معرض ومحاضرة عن الحضارة السورية بالثقافي السوري بباريس

23 تشرين الأول 2011

أقام المركز الثقافي العربي السوري في باريس خلال الشهر الجاري معرضاً فوتوغرافيا عن آثار تدمر للمصورين الفرنسي إيف كوكاتريكس والبولونية بربارة ديروان.

وكان المصور كوكاتريكس تعرف على مدينة تدمر وموقعها الأثري لأول مرة عام 2001 وعلى طريقة الرحالة القدامى اكتشف سحر المدينة القابعة في وسط الصحراء بحضارتها العظيمة وآثارها المدهشة وصروحها الغامضة وأعمدتها الشامخة التي تنتشر حول المعابد المتناثرة.

وزار المصور كوكاتريكس بعد ذلك تدمر مرتين لتحقيق مشروعه في تصوير هذه المدينة التاريخية المهمة حيث أخذ كل لقطاته عند الفجر وبالأبيض والأسود وعلى مراحل حيث تتبدى تدمر بالتدريج أمام عين المشاهد وقد نزعت عنها ثوب الظلمة.

أما المصورة ديروان المقيمة في باريس فعبرت من خلال صورها عن شغفها بسورية وصروحها التاريخية الرائعة حيث زارت سورية في مهرجان طريق الحرير عام 2010 وصورت تدمر عند الفجر بالألوان.

كما أقام المركز خلال النصف الأول من هذا الشهر محاضرة للباحثة دانييل ستوردر رئيسة بعثة التنقيب في موقع تل أسود والجرف الأحمر بعنوان /حول نشأة الزراعة قبل عشرة آلاف سنة في سورية..ماذا تكشف لنا رموز تلك الحقبة/ بينت فيها أن الزراعة عرفت منذ بداية الحضارة في حوض ما بين النهرين وحوض الفرات في سورية حيث كانت الحياة قائمة آنذاك على الصيد وجني الثمار وتحولت الزراعة البدائية عبر مراحل متعددة إلى زراعة متطورة.

وشرحت ستوردر أن الأحجار المنحوتة والتماثيل المكتشفة هناك دلت على مدى تطور تلك الحضارة وعلاقتها بالطبيعة وحيواناتها مثل الفهود والذئاب والثعالب وكذلك العقارب والثعابين والنسور التي كان لها مكانة خاصة لكونها همزة وصل بين الأرض والسماء.

وأهم ما تحدثت عنه الباحثة هو طقوس ما بعد الموت عند تلك الحضارات إذ كانوا في بعض الحالات يفصلون الرأس عن الجسد بعد عدة أشهر من الوفاة ثم يفرغ الرأس ويحشى بالطين وبعض النباتات ثم يصب عليه قالب من الكلس وبعد أيام يفك القالب ويصب الجبس والكلسيت وهو كربونات الكالسيوم المتبلورة ليخرج الوجه بكامل تعابيره وكأنه توفي منذ فترة قريبة.

وأشارت ستوردر إلى أن الأبحاث ما زالت جارية لمعرفة أسباب هذا الفصل بين الرأس والجسد ولماذا يخص أناس دون غيرهم بهذا الشيء مبينة أن هذه الحالة كانت معروفة عند الكثير من الحضارات القديمة وبخاصة في جزر المحيط الهادي وبعض القبائل الأفريقية ومناطق جنوب شرقي آسيا.

وأكدت الباحثة أن سورية كانت السباقة بحضاراتها المتنوعة في مجال الزراعة والتأقلم مع حيوانات البيئة كما أن المعتقدات البشرية التي سادت فيها تتشابه مع العديد من المعتقدات الأخرى مع احتفاظها بخصوصيتها في كثير من الجوانب.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق