«من يحمل لوني عني» كتاب نثري يأخذ شكل الومضة ويبحر في الخيال

13 آذار 2016

.

يأخذ شكل النص الأدبي في كتاب «من يحمل لوني عني» الصادر حديثا لحنان علي شكل الومضة حاولت أن تقتنص عبر تكثيفها أغلب المعاني الإنسانية والعاطفية والاجتماعية وفق منظورها في فترة حياتية معينة.

ويظهر الإحساس بالوطن في أغلب النصوص عند الأديبة علي بأسلوب إيحائي تعتريه النقمة على كل الأصابع التي تحاول أن تعيث فساداً وخراباً محاولةً أن تكثف بنصها كل ما يدور في ذاتها التي انعكست فيها أوجاع وآمال وآلام تقول.. “على جناح الصبح يزورني .. بأطياف أغنيتي أسكت الرصاص خارجاً أعزف بأصابعه ملامح من مكان .. أحكي له عنا .. نحن الذين اغترب فينا الوطن .. وضاع منه العنوان”.

ثم تشكل الأديبة علي لوحاتها فترتقي إلى الشعر الذي يجسد تأملات أنثى حالمة بفضاءات واسعة متحدية فتصطدم بسقف واطئء لا يصل إلى مستوى طموح مشاعرها وذلك عبر ألفاظ وكلمات بسيطة وقليلة تمكنت أن تجسد فيها ما تريد قالت.. “ماذا أفعل بطائرتي الورقية ..وسقف غرفتي منخفض”.

وتذهب علي إلى حب شفيف رقيق المعاني طيب الكلمات يأتي بنتيجته ربيع آخر فيه جمال لا يدركه إلا من يحب بنقاء ومن يحلم بوفاء محاولةً أن تخبئ مكنوناته ببعض الرمز ولكن سرعان ما يكشفها الشعور الذي يفور بين مفردات النص فتقول .. “بضحكته متعثر .. بدمعته غاد يتذمر فات برضاه .. طفل الربيع الثالث فينا كم أحبه”.

وترتقي المفردات عند الأديبة علي فتبتكر صوراً جديدة لدرجة الإبداع والتكوين الجديد الذي يتخطى الأدب ليقدم نصاً شعرياً حقيقياً يرفل بمفرداته البسيطة بالنور الذي يضيء على بيئة أو عالم بأكمله فتقول .. “من ضفيرتي يشدني الضوء إليه ..من ابتسامتي الشاحبة ..إن سألوك عني فقل جميلة ..لا يجذب الجمال سواه الجمال”.

وتظهر مقدرة الكاتبة في الربط بين صور البحر ودمع السفينة والوطن مستخدمة الخيال مطلقة له العنان فتقول.. “البحر .. دمع سفينة منفية سكبت لها وطناً”.

ويظهر عنفوان الكاتبة لكن الحب لا يخفيه شيء فتراه سمواً وترى به ارتقاءً عبر الأفق إلا أنها لا تفضل الفراق مهما كان الطريق بعيداً ومهما كانت الحياة تحتاج إلى إبحار في المسافات لأن الحب أسمى ما في الوجود.

اعتمدت حنان علي على ظاهرة تكثيف العبارة وانتقاء المفردات البسيطة والرقيقة والملائمة للحياة الراهنة التي يألفها الإنسان المعاصر إضافة إلى أنها تضمن عبورها إلى عوالم أخرى تحترم معانيها وتتأثر بعواطفها.

يذكر أن الشاعرة حنان علي ترجمت كثيراً من النصوص المنشورة في الصحف وكتبت العديد من النصوص الأدبية وهي معدة لبرنامج ثقافي واجتماعي في قناة سورية دراما في التلفزيون العربي السوري.


محمد خالد الخضر

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق