الفنان التشكيلي إياد ديوب: أتساءل أحيانا عمن رسم لوحاتي

21 01

اللوحة وسيلة لنقل الشعور سواء أكان سلبياً أم إيجابياً

لم تكن لوحات الفنان التشكيلي إياد ديوب مجرد ناقل لموضوعٍ معين أو لفكرةٍ قد تخطر بالبال، بل كانت ذاتاً تتأثر وتعبر بطريقتها الخاصة عن هذا الموضوع أو تلك الفكرة، من خلال تفاعل الفنان معها عاطفياً وأخلاقياً وروحياً.
ولم يتقيد ديوب بتسجيل الانطباعات المرئية والتأثيرات البصرية، بل عبر عن تجربته وقيمه الروحية وجسد نفسيته معتمداً على تحريف الأشكال الطبيعية عن أوضاعها الأساسية، ومستخدماً الألوان الصارخة التي ساعدت على تألق أفكاره.
والمشاهد للوحاته ال 14 المعروضة في صالة آرت هاوس يكتشف كم امتدت فيها روحه ومشاعره حتى طغت على اللون والتشكيل والخطوط، معبراً من خلالها عن قلقٍ يعيشه ويرفضه ومقترحاً الحلول بإظهار البشاعة على حقيقتها مع عدم نسيان أن يترك بصيصاً من الضوء والأمل المحكومون به.
وإذا كان ما قام به ديوب إفراغاً لشحناتٍ عاطفية متولدة عن انصهار الوجود في خياله ثم إسقاطه على اللوحات، فإنَّه نقلنا إلى الحالة الحقيقية لما نعيشه وأزاح الغشاوة عن عيون باتت تألف الترقيع وتستنكر الصورة الأصلية للواقع.
وعن لوحاته والمضامين التي تحملها قال الفنان التشكيلي إياد ديوب: «إنَّ لوحاتي تعتمد على العنصر والفراغ حوله، وهذا العنصر يُجسد حالاتٍ إنسانية حتى لو لم يكن شكل جلوس الشخص أو وضعية التكوين، لكنه بالمجمل يُعبر عن حالاتٍ أعيشها لأن الفنان بالنهاية كائنٌ بشري يعيش الحالات الإنسانية»، مضيفاً: «أتمنى أن أستطيع أن أُخرج كلَّ ما في داخلي من خلال رسمي، وأن يلتقطه المتلقي ويعيشه لأن اللوحة وسيلة لنقل الشعور سواء أكان سلبياً أم إيجابياً».
وأوضح ديوب أن التقنية التي استخدمها هي زيتٌ على قماش، وأحياناً استخدم ألواناً ترابية، مضيفاً: «عادة ما أضع الألوان بطريقةٍ عشوائية بحيث أقتل البياض الموجود على القماش بالأتربة أو الألوان المائية، ثم أستعمل الزيتي الذي أحب أن أختم به لوحتي لأنه يحمل ذكريات العمل ويحفظه».
وقال: «ما يهمني القيمة الفنية للعمل وكل ما تبقى هو مجرد أدوات، فالأمر ليس تحدياً للمادة وليس حرفة أو صنعة، فالهدف أن أوصل ما أريده للمتلقي»، مضيفاً: «إنَّ ما أريد قوله تستطيع اللوحة أن تقوله بكلِّ صراحة ومن خلال خمسة أشهر من العمل على المعرض أحسست أن هناك شيئاً طارئاً استجد في حياتي، وهذا ما ارتسم في داخلي وظهر على السطح الأبيض القماشي».
وعن الألوان الحارة التي طغت على لوحاته قال ديوب: «إنَّي أحب هذا النمط من الألوان وهذا الأمر مرتبطٌ بحالةٍ نفسية معينة، أما ما يناسب اللوحة فيستطيع الفنان أن ينهيها به لأنَّه حينها ينظر إليها بنظرة الناقد».
وأضاف: «عندما أرسم اللوحة أكون في حالةٍ من التغيب العقلي واللاوعي، فعندما لا يرسم الفنان وفق هذه الحالة لا يعطي اللوحة حقها ويكون ما أنجزه نوعاً من الابتذال، حتى إنني أحياناً بعد أن أستعرض لوحاتي أستغرب كيف خرجت على هذا الشكل»، مشيراً إلى أنَّ ما يرسمه الآن يختلف عما يرسمه بعد ساعتين لأنَّه من الممكن أن يدخل شيء جديد أو يخرج.
وعن التشويه الذي نجده في بعض لوحات المعرض تساءل ديوب وكيف لا يكون ذلك، ونحن نعيش في واقعٍ مشوه، فأنا لا أستطيع أن أعيش في مجتمعٍ متكسر وغير مترابط ويعاني من الأزمات دون أن أتأثر به وأنقله إلى لوحتي التي هي داخلي الحقيقي، مضيفاً: «رغم الوحشية الموجودة في لوحاتي إلا أنَّ الكثيرين قالوا لي إنَّهم وجدوا بصيص أملٍ ومسحةً من الفرح».
وعن تأثره ببعض الفنانين التشكيليين قال: «من الطبيعي أن يتقاطع الفنان التشكيلي عندما يرسم مع ملايين الفنانين الآخرين لأنه يتأثر بمشاهداته وقراءاته وقناعاته»، مضيفاً: «إنَّ الفنان يتأثر بثلاثة أمور هي البيئة والثقافة والشعور، فإذا تبدلت أو تطور أحدها فان عمل الفنان يتغير».
وعن سبب اختياره لحجوم اللوحات الكبيرة قال ديوب: «إني أرتاح بالعمل على الحجم الكبير فأنا لا أستطيع تصغير حجم الشخص المرسوم، وبهذا فأنا أشتغل على الفراغ المحيط به وأهتم به تماماً مثل اهتمامي بالشغل على العنصر المرسوم».
يذكر أن الفنان التشكيلي إياد ديوب خريج جامعة دمشق قسم التصوير الزيتي 2006، وهو حالياً يدرس الماجستير وهذا هو أول معرض فردي له إلا أنَّه شارك في عدة معارض.


باهل قدار

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

محمد الزرزوري:

الذي رسم لوحاتك يا إياد هو طيبك واحترامك للحياة

الإمارات

الإمارات