أشجار الحور الفراتي

22 تشرين الثاني 2011

شجرة الحور الفراتي التي تسمى أشجار الغرب من أهم الأشجار في محافظة دير الزور وإحدى ركائز التنوع البيئي فيها وتنتشر على ضفاف نهر الفرات وجزره بشكل واسع لتشكل غابات دائمة الخضرة تمتاز بجودة خشبها وورقها وجذبها للسياح وعلماء النبات كما انها ملاذ للطيور المهاجرة كطيور البلشون والدرغل والحمام البري وغراب الماء.

وتستخدم شجرة الحور الفراتي في صنع عجينة الورق وإنشاء مصدات للرياح والتشجير الإنتاجي والزراعات الوقائية لضفاف الأنهار والمجاري المائية وصناعة الأخشاب وأسقف البيوت ويمكن استخدام أوراقها كعلف للأغنام والماعز و الجمال وفروعها لتنظيف الأسنان على غرار نبات السواك.

وقال المهندس الزراعي أحمد عصام آيدك إن شجرة الحور الفراتي قليلة الارتفاع وغالبا ما تكون متعرجة وفروعها ضخمة نسبيا واوراقها كثيفة وخضراء مائلة للون الرمادي كما انها قاسية وذات اشكال متعددة مثلثية او معينية مع غدد في أسفل النصل على الفروع الطويلة بينما تكون الاوراق عريضة ومسننة بكثرة في الاعلى على الفروع القصيرة اما على الاطراف فتكون رمحية كاملة والقشرة خضراء وتتشقق بشكل سميك وليفي ومخطط طولانيا.

وأضاف آيدك أن الحور من النباتات شديدة التطلب للضوء والحرارة ويستطيع تحمل درجة عالية من الجفاف الجوي المرتفع شرط ان يعيش في تربة غنية بالمياه الارضية كما يستطيع تحمل المياه والاتربة المالحة وهو من الانواع التي تنمو بقوة بعد قطعه كما انه قابل للتعقيل ويتكاثر بصورة طبيعية بواسطة البذور وهو نبات ثنائي المسكن أي ان الاشجار مذكرة ومؤنثة.

وأشار الباحث الآثاري ياسر شوحان إلى ان الحور الفراتي من النباتات التي ذكرت في النصوص المسمارية في الحضارات القديمة التي نشأت على ضفاف نهر الفرات مثل حضارتي ماري وترقا وكانت أغصان الحور الفراتي تستخدم كأدوات زراعية وحربية حيث أحراج هذا الحور كانت محيطة بتلك المدن القديمة.

وقال خالد العوض صاحب منشأة لصناعة الاثاث في دير الزور إن أشجار الحور الفراتي كانت تستخدم قديما في بناء أسقف البيوت لما تشكله من طبقة عازلة للحرارة المرتفعة صيفا والمنخفضة شتاء كما تستخدم أغصانها في صناعة المعاول والفؤوس ويدخل خشبها في صناعة الاثاث المنزلي البسيط كالخزانات الصغيرة والكراسي.

وأشار العوض إلى ضرورة إنشاء صناعة متكاملة للأخشاب في دير الزور تعتمد على التقنية الحديثة كون اشجار الحور الفراتي توفر المورد الطبيعي الخام والدائم لمادة الخشب اللازمة لهذه الصناعة وهي ذات قيمة اقتصادية عالية وغير مكلفة نوعاً ما وتؤمن حاجة المحافظة من الأخشاب.

الوكالة السورية للأنباء - سانا