«البندقية والكمان» يوميات أدبية من عمر الحرب على سورية

03 نيسان 2016

.

يرصد الشاعر الدكتور نزار بني المرجة في كتابه «البندقية والكمان» يوميات وهواجس عاشها في زمن الحرب على وطنه راويا عبرها جملة من الأحداث التي مر بها منذ خمس سنوات بأجناس أدبية مختلفة غلب فيها الشعر والمقالة والسرد الفني الذي يقترب من القصة القصيرة ثم تبدو العاطفة الوطنية والإنسانية والنخوة والمروءة كعلامات دالة في كل النصوص.

يقف بني المرجة في مقالاته بكامل التحدي والجرأة والوضوح ليفضح المؤامرات ويسلط الضوء على المتآمرين الذين يكيدون العداوة للوطن والشعب من أجل نزعاتهم المادية فيقول في مقاله “قلعة منيعة وطود شامخ”..

“ليس من الصعب أيضا اكتشاف خلفياتهم وملامحهم الموسادية الواضحة كل الوضوح في وجوههم وطروحاتهم وآرائهم وتنظيراتهم التي لا تخفي حقدها على سورية قيادة وشعبا ودورا وأرضا وموءسسات ومقدرات وثمة شخصيات سورية للأسف مأجورة تحاول أن تلبس لبوس الوطنية والغيرة على الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية المزعومة وحقيقة هؤلاء باتت مكشوفة ومعروفة من خلال ارتباطهم العضوي والوظيفي بدوائر صهيونية وأمريكية خبيثة” .

ويسهب بني المرجة في مقاله “رثاء أخير لزرقاء اليمامة” في شرح مدى حبه لوطنه عبر أسلوب تعبيري تدفع به العاطفة ليكون رابطا بنيويا في ألفاظه المنتقاة والمعبرة في سرد ما تكنه لواعجه وما يدور في صدره من خلجات وأحلام وآمال فقال..

“أما حبيبتنا سورية .. سيدة الشمس والتاريخ والوقت والشموخ .. في الواقع .. وفي قلوبنا وعي .. فنحن وإياها على موعد .. لتتويجها سيدة أبدية للزمن .. ولتبقى كعادتها دائما سيدة الصبر والانتصار”.

وفي قصيدته “شوق لأجنحة الفراشات” يدعو بني المرجة مخلوقات الجمال التي فرقت جموعها الحرب وتركتها بعيدة فخلفت لنا الحزن والشوق واللهفة مستخدما كل ما لديه من عواطف لتكون عبارات نداء لإعادة تكوين الجمال الذي أراد له المتآمرون أن يتخرب فقال..

“ها نحن نناشد الفراشات أن تعود .. أن لا تخسر غبارها الملون في الجناحين .. نناشدها العودة إلى ربوعنا من جديد .. كي ترشدنا من جديد
إلى سواء السبيل .. وتأخذنا بأيدينا كما النحل .. إلى أمكنة اختباء الزهور”.

وفي المجموعة حضور لقصيدة الشطرين التي خاطب فيها الشاعر سليمان العيسى بعنوان “أغمضت جفنيك” على منوال قصيدة شهيرة للشاعر الراحل كتبها بعد حرب تشرين التحريرية فكان بني المرجة في قصيدته يريد أن يشكو له همه الذي لا يزول إلا بعودة الوطن إلى وضعه كما كان قبل الحرب الإرهابية التي تشن عليه فقال..

“أغمضت جفنيك والنيران تستعر .. كالمطمئن إلى فجر وينتظر أغمضت جفنيك والنيران بنت هوى .. والأفق دام بها والحزن منتشر الآن صليت .. إذ لامست بعض ثرى .. قبلت شامك حيث الدهر يختصر”.

مضمون الكتاب التي نشرته الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة والذي يقع في 160 صفحة من القطع الكبير توحدت مواضيعه في منهجها الوطني واختلفت بأسلوبها وجنسها الأدبي إلا أنها ظلت في مستواها المعرفي والأدبي والأخلاقي اللائق لتعبر عن موقف شاعر كتب بمختلف الأجناس الأدبية شاهرا قلمه في وجه كل من يعتدي على سورية .


محمد خالد الخضر

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق