الذكرى السنوية لرحيل محمود جلال

16 09

منهجية نظامية في الرسم والنحت

تمر الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لرحيل الفنان الرائد محمود جلال، الذي كان واحداً من أقطاب الحركة الفنية السورية في مجالي الرسم والنحت منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، ومن أبرز مؤسسي كلية الفنون الجميلة عام 1960، كما ألقى البيان التأسيسي الأول لنقابة الفنون الجميلة خلال عام 1969.‏
ولقد التقى في لوحاته ومنحوتاته وأنصابه الواقعية، مع تجارب الرواد الأوائل من الفنانين القادمين مثله من محترفات أكاديمية الفنون الجميلة في روما التي مكث فيها ما بين عامي 1934 و1939، وكان الفنان سيفيرو أستاذه والمؤثر الأول في ظهور نزعة استلهام تقنية الرسم الواقعي التي اتبعها حين رسم الوجوه والأجساد العارية والمواضيع الإنسانية وأجواء العمارة المحلية ومشاهد المدينة والريف.
ومنذ مرحلة بداية تبلور تجربته الفنية كان طموحه مركزاً نحو تسجيل لوحة واقعية بروح محلية، وكان يعمل على إضفاء اللمسة الخاصة في خطوات الابتعاد عن الأجواء التصويرية التسجيلية التي كانت سائدة في تجارب معظم فناني الرعيل الأول.‏
وحين نتحدث عن العفوية الموجودة في بعض لوحاته ومنحوتاته يكون في حسابنا إنه كان يُجسّد إيقاعات الشكل والتفاصيل الدقيقة، ويتعامل مع الألوان والظلال وإيقاعات التناسب كعناصر أساسية في التأليف والتلوين. وهذا يعني انه كان يركز في أكثر الأحيان لإبراز الدقّة وضمن منهجية نظامية صارمة فيها درجة معينة من العواطف والانفعالات الآنية رغم المظهر العام لعمله الفني المرتبط في النهاية بأداء عقلاني منضبط وموزون ومدروس.
هكذا يمكن التماس توجهاته الفنية الريادية في التماس أسلوبٍ فني أعطى الأولوية للمسة اللونية الهادئة البعيدة كل البعد عن الأساليب التشكيلية المتطرفة، حيث انتهج لنفسه أسلوباً فنياً رصيناً حمل إلى جانب نفحاته الواقعية موقفاً إيجابياً من المواضيع المحلية، وهذا يعني أنه في استعادة المنظور النهضوي الايطالي كان يرفض اتجاهات الحداثة الفنية الأوروبية في تركيزه على إيقاعات الرسم والنحت الواقعي الأقرب إلى ذاته، ومشاعره، وأحاسيسه الداخلية.‏
محمود جلال من مواليد 1911، وهو حائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، رحل في 21 أيلول من عام 1975 وهو في أوج العطاء والشهرة.‏


الثورة

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق