شابة سورية تحصل على جائزة أفضل كتاب عربي

29 تشرين الثاني 2011

تقدم الباحثة السورية سجا طه الزعبي كواحدة من جيل الشباب الذي يعمل على تكوين رؤية بحثية متسلسلة ومنطقية فيما يتناوله من قضايا اضافة للعمل الدؤوب على اختيار قضايا مجتمعية مر العديد من عندها مرور الكرام وهو ما شجع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية على منحها جائزة أفضل كتاب عربي حول المرأة خلال عام 2010 عن بحث لها بعنوان دور المرأة في الاقتصاد المنزلي يوثق واقع المرأة في قرى مناطق بولدات محافظة درعا ازرع والصنمين من خلال عينة شملت اكثر من 150 أسرة ودور المرأة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة واتخاذ القرارات الاقتصادية والمنزلية اضافة لدورها وحضورها في قضايا الزواج والارث والعمل.

وتخلص الزعبي إلى نتائج قد تكون صادمة للرأي العام العارف بخصوصية القرى في هذه المناطق لتؤكد أن نتائج العينة المبحوثة تشير الى غياب وتراجع الاهتمام بالصناعات اليدوية بعد أن شكلت خلال العقود السابقة نقطة جذب واستثمار للمراة في تلك المناطق أضافة إلى غياب المشاريع الانتاجية المبتكرة الخاصة بالمراة في جانب الصناعات الحيوانية والتي اخذت هي الاخرى بالتراجع لجملة متغيرات مرتبطة بالواقع اهمها التعليم الذي ترتفع نسبته عاليا وهو ما بات يشكل عائقا امام اهتمام المراة في المشاريع الاسرية ذات العوائد المالية.

وقالت سجا الزعبي لنشرة سانا الشبابية.. ان النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة إيجابية بعمومها أظهرت الوجه المضيء لواقع المرأة ودورها المهم الذي لا يمكن الاستهانة به في المجالات كافة إلا أنه من جهة أخرى لا يمكن إهمال النتائج السلبية التي تؤكد تهميش دور المرأة وخاصة أنها لا تحصل على أي مقابل مادي أو معنوي لقاء عملها في المجال الزراعي وللدقة أكثر الإنتاج النباتي الذي يعتمد بشكل كبير عليها.

كذلك بينت الدراسة عدم كفاية الوعي لأهمية الصناعات الريفية كمصدر إضافي للدخل حيث اقتصرت الصناعات الغذائية لدى نساء العينة على صناعة مشتقات الحليب كصناعة تجارية وكذلك الحال في الصناعات اليدوية حيث كانت بسيطة للاكتفاء الذاتي بالرغم من أن الطلب يزداد على هذه الصناعات لندرتها وربما يعود هذا النقص إلى عدم المعرفة بمتطلبات السوق أو إلى ضعف إمكانيات التسويق واعتبرت الدراسة أن عدم تقدير المرأة لقيمة عملها في الصناعات المنزلية وضعف التسويق من المعوقات الأساسية لزيادة دخل المرأة وبالتالي الأسرة.

وعكست الدراسة مدى التقصير في نشر الوعي البيئي حيث اقتصر اهتمام نساء العينة على الأمور البيئية المرتبطة بالصحة مباشرة دون غيرها ولرفع فعالية وسوية دور المرأة بينت الدراسة أهم العوامل المؤثرة في دورها في الاقتصاد المنزلي وهي المستوى التعليمي للمرأة ودخلها حيث كانت العلاقة طردية فكلما زاد المستوى التعليمي للمرأة وبالتالي زاد دورها ومساهمتها في الاقتصاد المنزلي وكذلك الحال بالنسبة لدخلها.

وبينت الدراسة وجود أفكار خاطئة تجاه عمل المرأة فقد كان هناك 58 بالمئة من الأزواج يرفضون عمل زوجاتهم ووجود معوقات تتعلق بالعادات والتقاليد والأفكار الموروثة.

وتلفت الزعبي من خلال الصفحات الاولى لبحثها الى الدور الحيوي الذي تقوم به المرأة في حياة الاسرة والمجتمع مبينة أن قدرة المرأة على القيام بمجمل الادوار تتوقف على ما تنال من التثقيف والتأهيل وما تحصل عليه من علم ومعرفة داعية لفتح الابواب التعليمية والمعرفية والثقافية امام المرأة باعتباره أحد الطرق لتوسيع مداركها وسبل تنمية شخصيتها وتذهب الباحثة للاستعانة بالقول الشائع إذا علمت رجلا فانك تعلم فردا ولكنك ان علمت امرأة فانك تعلم اسرة بكاملها باعتبار ان تعليم المرأة سيصل الى جميع افراد اسرتها وسيتأثرون به ويستفيدون منه.

وتشير الباحثة الى ان ثمة برامج تنموية شملت المرأة في مختلف مجالات نشاطاتها اذ بدأت المؤسسات الحكومية والاهلية تعد وتقدم البرامج الارشادية للمرأة مستهدفة تزويدها بالمعلومات والمهارات التي تمكنها من أداء دورها الهام في حياة الاسرة والمجتمع.

وتعرض الباحثة ان ابرز المجالات التي قدمت للمرأة جاءت من خلال ارشادات تمثلت في زيادة وتعميق الفهم في مجالات تنظيم وادارة الوقت والسبل الكفيلة بتحسين المنزل ونظافته والعناية بمحتوياته والعناية بالام واطفالها والغذاء والتغذية وكيفية حفظ الطعام وادارة الدخل باشكاله وميزانية الاسرة وكيفية تحسين دخل الاسرة من خلال مجالات عدة منها الصناعات اليدوية وتربية الحيوان بهدف الانتفاع منه غذائيا واقتصاديا والاستفادة من الخدمات الاجتماعية مراكز الطفولة والامومة والمراكز الثقافية والاجتماعية والوحدات الارشادية.

وتوصي الباحثة في نهاية كتابها بتعزيز دور المرأة في المجتمع بشكل عام والمجتمع الريفي بشكل خاص بحيث تحصل على حقوقها كالإرث ورفع مستوى المرأة في الريف من النواحي التي تهم الأسرة والمجتمع بما فيها النواحي الصحية والبيئية لكي يتقارب مستواها مع مستوى المرأة في المدينة من خلال تنفيذ المشاريع التنموية للدورات المتعلقة بالتوعية الصحية والبيئية بحيث تبقى النساء على إطلاع لكل ما هو جديد في المجالين إضافة إلى تحسين مستوى المرأة الريفية من الناحية التعليمية من خلال زيادة التركيز على محو الأمية المنتشرة بشكل أكبر بين صفوف النساء وضرورة إقامة دورات مجدية تفي بالغرض وتخفيض نسبة التسرب من المدارس وخاصة للإناث الريفيات والالتزام بقانون إلزامية التعليم ورفع مستوى المرأة الريفية في المجال الاجتماعي بالتعاون مع الجهات المعنية للحد من الأفكار القديمة السائدة التي تعيق تنمية المرأة والأسرة وبالتالي المجتمع.

يشار إلى أن الكتاب يتألف من قسمين رئيسيين هما الدراسة النظرية وتشمل التعريف بعلم الاقتصاد المنزلي وماهيته والتعريف بمجالاته المختلفة الغذاء والتغذية والمسكن ورعاية الأمومة والأطفال وإدارة المنزل واقتصاديات الأسرة أما القسم الثاني فهو عبارة عن دراسة عملية تحليلية لواقع المرأة اعتمد على أخذ عينة من محافظة درعا منطقة الدراسة لمعرفة مدى مساهمة المرأة في كل مجال من مجالات الاقتصاد المنزلي وبالتالي دورها في تحديد أهم العوامل المؤثرة فيه.

واعتبرت الزعبي هذه الجائزة تتويجا إنسانيا نظير التعب والصعوبات التي واجهتها أثناء إعداد وتنفيذ الدراسة حيث اضطرت للسفر اكثر من مرة الى دول الاردن ومصر والسعودية لتأمين المراجع المطلوبة للبحث واستكماله.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق