غاليري رؤى
يؤكد الدكتور سمير رحمة أن «الهدف ليس تخريج فنان تشكيلي وإن كان الهدف كذلك فليس من الضروري أن يخرج الطفل فناناً أو موسيقاراً فالموهبة جزء من شخصية الطفل، وعندما تتاح الفرصة للطفل كي يمسك فرشاة وألواناً ويعبر عما في داخله فذلك أمر مهم جداً. ولا بد هنا من الإشارة إلى أن خيال الطفل قوي وواسع ومباشر وعفوي وجريء في اختيار الألوان ولا يمكن الاستهانة بقدراته».
يتابع رحمة: «ما نقوم به عملية تربوية بحتة وليست تعليمة، فالتعليم اختيار واعٍ من الطفل ويأتي في مرحلة متأخرة بعد سن الثالثة عشرة إذ نضجت إمكانياته وباتت تفرض وجود معلم يبدأ تلقينه المعلومة.
«أما هذه المرحلة فهي عملية تهيئة للطفل كي يصبح لديه حالة تذوق للون والرسم ومقدرة لتنفيذ ما في خياله وذلك عملياً ينعكس في حياته الشخصية مستقبلاً».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق