وزارة الثقافة السورية تكرم العملاق وديع الصافي في دار الأسد للثقافة والفنون

08 كانون الأول 2013

.

في خطوة تسجل لها، أقامت وزارة الثقافة احتفالية تكريماً للعملاق وديع الصافي من خلال أمسية موسيقية غنائية خصصت لأغانيه، بتوزيع موسيقي جديد، أحييتها أوركسترا «أورفيوس» بقيادة مؤسسها الموسيقي أندريه المعلولي، مع حشد جماهيري كبير، وذلك مساء الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2013 في المسرح الكبير في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق.

وفي تصريح أدلت بها للصحفيين، قالت الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة: «سورية كانت ومازالت وفية لكل من أحبها، ولجميع الأصوات الصادقة والأخلاق النبيلة والفن العريق، وكل هذه الأشياء جمعت في شخصية العملاق وديع الصافي، وكما بدأت كبار الفنانين العرب من دمشق ستظل هذه المدينة الحاضنة الكبيرة والجميلة للفنانين العظماء أمثال وديع الصافي، الذي غنى لهذا الوطن، كما غنى للأخلاق النبيلة، وكانت أغانيه خير مثال في تربية الأجيال».

وأضافت الوزيرة مشوّح: «رغم حزننا على فقدان الفنان الكبير وديع الصافي، ولكن نحن سعداء على قدرتنا اليوم بعد كل ما مرت به سورية على أن ننهض من آلامنا وجراحنا وأن نستقبل في دار الأوبرا هذا الحضور الكبير لنقول معاً لسورية أننا نحبك وسنمضي معاً لننتقل إلى مستقبل أفضل».

بدأت الحفلة مع النشيد الوطني السوري، ومن ثم ألقى الشاعر رياض نعمة الابن الروحي للراحل مرثية جسدت فيها إنسانية الفقيد وتأثيره على الساحة الغنائية العربية، من عزفت الأوركسترا مقطوعة موسيقية لأداجيو ألبينوني كتحية لروح وديع الصافي.

شارك في الحفل بعض الأصوات المنفردة لتؤدي أغاني وديع الصافي حيث أدى الفنان حسين عطفة أربع أغاني وهي «راحو الغوالي يا دنيا، طلو حبابنا، رح حلفك بالغصن يا عصفور، جنات على مد النظر»، وأدى الفنان حبيب سليمان «أرضي عم تآسي، ياسيد السلام»، أما الفنانة كارمن توكمجي أدت «لعيوني غريبة» وغنى الفنان الشاب معن درويش أغنية «على الله تعود». وختام الحفل كان مع مختارات من أغاني العملاق تم أداءها من قبل الكورال كغناء جماعي.

ووزع الأغاني موسيقياً كل من عدنان فتح الله، صالح كاتبة، كمال سكيكر.

وفي نهاية الحفل التقى اكتشف سورية بالموسيقي اندريه المعلولي قائد الأوركسترا وكان هذا الحديث عن الحفل بشكل عام فقد قال:«العملاق وديع الصافي كان يكن بحب كبير لسورية، التي بدورها حضنته منذ بداياته، وأعطته الرعاية أيضاً في السنوات الأخيرة من عمره، وأولى هذا الفنان الكبير بحصة كبيرة من أغانيه لبلدنا، فضلاً على انه أعطى للساحة الغنائية العربية مكتبة من أجمل الألحان والكلمات، ومن هنا كان تكريمه واجباً علينا لنرد له جزء من جميله خلال هذا التكريم المتواضع الذي لا يشكل شيء مقابل مما قدمه للأغنية العربية».

وقال أيضاً: «عندما طلبت مني وزارة الثقافة أن أقدم حفلة تكريماً لوديع الصافي، فكرت أن أشتغل على موسيقا أغانيه بطريقة أكاديمية جديدة، وليس كما يقدمونه ممن سبقونا بشكل تقليدي، وكانت محاولة لننقل أعمال المحتفي به من المحلية إلى العالمية وذلك من خلال توزيع موسيقي جديد وتطعيمه بالهارموني وبالتالي يمكن لهذه الأعمال أن تعزف على أي مسرح، وبأي بقعة من المعمورة، وخاصة أن أغاني "الصافي" تحمل رسالة إنسانية وينبغي أن تكون رسالة لكل العالم وسفيرة للأغنية العربية على كل المسارح، ومن هذا المنطلق بدأنا العمل بمشاركة بعض الأصدقاء الموسيقيين الذين أوكلت لهم مهمة التوزيع الموسيقي المناسب لمجموعة موسيقية كبيرة وبآلات مختلفة بحيث لا تأثر على هوية الأغنية ولحنها الأساسي، وبدون تشويه لهيكلية الأغنية، ولكن أدخلنا عليها بعض الجمل الجانبية والهارموني، وبعض آلات إضافية، وحاولنا أن نوظف القواعد الموسيقية العالمية لخدمة اللحن الأساسي».

وعن اختيار الكورال قال: «واجهنا بعض الصعوبات في اختيار الكورال، لأن للغناء الجماعي خصوصية، وخاصة في هذا الشكل الغنائي، وتم الاستعانة بالسيدة رجاء الأمير شلبي، كونها لها باع طويل بتدريب الأصوات في الغناء الجماعي، واستطعنا أن نختار بعض الأشخاص لهذه المهمة، وبدورهم عملوا بجهد كبير خلال فترة قصيرة، وكنت أتمنى أن يكون الكورال أكثر عدداً، ولكن كانت هناك بعض المسائل منعتنا من ذلك، وباعتقادي أدى الكورال واجبهم بصورة جيدة».

عن الأصوات المنفردة تابع المعلولي حديثه قائلاً: «اتجهنا في البداية لعدة خيارات، وكان من المفترض وجود الفنانة ليندا بيطار في هذه الحفلة وللأسف كانت خارج دمشق ومنعتها الظروف للوصول إلينا ، وشارك الحفل، المغني حسين عطفة، الذي يملك صوتاً جميلاً مناسباً لأداء ما اخترناه له، وأدى مهمته بنجاح ملحوظ، أما الدكتور حبيب سليمان كان وجوده مهماً كونه عاش فترة زمنية مع الراحل وديع الصافي، ولا أتخيل بأنه هناك أحد غيره يستطيع أداء الأغنيتين اللتين أداهما، ومشاركة المغنية كارمن توكمجي، كانت الغاية منها إظهار أغاني وديع الصافي بصوت أنثوي، والشاب معن درويش الذي قدم أغنية واحدة كانت تجربته الأولى وأجاد هذا اللون من الغناء، وعموماً لا نقول بأننا أتينا بخليفة لوديع الصافي بل حاولنا أن نقدم أغانيه بنجاح لأن صوت وديع الصافي لن يتكرر، حيث تم اختيار الأصوات بالتشاور مع الموسيقيين الموزعين وبعض الأصدقاء المعنيين بالموسيقا».

وأنهى المعلولي حديثه قائلاً: «السيدة وزيرة الثقافة لبانة مشوّح أصرت حضور أشخاص من أهل الراحل في هذه الاحتفالية، لأن وجودهم يعطينا مصداقية أكثر في هذا العمل، وتم تواصل مع أبنائه، وجاءنا الأستاذ "جورج وديع الصافي" وأبدا بسروره وشكره لهذه الخطوة وأبى أن يحضر إلى دمشق ليكون معنا برفقة الشاعر رياض نجمة الذي يعتبر الابن الروحي لوديع الصافي، وكانا متأثرين جداً، وقال السيد جورج بأن خطوتكم هذه رائعة، وهذه هي سورية التي تبدأ منها الجميل دائماً».

يشار أن أوركسترا «أورفيوس» قد تأسست عام 2004 على يد الموسيقي أندريه المعلولي، تضم ثلاثين عازفاً وعازفة من ذوي الخبرة العالية في مجال العزف ولهذه الأوركسترا حفلات عديدة حيث تقدم عادة في برامجها الموسيقا العالمية بشكل احترافي محبب ومبسط وسلس.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    حفل تكريم العملاق وديع الصافي في دار الأسد للثقافة والفنون

    حفل تكريم العملاق وديع الصافي في دار الأسد للثقافة والفنون

    حفل تكريم العملاق وديع الصافي في دار الأسد للثقافة والفنون

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق