محاضرة: الوطنية والأدب الشعبي «الأهزوجة الشعبية» في ثقافي أبو رمانة

21 أيلول 2011

أقيمت في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، ندوة بعنوان «الوطنية والأدب الشعبي الأهزوجة الشعبية»، وذلك يوم الاثنين 19 أيلول 2011، وقدمها الصحفي الباحث معين حمد العماطوري، ورافقه نماذج حية على الآلات الموسيقية، كآلة الربابة بقيادة العازف سعيد جابر، وآلة المجوز بقيادة العازف معضاد أبو الخير، وقد حضرها عدد من الأدباء والمفكرين والصحفيين ورواد المركز الثقافي.

ويحدثنا الباحث معين حمد العماطوري عن الأهزوجة الشعبية قائلاً: «إن الأهزوجة الشعبية هي جزء من الأغنية الوطنية، إذ يذكر الدكتور غزوان ذركي في مقال له بعنوان الموسيقى والنص خواطر عن الأغنية الوطنية، وأن لكل فن درجات من حيث التبسيط والتعقيد، وأن لكل شعب له خصوصية روحية بتعامله مع الموسيقى، وهي التي جاءت في مجتمعنا بشكل خاص من مجموعة القيم والمثل والتقاليد المستمدة من البيئة، وهي تكوين نفسي واجتماعي يهدف إلى ترسيخ وتوطيد هذه القيم والمثل العليا، وتتطلب التضحية بالنفس والمال ثم إرادةً وموقفاً وطنياً مبدئياً ثابتاً».

وأن الفرق بين الأغنية الوطنية والنشيد الوطني، موضحاً أن النشيد الوطني أغنية حماسية ذات مضمون وطني تحريضي، وهو حالة خاصة من حالات الأغنية الوطنية، التي تعتبر شكلاً فنياً موجوداً أصلاً تنضوي تحت جناحها الأغنية السياسية، بالإضافة إلى أنها شكل فني نريد له الوجود والحضور كخيار لنوع من الأغاني، يستطيع أن يكون شكلاً جميل تدخل فيها أشكال الغناء ذات المضمون الاجتماعي والإنساني، لأن التركيز على هذين الأمرين سيعطي الأغنية الوطنية المقبلة القاعدة المتينة لإمكانية النجاح.

ويضيف الباحث معين قائلاً: «أنه لم تكن الأهزوجة والأغنية الوطنية والغناء العربي الوطني بشكل عام بعيداً عن الأهازيج، بل جاءت تعبيراً عن المشاعر والأحاسيس التي يعيشها الإنسان العربي، فجاءت تعبيراً صادقاً عن عمق ارتباط المرء بوطنه وأرضه، وللأهزوجة الشعبية قالب الخاص في التلحين والغناء، فألحانها متعددة حسب طبيعة كل منطقة، كالأغنية التي تختلف بموسيقاها وإيقاعها وفق طبيعة المكان والزمان، و أن الكلمة واللحن والأداء هم العناصر الأساسية للأغنية التي جاءت لتكون هذه المنظومة الاجتماعية الثقافية لتقف في وجه الغزو الذي يحاول مسح ثقافة البيئة المحلية، باستخدامه سياسة التجهيل والتخلف ومسح اللغة الأصلية للبلاد».

ويؤكد الباحث معين إلى الدور المميز الذي قدمته الأغنية والأهزوجة في إشعال النضال بالنفوس، وذلك عندما كان الثوار يستخدمون بعض الآلات الموسيقية ذات الطابع التراثي كآلة المجوز في وسط معاركهم، و أهمية الدور البارز الذي لعبته المرأة العربية حين كانت تلحق بركب الثوار وهي تهتف وتزغرد لانتصاراتهم من جهة، وتقديم الطعام والشراب والإسعافات الأولية لهم من جهة أخرى، ومن المقطوعات التي تحدثت عن الثور مقطوعة الرايات والبيارق على آلة المجوز.

وهناك فرق بين الأهزوجة التي تنتمي كلماتها إلى الشعر الشعبي وبين الشعر الشعبي والنبطي، أن كل شعر خلاف الشعر العربي الفصيح، هو شعر عامي شعبي مكتوب بلهجة أهل البلد الدارجة والمتميزة، وأن الشعر النبطي مستمد من الشعر العربي الفصيح الذي كان سائداً حين كانت اللغة العربية في أوج عظمتها، وكانت القبائل العربية كلها مجتمعة في موطنها الأصلي الجزيرة العربية، فهو بدوي لأن لهجته ومفرداته وكلماته هي نفسها التي يستخدمها البدو بلغة تخاطبهم اليومية، إضافة إلى أن معظم من يقدم هذا الشعر هم من شعراء البادية.

ويختتم محاضرته بالتعريف على أنواع الشعر الشعبي، التي تتمثل في الحداء والهجيني والجوفية وقصيد الفن وأغاني المواسم، والدلعونا والهوارة والزجل بأنواعه فضلاً عن تناوله لبعض بحور هذا اللون من ألوان الشعر الشعبي، ومنها بحر الهلالي والمسحوب وبحر الهجيني الذي يعتبره كثير من الشعراء شعرا ضعيفا نظرا لسهولة نظمه وسرعة إيقاعه، وأن هذه الأسماء تعود إلى القبيلة المسماة.

وأن بعض الأهازيج الشعبية هي شعر شعبي بخاصية عاطفية، يبتعد عن الكلمة المغناة التي تحتاج إلى المد الصوتي، وهي كغيرها من أنواع الشعر تعالج القضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية والثقافية والعاطفية.

و قد رافق هذه المحاضرة نماذج حية على آلات موسيقية كالربابة والمجوز بمساعدة العازفين سعيد جابر ومعضاد أبو خير، قدما خلالها مجموعة من القصائد الوطنية والاجتماعية والغزلية وبعض الألحان الشعبية على آلة الربابة التي تتميز بقدرة كبيرة على نقل أحاسيس عازفيها إلى الحضور الذي تفاعل معهم بكل جوارحه و أرجعنا إلى الماضي الجميل وإلى حقبة الثوار الكبار.

عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

من أجواء محاضرة الأهزوجة الشعبية في ثقافي أبو رمانة	من أجواء محاضرة الأهزوجة الشعبية في ثقافي أبو رمانة	من أجواء محاضرة الأهزوجة الشعبية في ثقافي أبو رمانة

بقية الصور..