الانتماء: معرض جماعي للفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة

18 أيار 2013

.

أكثر من مئتي عمل تشكيلي ونحتي ووثائقي ضمهم معرض "الانتماء" الذي افتتح اليوم في الصالة الرئيسة بكلية الفنون الجميلة وشارك فيه أقسام النحت والتصوير والحفر والطباعة والعمارة الداخلية والاتصالات البصرية من طلاب السنتين الثانية والثالثة بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية حيث يستمر هذا المعرض حتى العشرين من شهر أيار الجاري.

وتضمن المعرض بانوراما غنية من الأعمال ذات السوية الفنية العالية التي استندت في مجملها الى الإرث الحضاري لسورية بما في ذلك لوحات لشخصيات وطنية وحقب حضارية غنية من حياة السوريين منها الحقبة البابلية والفينيقية ومن الشخصيات التي قارعت المستعمر العثماني والفرنسي ووقفت في وجه الاستبداد والظلم على مر السنين وفي مقدمتهم البطل يوسف العظمة والمجاهد صالح العلي والمجاهد سلطان باشا الأطرش والرئيس الراحل شكري القوتلي والروائي حنا مينة والأديبة كوليت خوري والشاعر محمد الماغوط والعلامة محمد سعيد رمضان البوطي إضافة لمحاكاة الأوابد الثقافية والعمرانية في مدن دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية.

وقالت هبة سليم منسقة المعرض إن هذه الفعالية تعبر عن الرغبة لدى جيل اليوم لتعزيز مفهوم الانتماء في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ودعم مواهب فنية شابة تريد أن تقول كلمتها في حب سورية الوطن والدولة بعد تعرض الجامعات السورية لاعتداءات إرهابية طالت العديد من المرافق الأكاديمية على امتداد الأرض السورية كان آخرها الاعتداء على طلاب كلية العمارة بدمشق.

بدوره قال الدكتور أحمد يازجي رئيس قسم الاتصالات البصرية في الكلية إن معرض هذا العام يأتي نتيجة فنية لجهود عام دراسي كامل خاضه طلاب كلية الفنون الجميلة في ظروف صعبة لم تثنهم عن إكمال مشاريع تخرجهم ومتابعة الدروس والمحاضرات مع الكادر التعليمي في الكلية ففي هذا المعرض نرى قدرة الطالب السوري وإرادته لتحقيق ميوله الإبداعية رغم الظرف الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي تمر به بلاده وهذا واضح من التنوع الفني الكبير بين الأعمال الفنية والنحتية والتوثيقية البصرية التي استلهمت موضوعاتها من الحضارة السورية العريقة.

وأوضح يازجي في حديث خاص لـ سانا أن طلاب الفنون الجميلة قدموا في معرضهم خبرات فنية وتقنية وجمالية كبيرة كانت مفاجئة حتى لأساتذتهم ما يدفع للتفكير بنقل هذا المعرض الضخم والمتنوع خارج الكلية حتى يتم إطلاع أكبر شريحة من المهتمين والمتابعين لحركة الفن التشكيلي السوري حيث نركز في مختبراتنا الفنية على طريقة التفكير الإبداعي لدى الطالب تستطيع أن توفر له المخيلة المتحفزة والجرأة الفنية اللازمة لتحقيق عمله واكتشاف أساليب خاصة به مع التركيز على علوم الجمال وتكوين الرؤى الفنية التي يحتاجها الفنان في صياغة أعماله مرتفعاً بذائقته وبذائقة الملتقي.

وأضاف رئيس قسم الاتصالات البصرية أن كلية الفنون الجميلة تأخذ بعين الاعتبار في خططها الدرسية عدم الخضوع لمزاج السوق السوداء بل تسهم الكلية في رفع الذائقة وتهذيب الذوق الفني للسوق من خلال الإطلاع على مشاكل السوق وأجوائه حتى يتمكن طالب الفن من إيجاد الحلول التي سيتعامل فيها مع هذا السوق.

ولفت يازجي إلى أنه منذ خمس سنوات نجحت الكلية في تحقيق قفزة نوعية على مستوى الطرح الفني الذي كان سائداً في صالات العرض الخاصة بعد تخرج دفعات من الكلية من طلاب أصبحوا في مجابهة الكليشيهات الريعية التي كانت تمليها الصالات على الفنانين ما أضعف النفس التجاري البحت في مزادات اللوحة التشكيلية وساهم في تغيير النظرة النقدية لها لكن من الطبيعي أن تظل صالات العرض لها شروطها المهنية الخاصة بالسوق مثلها مثل كل دول العالم التي تسيطر فيها الصالات على تجارة الفن.

إياد المحمود الوكيل الإداري للكلية قال إن هذا المعرض جاء لإعادة إحياء الانتماء لدى المواطن السوري الذي لطالما كان أيقونة في الوعي الوطني والتشبث بالأرض والشخصية العربية وصولاً إلى لحمة وطنية يجب تمتينها والتأكيد عليها عبر مجتمع سوري جامع لكل طبقاته ومشاربه الثقافية والروحية لذلك كانت موضوعة الانتماء التي طرحناها على طلاب الكلية كي يعبروا عنها بطريقة فنية عبر اقتباس مجموعة عناصر من الحضارة السورية والتعبير عنها إبداعياً فالبعض اختار التراث الشعبي والبعض اختار المنطلق التاريخي فيما ركز البعض على الأزياء والألوان الموجودة في الطبيعة السورية التي تعبر بشكل مباشر عن هويتنا الحضارية.

وأضاف المحمود نائب عميد الكلية أن طلاب قسم التصوير شاركوا بمجموعة من الأعمال الزيتية تنوعت بين بورتريهات ومناظر طبيعية وأعمال تراثية في حين قدم قسم الحفر والطباعة أعمالاً غرافيكية على المعدن واللينينيوم والخشب اشتغل فيها طلاب هذا القسم على الموضوعات الإنسانية واليوميات الحياتية المعيشية لنشاهد مقاطع من لوحات حملت ما يشبه حركات درامية لصورة رجل تجذر في الأرض حاملاً ولده بين ذراعيه كدلالة على الانتماء للأرض والتمسك بها.

وأوضح المحمود أن طلاب قسم الاتصالات البصرية ركزوا في أعمالهم على الموضوعات التاريخية عبر مجموعة من الطوابع واللوحات التي تمثل الفسيفساء السورية إضافة لقسم العمارة الداخلية التي اشتغلت على المراكز السياحية في سورية فضلاً عن أعمال قسم النحت التي حاكت موضوعة الانتماء في كتل توزعت على كامل فضاء صالة العرض وبأحجام كبيرة ومتوسطة لتسهم هذه الأعمال في ترسيخ دور كلية الفنون الجميلة في بث مفاهيم جديدة لدى المتلقي وجمهور الفن التشكيلي نحو صياغة قيم جمالية معاصرة تنهض بالوعي الوطني حيث سنحاول مع الاتحاد الوطني للطلبة بنقل هذا المعرض الجماعي لخارج سورية بغية التعريف بفنانينا الجدد والأخذ بيدهم في مواجهة سطوة كبريات الصالات العربية والعالمية.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق