جمعية المورد تلتقي الفنان التشكيلي ياسر حمود في صالة تجليات

13/شباط/2010

في خطوة لافتة، دعت جمعية المورد أعضائها من السيدات للتعرف إلى تجربة الفنان التشكيلي ياسر حمود، من منطلق تعريفهن على الحركة التشكيلية السورية، حيث ستستضيف الجمعية تباعاً الفنانين السوريين للتعرف على تجاربهم، وهي خطوة متقدمة تبدأها جمعية المورد، ما يترك الباب مفتوحاً لبقية الجمعيات والمؤسسات الأهلية لدخول هذه المساحة الخضراء للتعرف على إبداعات الفنانين السوريين بمختلف اتجاهاتهم الفنية.

المحاضرة أقيمت في صالة تجليات مساء الخميس 10 شباط 2010 واستمرت لمدة ساعتين، وقد بدأتها السيدة شذى سويد ممثلة الجمعية في مدينة دمشق بكلمة ترحيبية هذا نصها:

«السادة أعضاء جمعية مورد الكرام؛ السادة الضيوف المحترمين؛ بداية أرحب بكم أشد ترحيب وأشكر لكم حضوركم الكريم، كما أشكر إدارة صالة تجليات لإتاحة هذه الفرصة للاستماع إلى أمسية فنية من أجل الارتقاء إلى عالم الفن الساحر الذي نتذوقه ونتطلع دوما إلى فهمه والإحاطة به».

وفي تقديمها للفنان ياسر حمود قالت: «بكلمات لا يمكن تقديمه، حتى لو أخذنا وقت هذا اللقاء، ياسر حمود كما اللون أزرق وبني، أرضي وسماوي، مركبة روحية هي لوحته، ولا بد تخطفك، لأنها تأتي من أقصى حدود المتخيل. ياسر: فنان يرسم اللوحة وترسمه».

ولإلقاء مزيد من الضوء على هذه الأمسية والحوارات التي تخللتها يلخص «اكتشف سورية» الذي تابع المحاضرة أبرز ما جاء فيها:

بدأ الفنان ياسر حمود عرضه بأول بورتريه رسمها لوالدته، ثم أتم بداية حديثه بقصيدة كتبها لها كأول معلمة أشعلت فيه الرغبة بإمساك الريشة والقلم.


التشكيلي ياسر حمود
أثناء إلقاء محاضرته في صالة تجليات

ثم استعرض بداياته الأكاديمية في كلية الفنون مع شرح وعرض لأبرز الأعمال من كل مرحلة، ومدى تأثره في البداية بكبار الفنانين كرينوار ومودلياني وككوشكا وغيرهم، حيث اعتبرهم بمثابة أجداد حقيقيين له، وبرر هذا التأثر بسيطرة الغرب على الفن لعقود طويلة، لكن ومع تطور تجربته بدأ الخروج من عباءة الانطباعية التي ميزت أعماله عن الطبيعة والمرأة في مراحلها الأولى، وفي توقفه عند المرأة قال: «كنت أعمل على جسد المرأة من خلال علاقته بمفهوم الأرض وتقديمه بهذه المقاربة وتخليصه من بعد المادي ليكون حالة أقرب إلى طهر العطاء. وفي مرحلة ما بعد منتصف التسعينيات كانت الأسئلة تزداد صعوبة ونحن نعيش في منطقة من العالم تشهد الكثير من التحولات، ومن هذه الأسئلة كان الموت هو السؤال الأبرز، والفن هو السبيل إلى منح مبررات للحياة، لذا كتبت إحدى القصائد والتي أقول بها: بالفن أقتل الموت».

وفي استعراض لمفاهيمه في رؤية العالم قال: «العالم يبحث عن ضوئنا هذا الموجود في عمق الأشياء، أي في باطنها، والإنسان العربي جاهز أكثر من غيره للغوص إلى الأعلى».

ثم تطرق إلى الموسيقى وأثرها على لوحته من خلال استعراض المفارقات بين باخ كمعادل رياضي حسابي، وموتزارت كقابض على لحظة الإبداع، واعتبر أن الموسيقى كحال هي تدريب للروح تساعد في منح العمل بعداً زمنياً.


وفي تعامله مع اللوحة خلص إلى تصوير حالة الرسم كسعادة حقيقية يشعر بها بحيث يغدو والقماشة التي يرسم عليها كلاً واحداً.

وفي ردوده على أسئلة الحضور حول إذا ما كان يخطط لرسم اللوحة أجاب: «أعتبر الأمر قدري، حتى أنا لا أريد أن أعرف من أين كان البدء ومتى. وشبَّه الأمر بمعركة حقيقية بينه وبين اللوحة قد تنتهي بالنجاح أو بالفشل.

وفي رد على سؤال حول مدى تأثره كفنان بالنقد؟ أجاب: «أن الفنان بدون نصوص نقدية حقيقية تقدمه يساهم في تغييب المتلقي، واعتبر أن بعض النقاد يكتبون أنفسهم أكثر ما يكتبون عن الفنان». وفي رد آخر حول الفضاء الذي ينطلق منه لرسم اللوحة إذا كان شعرياً أو موسيقياً أو غير ذلك أجاب مستعرضاً قول ابن عربي: «إن الخيال وهم مقدس، والخيال هو المحرض الأساس في العمل الفني».

وفي ختام الأمسية، التقى «اكتشف سورية» السيدة شذى سويد، حيث سألناها عن فكرة هذا اللقاء وانطباعها بعد أن تعرفت إلى تجربة ياسر حمود الفنية؟ فأجابت: «من خلال تنمية وتفعيل دور المرأة في التنمية الاقتصادية، وهذا هو شعار جمعية المورد الذي تنتهجه في المجتمع من خلال محورين أولهما: الأعمال، حيث تقيم الجمعية في هذا الإطار الكثير من الندوات وورشات العمل. وثانيهما: الجانب الفكري، من أجل رفد أعضاء الجمعية بمزيد من الخبرات الثقافية والفكرية، والفن في رأينا هو أحد أهم ركائز هذه الخبرات، ومن هذه الرؤية نتوجه للتعرف على تجارب الفنانين السوريين، وهذه الأمسية هي أول تجربة لنا في مجال التعرف عن قرب على أنواع الفنون في سورية».

السيدة شذى سويد

وتابعت السيدة سويد: «ويأتي اهتمامنا بالفن التشكيلي في هذا الإطار، لا سيما والفن السوري يشهد تطوراً نوعياً ليس في سورية وحسب بل وعلى اتساع العالم، ويأتي اختيارنا للتعرف على تجربة الفنان ياسر حمود في أول نشاط لنا، من خصوصية هذه التجربة التجريدية ومدى ما تكتنزه من تساؤلات تحرك فينا الرغبة للتعرف إليها، ولهذا كانت البداية مع ياسر.

وبعد أن استمعنا إلى شرحه لمراحل تجربته وشاهدنا أعماله القديمة والجديدة والتي أحضرها خصوصاً لهذه الأمسية، فيكن أن نقول أن الكلمات عاجزة عن وصف هذا الفرح الذي نشعر به! لذا سأكتفي بان نشكر جميعاً الفنان ياسر حمود على المجهود الذي بذله لإدخالنا إلى عوالمه ورفعنا لنحلق معه في فضاءات الفكر واللون والضوء، كما نشكر أيضا غاليري تجليـات والسيدة ميساء شهاب لاستضافتنا».

ثم ختم «اكتشف سورية» حديثه مع السيدة شذى للتعرف على جمعية المورد ودورها وأهدافها وقد لخصت السيدة سويد التعريف بالجمعية بما يلي: «هي منظمة وطنية غير ربحية مقرها الرئيسي في دمشق، أنشئت عام 2003 بدعم ورعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد رئيس الجمهورية بهدف تفعيل وتطوير مشاركة المرأة السورية في عملية التنمية الاقتصادية – الاجتماعية عبر تقديم وسائل الدعم الممكنة للمشاريع السورية النسوية القائمة والجديدة.

وفي سياق العمل على تجسيد أهدافها، أطلقت مورد أول مشروع عملي وهو حاضنات الأعمال، ويتلخص هذا المشروع الحيوي بإنشاء حاضنة أعمال مستقلة تقدم الاستشارات والتوجيه للمشاريع الجديدة الناشئة في سورية بهدف مساعدتها على أن تصبح مشاريع رابحة قادرة على النشاط المستقل والمساهمة الفعالة في نمو وتطوير الاقتصاد الوطني.

وتضم جمعية مورد عدداً متزايداً من رائدات الأعمال من خمسة مناطق سورية، وتعمل الجمعية باستمرار لزيادة عدد أعضائها لتحقيق أهدافها ولتقديم المساعدة التقنية لأكبر عدد ممكن من السيدات.

وتتلخص أهداف الجمعية (مورد) بما يلي:
- مساعدة النساء اللواتي يملكن أفكاراً عملية قابلة للتطبيق على تأسيس مشاريع خاصة بهن وإدارتها.
- تدريب النساء وتأهيلهن على كيفية بناء المشاريع الجديدة، بدءاً بالتخطيط وبلورة الأفكار في خطة عمل محددة وانتهاءً بإقلاع المشروع ودخوله في مرحلة الإنتاج الفعلي، مروراً بالتنظيم والتمويل والأمور الإدارية والقانونية.
- رفع مستوى الوعي لدى النساء من أجل مساعدتهن على ممارسة دورهن الكامل في عملية التنمية الاقتصادية.
- تقديم كل عون ممكن للنساء اللواتي لديهن بالأساس مشاريع اقتصادية، من أجل تطوير مشاريعهن وتحديثها عبر تشجيعهن على تبني التكنولوجيا الحديثة والأساليب الإدارية العصرية، ومساعدتهن على تجاوز الثغرات والتدرب على إدارة الأزمات الطارئة وحلها.
- تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمهنية الاقتصادية.

ولتحقيق أهدافها اختارت مؤسسة مورد التركيز على أربعة نشاطات رئيسية:
- تطوير بنية الأعمال: تتضمن هذه النشاطات تطوير مشاريع قائمة والمساعدة على البدء بمشاريع جديدة.
- تفعيل الدور الذاتي: تتضمن رفع مستوى الوعي والمهارات لدى أعضاء مورد.
- تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة.
- تطوير شبكة فعالة من الشركاء والتعاون على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وتركز مورد على ضرورة الربط بين التنمية الاقتصادية والمساواة بين الجنسين بما يعنيه توزيع صحيح للأدوار الاقتصادية والاجتماعية، وإلغاء كافة أشكال التمييز على أساس الفوارق الجنسية بين المرأة والرجل، وتؤكد مورد على أن ذلك لا يعني أبداً الدعوة إلى خلق عالمين للأعمال أحدهما للرجل والآخر للمرأة وذلك ببساطة لأن عالم الأعمال واحد يدخله الجميع ويقوده المحترفون ذوو القدرات الخلاقة بغض النظر عن جنسهم.

تدار الجمعية من قبل مجلس إدارة يتألف من 11 عضواً تنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين قابلة للتجديد.

المقر الأساسي لها في دمشق، وتشمل خمس مناطق لتغطي سورية بأكملها ولكل منطقة ممثلة تسهل عمل الجمعية. والمناطق هي: المنطقة الشمالية (حلب)، المنطقة الوسطى (حمص)، المنطقة الساحلية (طرطوساللاذقية)، المنطقة الشرقية (دير الزور)، المنطقة الداخلية والجنوبية (دمشق وريفها، درعا.


عمار حسن
تصوير: عبد الله رضا
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك