جوي إيتو في المؤتمر الصحفي بكلية الفنون الجميلة بدمشق

2009/19/11

تابع «اكتشف سورية» المؤتمر الصحفي الذي عقده جوي إيتو رئيس مجلس إدارة مؤسسة المشاع الإبداعي وعضو مجلس إدارة مؤسسة موزيلا العالمية المنتجة لمتصفح الإنترنت فايرفوكس، وذلك للتعريف بمؤسسة المشاع الإبداعي عقب المحاضرة التي ألقاها على مدرج كلية الفنون الجميلة في دمشق، وقد تحدث إيتو رداً على أسئلة الصحفيين الذين شاركوا بهذا المؤتمر، حيث قال:

يحاول العالم اليوم تأسيس التواصل البيني وإنشاء الاتصال الحر بين الدول والشعوب، حيث كانت السيطرة سابقاً لوكالات الإعلام العالمية الكبيرة، وفي هذا المجال كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر نجم من خلال مؤسساتها الإعلامية والفنية، وقد وضعت هذه المؤسسات أطراً عامة للمجال الإعلاني والإعلامي بحيث يكون تابعاً لمركزية الدول الكبيرة. وأعتبر أنه على العالم في الوقت الحاضر أن يعيد صياغة الإطار الإعلامي بعد أن أتاحت شبكة الإنترنت الوسيلة للبدء في هذه الخطوة، ومن هنا جاءت فكرة المشاع الإبداعي لمساعدة الناس للتشارك في الإبداع.

إن الثقافة العالمية لم تعد تتحكم بها المؤسسات، ولكنها تنظم من خلال مجتمع الفنانين والمثقفين والمبدعين. ولديكم في سورية وبفضل من ثقافتها وتاريخها وقدرتها على التواصل والتفاعل قدرة كبيرة على نقل حضارتكم ومعارفكم إلى الآخر بدلاً من حجبه، والمشاع الإبداعي يتيح هذا، بدلاً عن حجب المعرفة خلف أطر الشركات الخاصة والمؤسسات.


دايان بيترز
المستشارة العامة
لمؤسسة المشاع الإبداعي

لقد تم استخدام مفاهيم المشاع الإبداعي في مجالات عديدة كالثقافة والعلوم والتعليم، فبدلاً من الطريقة الغربية في التعليم عبر الجامعات الكبيرة، نحاول أن نجعل التعليم متاحاً للجميع بشكل حر ومجاني، وبهذا يمكن استخدام الإنترنت لتمكين المهتمين والمبدعين من التواصل بدون التأثر بالمكان، لقد تم إنجاز الجانب التقني عبر الإنترنت، ويبقى الجانب الثقافي والإبداعي الذي يتم عن طريق المشاع الإبداعي.

«المشاع الإبداعي» جزء من حراك ثقافي عالمي من أجل إتاحة الثقافة للجميع ومؤسسة «المشاع الإبداعي» تشجع الناس وتساعدهم من أجل ابتكار حلولهم الخاصة، فشركة مايكروسوفت تدفع للجامعات من أجل استخدام وتطوير برامجها، ولذلك نجد أن برامجها هي الأكثر استخداماً، أما مؤسسة «المشاع الإبداعي» فتشجع الآخرين على صنع برامجهم الخاصة، فالمؤسسات في العالم العربي يمكن أن تتطور بمواردها الذاتية، مستندة مثلاً على البرمجيات المفتوحة المصدر كالبرامج التي تنتجها مؤسسة موزيلا والتي تنشر مجاناً، ويمكن لأي كان أن يأخذها ويطور عليها وينشرها، والفكرة الرئيسية هي: لو ازداد وعي الناس في استخدام الرخص المفتوحة من أجل تشارك ثقافي وتقني، فإن هذا سيساعد الجميع على التطور وتوفير المال.

وتابع جوي إيتو رده على أسئلة الصحفيين حول مؤسسة موزيلا قائلاً:

لدى مؤسسة موزيلا الكثير من المشاريع، وهي تحاول أن تساعد وتدعم الشركات أو الأفراد الذي يعملون على تطوير البرامج المفتوحة المصدر في العالم، والفكرة وإن كانت بدأت من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن معظم البرامج المشهورة هي من خارجها، مثل مؤسس لينوكس سويدي، والمهم هو كيفية التركيز على تشجيع الطلاب في الجامعات والمبرمجين في أماكن عملهم على كتابة برامجهم الخاصة، بدلاً من الاعتماد على مايكروسوفت ولومها على أنها مثلاً لا تبيع برامجها لسورية، فلماذا لا يقوم المبرمجون السوريون بتطوير برامجهم دون الاعتماد على مايكروسوفت!

من غير الجيد لوم الآخرين على عدم تقديم البرامج بدلاً من أن نتعلم كتابتها واستخدامها، فذلك له ميزتان إيجابيتان هي اكتساب مزيد من العلم والخبرة وتوفير المال.


جوي إيتو يجيب على أسئلة الصحفيين

يمكن توفير المال من خلال تشاركية البرامج مفتوحة المصدر وتطويرها، وبدون البرامج المفتوحة المصدر يصعب حدوث تطور حقيقي، وهذا تماماً ما قام عليه محرك البحث غوغل، فببضعة آلاف من الدولارات تم إطلاق غوغل حتى وصل إلى هذا الحد من التطور، ومفهوم الإنترنت بني على هذا الأساس، والحل هو باعتماد برامج مفتوحة المصدر كـلينوكس مثلاً، ومن الأمثلة على ذلك اعتماد أحد البنوك اليابانية على مثل هذه البرامج في تشغيل معظم عمليات البنك مستخدماً نظام لينوكس فكانت النتيجة أنه وفر 18% من كلفة التشغيل خلال سنة.

ثم تطرق الدكتور جوي إيتو لمشكلة الإنترنت في العالم العربي قائلاً:

مشكلة الإنترنت في العالم العربي أنه لا توجد منافسة، لا على مستوى الإنترنت الأرضي ولا حتى في شركات الاتصالات الخليوية وهو أمر ضروري من أجل زيادة سرعة الإنترنت وخفض كلفة استخدامه، الأمر الذي أثر على عدد المستخدمين لهذه الشبكة، خصوصاً بعد مقارنة كلفة استخدام الإنترنت مع الدخل المتدني للمواطن العربي، ومن المحتمل أن تتطور إنترنت الموبايل بشكل أسرع في العالم العربي في المستقبل، مما قد يزيد عدد المستخدمين العرب لشبكة الإنترنت.

وهناك عدة محركات بحث يمكن البحث فيها عن معلومات مختلفة تحت تسمية المشاع الإبداعي أولها محرك البحث الشهير غوغل، بالإضافة إلى 30 محرك بحيث آخر يمكن استخدامها لهذا الغرض.

واختتم الدكتور جوي إيتو حواره مع الصحفيين بالحديث عن انطباعه حول مدى تفاعل المهتمين في سورية مع إطلاق هذه الفكرة، حيث قال:

بالنسبة لسورية، نحن نرى أن حجم التفاعل كبير جداً، إذ تتوفر ثلاثة أشياء أساسية لتحقيق النجاح هي: اهتمام الناس والعمل والمحتوى، وأرى أن تبني الفكرة في سورية قد تم بسرعة فاجأتني ربما.

تفاعل أسماء فنية لامعة مع فكرة نشر أعمالهم تحت رخص المشاع الإبداعي:
ومن الجدير ذكره أنه وانطلاقاً من التفاعل مع هذه الفكرة، فقد أعلن عدد من الفنانين عن نيتهم بنشر مجمل تجاربهم الفنية تحت هذه التراخيص، ومنهم الفنان التشكيلي ياسر حمود والفنانة التشكيلية ريما سلمون، والفنانة التشكيلية سوسن الزعبي، والفنان التشكيلي مصطفى علي، والفنان التشكيلي وليد الآغا، والفنان التشكيلي عز الدين شموط الذي قدم لموقع «اكتشف سورية» مجموع مؤلفاته الستة في الفن التشكيلي لتكون متاحة للجميع وبشكل مجاني.

وقد قام «اكتشف سورية» باستطلاع آراء العديد من الفنانين عن رأيهم بأن تكون أعمالهم متاحة على الإنترنت تحت رخص «المشاع الإبداعي Creative Commons» كي تكون مادة تسهم بتشاركية التطوير الإبداعي، ووجد الإجابات التالية:

بداية مع الفنان عز الدين شموط الذي قال: «سرني للغاية أن حلمي تحقق بأن تكون مجموعة مؤلفاتي متاحة للجميع من أجل أن تحقق أكبر فائدة ممكنة، وهذا يتيح إمكانية البناء على هذه الخبرات من أجلنا جميعاً».

الفنان إدوار شهدا: « هذه فكرة جديرة بالاهتمام».

النحات لطفي الرمحين: «يشرفني أن تكون أعمالي تحت هذه التراخيص ليتمكن الطلاب من الاستفادة منها لكني أتحفظ على الاستفادة منها تجارياً».

النحات مصطفى علي: «جميل أن تكون أعمالي ضمن هذا المشروع وبمتناول الآخرين ليبنوا عليها إبداعاً آخر، فالإبداع يتوالد من بعضه وهذا هو الفن».

الفنان صفوان داحول: «هذه الفكرة هامة جداً، حيث يتحول العالم إلى قرية صغيرة من أجل فائدة الجميع، واللطيف في هذه الفكرة هو التأكيد على ذكر المؤلف أو الفنان في حال الاقتباس من أعماله، أعمالي موجودة أصلاً على شبكة الإنترنت وهي متاحة للجميع، وهذه الفكرة تشجع الآخرين على الاستفادة من الإبداع دون أن يعتبر هذا انتهاكاً، بشرط ذكر المصدر».

حسين صوفان، مصور فوتوغرافي: «أنا من الأشخاص الذين لا يبيعون أعمالهم، فأعمالي في الأصل متاحة للجميع، وأنا مع ذلك بشرط ذكر الاسم في حال الاستفادة منها».

عمار حسن
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جوي إيتو في المؤتمر الصحفي

من أجواء المؤتمر الصحفي بعد ندوة الفن المفتوح

جوي إيتو يجيب على أسئلة الصحفيين

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق