الفن التشكيلي والموسيقى: محاضرة قدمها الأستاذ أحمد الدسوقي

07 كانون الثاني 2012

-

أقيمت في المركز الثقافي العربي، ضمن فعاليات الجمعية الكونية السورية محاضرة بعنوان: «الفن التشكيلي والموسيقى»، وذلك يوم الأربعاء 4 كانون الثاني 2012، قدمها الأستاذ أحمد الدسوقي، وذلك بحضور عدد من المفكرين والأدباء، ومن أعضاء الجمعية الكونية السورية، وعدد من الصحفيين ومن رواد المركز الثقافي.

البداية كانت في رصد العلاقة بين الموسيقى والفن التشكيلي، وما هو التأثير المتبادل بين هذين الفنين المختلفين في طبيعتهما وموادهما ولغتهما، وكانت هذه اللوحات تعبر عن الموسيقى من خلال إيجاد إيقاعات تتحدث عن مضمون اللوحة من حيث الوصف والتعبير، وقد رافقت هذه المحاضرة لوحات فنية تشكيلية لكلاً من بيكاسو صاحب اللوحات التكعيبية التجريدية، وليوناردو دفينشي صاحب المونليزا، على موسيقى بتهوفن التي وصفت الحرب والآلهة، بالإضافة للوحة بعد الظهيرة لفان غوغ ومقطوعة بعد الظهيرة عند إله الريف لديبوسي، ولوحة الحلم لبيكاسو ومقطوعة حلم لغوستاف مالر، ولوحة انطباع الصباح لمانيه ومقطوعة مزاج الصباح لادوارد غريك وغيرها.

من هذا السؤال يحدثنا الأستاذ أحمد الدسوقي قائلاً: «إن العلاقة بين الموسيقى والفن التشكيلي، أو بين الصوت واللون تتضح من خلال تتبع المراحل التي مر فيها كل من الفنين في تطورات اتجاهاتهما ومدارسهما وأساليبهما، بالنسبة للفنان التشكيلي الذي يسعى نحو تخطي التجسيد في اللوحة توفر الموسيقى مرشداً لأنها تمثل نموذجاً للتجريد في شكله الصرف والمطلق، وكما يقول فرانسس غاي إن الموسيقى تحرر من التجسيد والمحتوى السردي، وهي توفر قابلية التواصل المباشر مع عالم الروح والعاطفة لذلك كانت الموسيقى ملهماً للفنانين الذين يسعون إلى تحقيق نفس الأهداف في تجاوز المجسد والمرجعي في الفن».

ويضيف قائلاً: «إن النزوع الجارف الذي دفع كل من الموسيقى والفن التشكيلي إلى تجاوز لغة التجسيد والسرد والتمثيل في القرن العشرين لم يكن فقط بحثاً عن لغة جديدة، بل كان في جوهره ثورة على الأشكال التقليدية ورغبة في استعادة الفطري والعفوي في الفن عبر التحرر من الشكل والمرجعيات الواقعية».

ويؤكد «إن النزعة التجديدية والتجريدية في أعمال المؤلفين الموسيقيين في بداية القرن العشرين قد تركت بلا شك تأثيراً حاسماً على الفنون البصرية بشكل عام، وفي بداية القرن العشرين كان الفنانون يتجاوزون حدود الأسلوب التجسيدي في الفن في نزعة قوية بدأت تقترب من التجريد مع التكعيبية والتعبيرية، لقد أدت هذه النزعة إلى تطوير أدوات وظفت الألوان في اللوحة بشكل جديد مما أدى في النهاية إلى ظهور بنية تشكيلية جديدة لا تهتم بالقواعد التقليدية الشكلية للرسم ».‏‏‏

ويتابع قائلاً: «يبدو لنا من الممكن أن نرى العلاقة المتبادلة بين التطورات التي طرأت على كل من الموسيقى والفن التشكيلي، وتتضح تلك العلاقة في التزامن بين انهيار ونهاية الأساليب القديمة في كل من الفنين، فهل كانت تعبيرية كل من مونيه فيالفن التشكيلي، و ديبوسي في الموسيقى تعبيراً عن روح واحدة، و يمكن لنا أن نوجهه كمثال على علاقة الموسيقى باللون، ولا تبدو الإجابة بالطبع سهلة أو قطعية في حال توافرها، لكن محاولة الإجابة قد تلقي بعض الضوء على موضوع لم يدرس بجدية حتى الآن، إنه العلاقة بين الصوت واللون كمادتين للإبداع الفني».

ويختتم قائلاً: «هل يمكن حقاً قراءة تلك العلاقة الغامضة بين اللون والصوت، وكيف يمكن مثلاً أن نتبين تأثر موسيقى موزارت بأسلوبيات واتجاهات الفن التشكيلي في عصره أو العكس، وإذا افترضنا حتمية التأثر والتأثير المتبادل بين الفنون، فما هو تأثير لوحات بيكاسو مثلاً على معاصريه من الموسيقيين، وهل يمكن تحديد عناصر معينة في أعمال بيكاسو يمكن ردها إلى تأثره بموسيقى عصره‏‏‏».


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق