أرض الياسمين تحتفي بورودها

05 07

معرض الزهور في أيامه الختامية

تعتبر سورية من الدول المهمة على خارطة صناعة وتربية الزهور، إنها بلد الياسمين، وبلد الوردة الدمشقية (Rosa Damascena) والتي أخذت اسمها من موطنها الأصلي والتي لقبتها الشاعرة الإغريقية سافو بملكة الأزهار، كما ذكرها الشاعر الإغريقي هوميروس في ملحمتي الإلياذة والأوديسة، وذكرها الشاعر الإنكليزي شكسبير في إحدى مسرحياته بقوله: «جميلة كجمال وردة دمشق»، وكتب عنها الشاعر الكبير نزار قباني في رائعته (القصيدة الدمشقية): «أنا وردتكم الدمشقية يا أهل الشام، فمن وجدني منكم فليضعني في أول مزهرية».

إنها سورية، الدولة العربية الأولى التي تحتفي بالورود منذ ثلاثين عاماً، حيث أقيم معرض الزهور الدولي للمرة الأولى عام 1973 في حديقة الجاحظ بدمشق واستمر فيها لمدة عشر سنوات، ثم انتقل إلى الحديقة الخلفية لفندق الشيراتون، قبل أن يستقر منذ عام 1989 في حديقة تشرين إحدى أكبر الحدائق في سورية.

وقد تابع «اكتشف سورية» فعاليات المعرض، وحاور المهندس فيصل نجاتي مدير سياحة دمشق ومدير معرض الزهور، الذي قال عن الحملة الترويجية التي قامت بها إدارة معرض الزهور لهذا العام:

«قمنا بحملة ترويجية كبيرة للمعرض من خلال توزيع 15 ألف زهرة مع برنامج الفعاليات، تم توزيعها على الإخوة المواطنين وقمنا بدعوتهم لزيارة المعرض، وهي حملة ترويجية وتسويقية شملت بعض أحياء دمشق منها: الصالحية والميدان وباب توما والمالكي والجسر الأبيض ومركز المدينة. وأصدرنا بروشورات جديدة لهذا العام، بروشور خاص عن نباتات وأزهار البيت الدمشقي و بروشور خاص عن الوردة الشامية. والشيء الجديد لهذا العام هو إحداث موقع إلكتروني خاص لمعرض الزهور على شبكة الإنترنت، وتتم حالياً عمليات التصميم وإدخال البيانات وسيتم إطلاق هذا الموقع خلال شهر واحد من الآن».

- لقد تعددت فعاليات معرض الزهور لهذا العام ويلاحظ ارتفاع نسبة الشباب من زوار المعرض، لنتحدث عن هذا الجانب:

«تَعَدّد فعاليات المعرض هدفه استقطاب أكبر نسبة من الزوار، ونسعى أن تكون هذه الفعاليات متوافقة مع اهتمامات كافة شرائح الزوار. فالشريحة الأكبر التي تزور المعرض هي شريحة العائلة والطفل، وبالتالي ركزنا على هذه الشريحة من خلال الأعمال المسرحية اليومية الموجهة للطفل، إضافة لإقامة ورشة نشاطات تفاعلية، كالرسم وتركيب الفخار وتركيب البزل ورسم اللوحات والرسم على الوجوه، وتوجد هدايا تذكارية للأطفال المشاركين، وكافة هذه النشاطات مجانية بالكامل.


المهندس فيصل نجاتي
مدير سياحة دمشق، مدير معرض الزهور

أما الشريحة الثانية التي نسعى لاستقطابها فهي شريحة الشباب، والتي نحاول استقطابها من خلال النشاطات الخاصة بالشباب، حيث تُقام حفلة موسيقية مجانية بشكل يومي طيلة أيام المعرض، من خلال استضافة فرق موسيقية شبابية».

- لنتكلم عن المشاركات لهذا العام في معرض الزهور:

«ما زلنا نطمح لمشاركات أفضل في معرض الزهور، وخصوصاً المشاركات الخارجية من دول وشركات خاصة. وبشكل عام، فالمشاركات في معارض الزهور تتخللها الكثير من الصعوبات، ابتداءً من عمليات نقل النباتات والزهور من دولة لأخرى، حيث يتطلب ذلك شروط نقل خاصة في المطار والطائرات، إضافة لعمليات فحص النباتات من الآفات الزراعية من قبل المخابر المختصة، لذلك يوجد تنسيق كبير مع مديرية الوقاية والحراج في وزارة الزراعة.

طبعاً نطمح في المستقبل أن تكون المشاركات الخارجية أفضل من السنوات السابقة، ولدينا في هذا العام أربعة دول مشاركة وهي العراق ومصر والسودان والأردن، إضافة للشركات الخاصة من لبنان وتركيا».

وزار " اكتشف سورية" عدداً من الأجنحة، ومنها جناح غرفة سياحة ريف دمشق، الذي عكس البيئة التراثية والطبيعية لمحافظة ريف دمشق، وضم إضافة إلى أنواع الزهور التي تشتهر بها منطقة ريف دمشق، بعض الحرف اليدوية كالزخرفة على الخشب (العجمي) التي تعتمد على العناصر النباتية في زخرفتها، والتحف الشرقية النحاسية وصناعة القش وصناعة الحرير الطبيعي، والتقينا في هذا الجناح، السيدة يسرى عيد المختصة في صناعة الحرير، والتي قالت:

«أنا من منطقة مصيافدير ماما- المشهورة بتربية دودة القز والتي تعتمد على أوراق شجرة التوت. وتعتبر سورية بلد الحرير الطبيعي على مر العصور وهي مهنة متوارثة منذ آلاف السنين وخاصة في منطقة مصياف.

تعرضت هذه الصناعة للاندثار في وقت من الأوقات، ولكن في الوقت الحالي عادت الدولة للعناية بهذه الصناعة، وأوجه الشكر إلى وزارة السياحة لدعمها المستمر لهذه الصناعة من خلال عرض هذا المنتج في كافة المعارض والمهرجانات السورية، لتعريف الزوار بأهمية هذا المنتج النادر، والذي نقوم بعمله اليدوي من الألف إلى الياء».

من جانبه يقول السيد نور الدين شعباني من الهيئة العامة السورية للكتاب:

السيد نور الدين شعباني
الهيئة العامة للكتاب

«هذه المرة الثانية التي نشارك بها في معرض الزهور. وربما يتساءل الزائر ما هو موقع الكتاب في معرض الزهور؟ وأقول إن الوردة هي جزء من جمال الطبيعة، أما الكتاب فهو جمال العقل وغذاء الروح. ونسعى من خلال هذه المشاركات إلى تشجيع المواطن على اقتناء كتابه الخاص، من خلال التخفيضات التي وصلت إلى نسبة 40 بالمئة من قيمة الكتاب».

كما حاور «اكتشف سورية» عدداً من زوار المعرض ومنهم السيدة هلا حيث قالت:

«المعرض جميل من حيث تنوع الأجنحة، ما بين أجنحة الورود وأجنحة الكتب، وهذا شيء رائع بأن يكون الكتاب رديفاً للزهور في هذا المعرض، فلكل منهما دوره في ارتقاء الفكر البشري وصفاءه. وأظن أن رؤية الكتاب إلى جانب الورود، تشجع رواد معرض الزهور لشراء الكتاب وهي فكرة جميلة من إدارة المعرض. وأنا الآن ابحث عن كتاب فلسفي (العجز المكتسب) للكاتب السوري مطاع بركات».

من جانبها تقول السيدة خديجة كاظم، وهي خريجة قسم اللغة العربية في كلية الآداب:

«أواظب على حضور معرض الزهور منذ 30 عام، إنه معرض جميل للغاية، فهو مناسبة اجتماعية وسياحية وبيئية، وفرصة جيدة للترويح عن النفس برؤية هذا الكم الكبير من الزهور والنباتات.

ودائماً أقول إن مشاهدة الزهور تُعطي للحياة بريقاً من نوع آخر، وخاصة أن الشعب السوري يُقدر قيمة الورود طبياً وعاطفياً، فمن وردة الياسمين كانت تصنع العقود وتتزين به الصبايا، وكانت الفتاة في القديم تكتفي بعقد من الياسمين، يلتف حول عنقها وكأنه درة الدرر».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

السيدة خديجة كاظم، من رواد معرض الزهور

السيدة هلا، من رواد معرض الزهور

السيدة ندى يسرى، وصناعة الحرير

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

سعد العتيبي:

انا انتسب الى الفوج الكشفي الرابع مفوضية حمص اتمني لسورية الازدهار الثقاففي و الكشفي مع تحياتي

سورية