هذا الموقع برعاية |
الصفحة الرئيسية | شروط الاستخدام | من نحن | اتصل بنا
|
إعداد وتنفيذ الأوس للنشر |
نسخة تجريبية
منذ بداية فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية في مطلع العام 2008، والصحفيون على علاقةٍ وثيقةٍ بها. نراها بشكلٍ شبه يومي والابتسامة تعلو وجهها دوماً رغم ضغط العمل الشديد. لم تتأخر يوماً عن تقديم المساعدة لأحد منّا أو تبخل في إعطاء أي تصريح للصحافة مهما كانت انشغالاتها. تُباشر كل التفاصيل بنفسها وتحرص على أن يكون كل شيء بشكله الأمثل.
«اكتشف سورية» التقى بالدكتورة حنان قصاب حسن -الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، لتتحدث لنا عن تقييمها للثمانية أشهر الماضية، ولنحاول معرفة تفاصيل تتعلق بالأشهر القليلة الباقية من عمر الاحتفالية.
مضى ثمانية أشهر من عمر الاحتفالية. ما تقييمكم للمرحلة الماضية؟
«يمكنني القول أنني راضيةٌ عن عملنا في الاحتفالية بنسبة 90%، خاصة في المحاور الأساسية المتعلقة بالتنمية المستدامة، كتأهيل الشباب والبنى التحتية، والتوثيق والأرشفة، ومازلنا نعمل في هذا المجال على عدّة مستويات في وقتٍ واحد. اعتقد أننا حققنا أهداف الاحتفالية في وضع اسم سورية على الخارطة الثقافية العالمية، وإثارة نوع من الحركة والديناميكية في المدينة خلال هذا العام، أما الـ10% الباقية فلها علاقة بعددٍ من المشاريع التي كنّا نرغب في تنفيذها ولم نتمكن من ذلك بسبب كون حجم العمل المطلوب كبيرٌ جداً مقارنة بعدد العاملين في الأمانة».
نبقى في نفس المحور من نشاطات الاحتفالية «الـتأهيل». دربّتم مجموعة من الكوادر الشابة في مجالات التنظيم والعلاقات العامة وإدارة المهرجانات. كيف يمكن الاستفادة من هؤلاء الشباب بعد انتهاء الاحتفالية؟، هل هناك تصورٌ لذلك؟
«الكوادر التي عملت معنا وصلت إلى مرحلة ممتازة من التدريب، نظراً لنوعية النشاطات التي عملوا عليها والبعد العالمي الذي اكتسبته. إلا أن التأهيل لم يكن فقط من نصيب الشباب العاملين معنا بل قمنا خلال الفترة الماضية من عمر الاحتفالية بإقامة دورات تدريبية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى وكلية الفنون الجميلة. جزءٌ من هذه الدورات دخل في صلب المنهج الدراسي لأولئك الشباب، فمثلاً الممثل البريطاني بروس ميرز الذي أدى دور "المفتش الكبير" من إخراج بيتر بروك، سيقوم بإجراء دورة تدريبية لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل، وستنتهي بعرضٍ مسرحي أي أنها ستكون جزءاً من دراستهم لهذا العام، وفي أجزاء أخرى سيكون لهم تجربة مع المسرحي اللبناني روجيه عسّاف والتونسي توفيق الجبالي، وبذلك يكون الطلاب قد تدربوا على أيدي ثلاث أسماء مسرحية مهمة على المستوى العربي والعالمي. كذلك الأمر بالنسبة لطلاب المعهد العالي للموسيقى حيث نظمنا دروس"Master class" يديرها فنانون كبار في مجال الموسيقى، ودربنا مجموعة من كادر المتحف الوطني حول كيفية تنظيم المعارض الكبرى وكل العمليات التي لها علاقة بالتعامل مع قطع فنية أو ثرية من سوية عالية وذلك في إطار التحضير لمعرض "Victoria and Albert" الذي سيُقام في شهر تشرين الثاني. يمكنني القول أن محور التأهيل كان من المحاور الناجحة واعتقد أن نتائجه ستظهر فيما بعد على الشباب الذين يمكن الاستفادة منهم في أي نشاط ثقافي مشابه ستشهده البلاد في الفترات المقبلة، ويضاف إلى ذلك أمر في غاية الأهمية وهو تغذية الذاكرة البصرية لهؤلاء الشباب من خلال رؤية عروض وفعاليات متنوعة وعلى مستوى عالمي واعتقد أن ذلك سيكون له تأثيره على شكل عملهم في المستقبل».
لنتحدث بصورة مفصلة أكثر عن فعاليات الاحتفالية المختلفة. هل فعلاً بدأ زخم الاحتفالية بالتراجع؟
« أبداً، لدينا مفاجآت مهمة خلال شهر تشرين الأول. سيكون التركيز في الفترة القادمة عموماً على المعارض الفنيّة، فخلال الشهر القادم سيكون لدينا خمس معارض ضخمة، وفي شهر تشرين الثاني سنقيم معرضين ضخمين أيضاً، ربما ستكون الأنشطة الفنّية أقل مقارنة بالأنشطة الفكرية، وسنركز أيضاً في المرحلة المقبلة على العروض المسرحيّة السورية، لدينا عروض جمال سليمان، وغسان مسعود، وبسام كوسا، وعبد المنعم عمايري،كما سنقدم فيلم كرتون على شاشة التلفزيون يُعرّف بتاريخ دمشق. المهم هنا أننا سنشهد المزيد من الفعاليات السورية في الاحتفالية والسبب في تركها للأشهر الأخيرة أنها لم تصلنا مكتملة إلا في وقتٍ متأخر مقارنة بالعروض العربية والعالمية التي تم تقديمها، وستشهد الاحتفالية تدريجياً خطوات باتجاه القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م، وسنركز في فعالياتنا شيئاً فشيئاًً على هذا المنحى، ونعدكم بمفاجأة من العيار الثقيل في شهر كانون الأول».
معالي الدكتورة تحدثت عن الكثير من المفاجآت هل لنا أن نأخذ فكرة عنها؟
ضاحكةً « لن أعلن عن أي شيء إلا في حينه».
سمعنا عن أوبرا «زنوبيا» التي سيتم عرضها في سورية لأول مرّة. هل من تفاصيل أكثر؟
«ستعرض أوبرا "زنوبيا" على مسرح مدينة تدمر في شهر تشرين الأول، وهي أوبرا تنتمي إلى عصر الباروك إلى القرن السادس عشر، لكنها ليست أوبرا ضخمة وقد حرصنا على المحافظة على طابعها الأصلي».
وهل ستعرض في مدينة تدمر فقط؟
«نعم في مدينة تدمر الأثرية فقط ، لأننا حرصنا على عرضها ضمن إطارها المكاني والتاريخي الأصلي، وسنقدم التسهيلات اللازمة لحركة انتقال الجمهور من دمشق إلى تدمر».
نعود للمفاجآت، هل تحدد موعد زيارة السيدة فيروز الثانية إلى دمشق؟ وبمناسبة الحديث عن السيدة فيروز هل لنا أن نعرف تفاصيل أكثر عن إنتاج الأمانة لألبومها القادم؟. سمعنا أنكم قمتم بزيارتها خلال وجود زياد الرحباني في دمشق!
«ستقوم الأمانة فعلاً بإنتاج ألبوم السيدة فيروز الجديد، والزيارة التي تحدّثتم عنها تمت بالفعل وعمليات تسجيل الألبوم ربما تكون جارية الآن خاصّة أنّ جزءاً منه جاهزٌ، وسيتم إنجازه قبل نهاية العام 2008. السيدة فيروز بدت سعيدة بالتعامل معنا، أما عن موعد زيارتها القادمة إلى دمشق فسنعلن عنه في الوقت المناسب».
ماذا عن الحفلات التي أحياها الفنان زياد الرحباني في دمشق، ماذا لمستم من انطباعاته عن هذه الحفلات وعن الجمهور السوري والموسيقيين السوريين الذين تعامل معهم؟
«زياد كان سعيداً جداً بوجوده في دمشق، وأبدى إعجابه بكفاءات الموسيقيين السوريين وأصبح لديه ثقة بهم، وأعلن عن رغبته بالتعاون معهم في أعمالٍ كثيرةٍ قادمة، كما عبّر عن إعجابه أيضاً بحساسية الجمهور السوري، وقدرته على التفاعل مع القطع الموسيقية الصعبة، وقال بأن هذا الجمهور يعرف كيف يتفاعل مع الأغنية، كيف ينصت أو يصفق وقت الضرورة».
بعد سلسلة الحفلات الغنائية الناجحة للفنان زياد الرحباني وليالي موسيقى العالم، وغير ذلك من التظاهرات الفنيّة والغنائية العالية المستوى، لاحظنا غياب الفنانين السوريين الكبار عن الاحتفالية مثل صباح فخري ما السبب في ذلك؟
«السبب هو انشغال الفنان صباح فخري نفسه، حيث طلبت منه إحياء حفل جماهيري منذ بداية الاحتفالية، ووعدني أكثر من مرّة لكنه دائماً مشغول، آخر مرّة كان لدينا تصور عن إحياء حفل في 2 آب 2008 لكنه أيضاً تم تأجيله، وأخشى أن تأخير الحفل سيحرم الكثيرين من حضوره لأنه لن يتسنى لنا إقامة الحفل في الأشهر المقبلة في أماكن كبيرة أو مسرح مكشوف».
ماذا عن الفعاليات الثابتة في برنامج الاحتفالية، كنادي الذاكرة، وفعاليات موسيقى الشباب، وألف تحفة وتحفة، ونادي القراءة للأطفال، وغيرها من الأنشطة التي بدأ أهالي دمشق بالاعتياد على حضورها شهرياً. هل هناك تصور عن استمراريتها بعد انتهاء الاحتفالية؟
«نحن نرغب بذلك ولكن لا نعلم من هي الجهة التي يمكن أن تتولى الإشراف على هذه الأنشطة بعد انتهاء الاحتفالية، ربما يكون للجمعيات الأهلية دور في ذلك. عموماً نحن ندرس أكثر من صيغة للتعاون معها بحيث نعمل معاً على مشاريع ثقافية وتنموية في ذات الوقت، بحيث يكون المشروع الثقافي أكثر التصاقاً بالمجتمع».
أخيراً، هل كان لجامعة الدول العربية أي دور في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008؟
«قدّمت لنا جامعة الدول العربية الدعم المعنوي اللازم، كما تعاونت معنا في تنظيم مؤتمر التوثيق الإلكتروني في شهر أيار الماضي، وورشة عمل حول توثيق الفولكلور المنعقدة حالياً في دمشق بين 6و11 أيلول الجاري، ونسعى حالياً لتنظيم ندوة مع اتحاد الكتّاب العرب حول قوانين النشر، والقوانين الجمركية لتسهيل حركة انتقال الكتاب بين الدول العربية».
معالي الدكتورة حنان قصاب حسن الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية نترك لك ختام الحديث
«أسّسنا في هذه الاحتفالية للكثير من المشاريع المستقبلية، والرهان الحقيقي سيكون على استمرارها، أنا متفائلة بذلك».
محمد الأزن
اكتشف سورية
المشاركة في التعليق