إحدى أكبر الدمى الطينية الأنثوية الجالسة والمكتشفة بشكل كامل
20/آب/2008
ألقى الباحث الياباني الدكتور «يوشيهرو نيشياكي» محاضرةً بالمتحف الوطني بدمشق بعنوان «مولد الإلوهية» دمية أنثوية طينية استثنائية من العصر الحجري الحديث، وهي تُمثّل واحدةً من صفات العناصر المكتشفة في المواقع التي تعود إلى العصر الحجري الحديث في سورية 9500-5500 ق.م.
وقال نيشياكي: «إن اكتشاف الدمية الطينية الكبيرة مع رأسٍ حقيقي كامل في تل سكر الأحيمر بمحافظة الحسكة في عام 2004، كان مفاجأةً كبيرة لنا وهي تعود إلى بداية الألف السابع قبل الميلاد».
وأضاف «إن الدمية اكتُشفت تحت أرضية إحدى الغرف المربعة الشكل والتي كانت منفذة من الجص، وهي المرة الأولى التي تكتشف في تل سكر الأحيمر دمية أنثوية ضمن هذا السياق الطبقي على أن الرأس والجسم كانا قد انفصلا وأعيد تركيبهما لاحقاً».
صُنعت الدمية من الطين الناعم غير المشوي، وكان ارتفاعها في وضعية الوقوف يصل إلى14.2 سم وعرضها يتراوح بين 9 و10 سم عند القاعدة التي تأخذ شكلاً مربعاً، وهي تُجسّد أنثى في وضعية الجلوس.
وبيَّن نيشياكي أن الدراسة الدقيقة لسطح الدمية تشير إلى أنها كانت ملونة بشكل كامل، حيث زخرف سطحها الأساسي باللون الأصفر الداكن، ويظهر آثار صقل رطب ولمعان كما لو أنها كانت مصنوعة من الفخار، كما لوحظت بقايا زخرفية نفذت باللونين الأحمر والأسود.
وأضاف «أن هذه الدمية فريدةٌ من نوعها، وتحمل صفات مميزة حيث تعتبر إحدى أكبر الدمى الطينية الأنثوية الجالسة والمكتشفة بشكل كامل، وذلك بالمقارنة مع مجموع الدمى العائدة لنفس الفترة الزمنية والمكتشفة في موقع تل سكر الأحيمر وفي مواقع أخرى مثل تل بقرص، وتل الصبي الأبيض، وتل كشكشوك.
وقد نُفّذت هذه الدمية بمهارة فنية عالية، وكانت طريقة تجسيد الملامح واقعية ودقيقة بما في ذلك الشعر والحواجب والعيون والأنف وأقسام الجسم المختلفة.
وخلص المحاضر الياباني إلى أن مجموع الشواهد التي تظهرها الدمى الأنثوية المكتشفة في تل سكر الأحيمر قد تسلط الأضواء من جديد لحل لغز الوظيفة الرمزية والعملية للدمى الأنثوية العائدة إلى العصر الحجري الحديث.
وبعد المحاضرة قدَّم الخماسي الموسيقي راني الياس، ونزار عمران، وحسان طه، وعماد منصور، وشربل أصفهان، حفلةً موسيقية عزفوا خلالها مقطوعات موسيقية كلاسيكية لـ هاندل ورافيل.
|