الشباب في الدراما السورية.. توسع طبيعي أم حاجة لظرف إنتاجي

30 حزيران 2014

.

تشهد الدراما السورية في هذا الموسم الدرامي وقبله بنسبة أقل في الأعوام الثلاثة الماضية وجودا كبيرا للشباب سواء كممثلين أو كتاب أو مخرجين حتى ظهرت أنواع من الأعمال يطلق عليها تسمية مسلسلات شبابية كونها كتبت وقام ببطولتها وتولى إخراجها شباب جدد على الساحة الفنية سواء من الأكاديميين أم من الهواة ذوي الخبرات البسيطة.

وتأتي تسمية الدراما الشبابية لتعطي لهذه الأعمال أحيانا إعفاء من التقييم والنقد على أساس أن هؤلاء لا يتمتعون بالخبرة الكافية وضرورة دعمهم تتطلب التغاضي عن المستوى الفني الذي يقدمونه فتتعدد الآراء حول ذلك فمنها من يرجع هذا الوجود الواسع في الساحة الفنية للهواة من الشباب أو الخريجيين الجدد للظرف الإنتاجي الصعب وأخرى تراه تطورا طبيعيا تحتاجه الدراما للتجدد معتبرين أن الأفضل سيبقى مع الوقت لينزوي بعدها السيىء جانبا.

لكن الأبطال الحقيقيين لهذه التجربة يقدمون آراء أخرى فتؤكد الممثلة غير الأكاديمية رشا فياض التي تشارك في ثلاثة أعمال هذا الموسم اثنان منهم صورا خارج سورية أن موهبة الممثل هي الركيزة الأساسية لإثبات وجوده وأن الأزمة التي نعيشها والظرف الإنتاجي الصعب أتاح الفرصة للكثيرين من الممثلين الشباب الموهوبين ليأخذوا فرصتهم سواء من الأكاديميين أو غير الأكاديميين واستطاعوا إثبات أنفسهم في ما قدموه.

وتوافقها في ذلك الممثلة شذى البني التي تشارك في عدد من الأعمال المحلية هذا الموسم وتبين أن الشهادة الأكاديمية ليست معيارا لإتاحة الفرصة للممثل فهناك الكثير من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لم يحصلوا حتى الآن على فرصة لتقديم ما لديهم فالموهبة تأتي أولا.

أما الممثلة رؤى البدعيش التي تلعب دور بطولة في مسلسل بحلم ولا بعلم والتي دخلت التمثيل بعد أن كانت مساعد مخرج في مسلسل سوبر فاميلي الجزء الثاني فتقول إن كون الممثل أكاديميا وخريج المعهد العالي للفنون المسرحية يفتح له الفرصة لتعرف المخرجين عليه ومن ثم إعطائه الفرصة الأولى مشيرة إلى أن عملها كمساعدة مخرج أمن لها الفرصة في التمثيل كونها غير أكاديمية.

بدورها الممثلة سالي أحمد وهي بدورها غير أكاديمية وتشارك في بطولة مسلسل شركة ضايعة مع مشاركات في ثلاثة أعمال أخرى تقول إن الأزمة ليس لها أي تأثير على ما تشهده الساحة الدرامية من انتشار واسع للممثلين والكتاب والمخرجين الشباب فهذا تطور طبيعي للدراما ومن الضروري أن تأخذ المواهب الشابة فرصتها للظهور.

وتعبر الممثلة ساندي النشواتي التي تشارك في ستة أعمال هذا الموسم عن عدم رضاها بالأجر الذي تتقاضاه الوجوه الجديدة في الدراما بسبب الظرف الإنتاجي الصعب والميزانيات المحدودة للأعمال التي تصور في هذه الفترة وتوافقها في ذلك الممثلة دانة نصري المشاركة بسبعة أعمال كضيفة وببطولة مسلسل بحلم ولا بعلم.

وتقول نصري إن الأجور الضعيفة التي نتقاضاها تأتي بذريعة أننا جدد ولا نملك الخبرة ولا يمكن هنا مناقشة الجهة الإنتاجية لأن الفرصة ستذهب لممثلة أخرى فورا معبرة عن استيائها من أن أغلب الأدوار التي تعرض عليها هي تجسيد للفتاة الجميلة الدلوعة حتى صارت تعرف نوعية الشخصية التي ستلعبها قبل أن تعرض عليها.

وتوافقها الرأي الممثلة ميسرة الجندي المشاركة بعدد من الأعمال هذا الموسم وتؤكد ان حكم المخرجين على الممثلين الجدد يكون غالبا من خلال الشكل وأن كان الشكل مهما للممثل لكن الموهبة هي الأساس الذي يكمل للممثل شخصيته الفنية.

وفي حين تبدي أغلب الوجوه الشابة تفاؤلها بما تحمله لهم الأيام القادمة في الدراما السورية من أدوار وشخصيات يستطيعون أن يثبتوا مواهبهم من خلالها ولكن منهم من يستعجل الشهرة فيبالغون في تقديم شخصيات «كرتكرات» قد تكون نهايتهم الفنية من خلالها وهناك آخرون ينتظرون الفرصة مع العمل بما هو متاح.

يقول الممثل الشاب الأكاديمي كرم الشعراني إن الممثل بشكل عام يطمح ليقدم الأفضل وبالنسبة لي أنا راض عما قدمته وأطمح لأجسد أدوارا أكبر وبشكل أفضل لافتا إلى أن عددا من الممثلين الشباب أخذوا فرصا كثيرة كان هناك من هم أحق بها منهم من الممثلين الخريجين وهو رأي الكثيرين من المتخصصين بالإنتاج الدرامي.

وعن الكتابة للدراما تقول الكاتبة الشابة ربا الحمود التي كتبت عددا من لوحات مسلسل بقعة ضوء وفيلما تلفزيونيا بعنوان أم البيع الشباب هم الأقدر على تقديم مشاكلهم وعندما يقدمون رؤاهم يطرحون أفكارا متجددة وبعيون تتطلع إلى المستقبل بكل ما أوتيت من إبداع معتبرة أن أي فرصة تتاح للكاتب الشاب هي اختبار لموهبته وقدرته على إثبات نفسه ككاتب درامي.

وفي الفرص التي تتاح للمخرجين الشباب ممن كانوا في الفترة الماضية مساعدي مخرج تقول المخرجة الشابة سارة الزير التي أنهت تصوير مسلسلها الأول سن الغزال إن غياب عدد من المخرجين المعروفين عن العمل في الدراما السورية بسبب سفرهم وعملهم في الخارج أتاح لعدد من المخرجين الشباب الفرصة أن يتقدموا وينجزوا أعمالا تحمل اسمهم ورؤيتهم الشبابية لسد هذا الفراغ.

وتضيف إن الحكم على مستوى هذه الأعمال التي يخرجها الشباب يبقى للجمهور وهذا يحدد جدارة هؤلاء المخرجين بالبقاء والاستمرار أم لا مبينة أن دخول العناصر الشابة للدراما ساعد على إبقاء عجلة الإنتاج الدرامي في حالة دوران داخل سورية.

وعن كيفية الحصول على الفرصة الأولى في التمثيل يقول بعض الممثلين إن العلاقات الشخصية والمحسوبيات يكون لها النصيب الأكبر في إتاحة مثل هذه الفرص ومن ثم تأتي الموهبة لتثبت جدارة هذا الوجه الجديد بالمتابعة والحصول على أدوار أهم أم لا.

وأحيانا تعلن بعض شركات الإنتاج عن إجرائها اختبارات قبول لبعض الوجوه الشابة لتضمها إلى قوائم الممثلين في الأعمال التي تنتجها وإن كانت هذه طريقة عادلة ومحترمة في إتاحة الفرصة أمام الجميع ليقدموا ما لديهم إلا أنها تبقى محدودة وغير منتشرة في الوسط الفني بسبب ما تشهده العملية الإنتاجية للدراما من تكتلات وشللية ومحسوبيات لا تصب دائما في مصلحة الدراما السورية في العموم.

ومن ناحية أخرى هناك آراء تدعو إلى عدم قوننة العمل في الصناعة الدرامية لأن ذلك سيخرجها من دائرة الإبداع وتفضل هذه الآراء ترك الجميع ليعملوا ويقدموا ما لديهم بالأسلوب الذي يريدون ويأتي فيما بعد التقييم من الجمهور الذي سيفرز الغث من السمين في الدراما وعندها يتكرس نجاح المبدعين وينحسر الفاشلون وهذا ينطبق على كل تفاصيل العمل الدرامي كونها سلسلة مترابطة تنجح أو تفشل مع بعضها.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق