فرن عمورة أقدم الأفران التراثية في طرطوس

13 أيلول 2011

قارب عمره القرن

يعتبر فرن عمورة في طرطوس أقدم الأفران التراثية القديمة التي تعمل على الحطب بالمحافظة ولا يزال محافظاً على شكله وأدواته القديمة منذ أكثر من 97 عاماً حيث كانت الأفران قديماً تُشكّل ملتقى أهل الحي كما توفر لهم مصدر عيشهم وفيها يطهون أصنافاً عدة من أطباقهم التقليدية لتمتزج رائحة الخشب المحترق بنكهة الخبز الشهي وليكونا معاً ثنائياً طالما جذب الكثيرين.

ويقف حسن عمورة السبعيني منذ 55 عاما أمام لهيب نار الحطب في فرنه ويخبز المناقيش وخبز التنور دون كلل او ملل في الصيف والشتاء كما أعطت مهارته في صناعة الخبز قيمة مضافة لعمله الذي بات يجذب القاصي والداني.

ويقول عمورة.. ورثت مهنة صناعة الخبز عن أبي وجدي منذ عام 1914 ومازلنا نعمل في نفس الفرن الذي يعتبر أقدم فرن في طرطوس بشكل خاص بطريقة أقرب إلى البدائية التي بدأ العمل بها ونقدم نفس الخدمات.

ويرفض عمورة تحويل فرنه الى العمل بالكهرباء أو الغاز وذلك حفاظا على خصوصية العمل التراثي في هذه المنشأة القديمة.

وأضاف نجمع الحطب من الغابات المجاورة وما يقوم الناس بقصه من أشجارهم خلال عملية التقليم استعداداً لخبز 300 كغ يوميا من الطحين وننتقي أنواعاً معينة من الحطب منها البطم والسنديان والغار والريحان والزيتون فهي تعطي نكهة مميزة للخبز أثناء طهوه لأن الزيوت العطرية التي تنبعث منها خلال حرقها تنكه الخبز وتضفي عليه طعما مميزاً وهذا ما ميز خبزنا في المنطقة كلها وأصبحنا مقصد كل من يريد التمتع بطعم الخبز المصنوع على الحطب.

وعن طريقة بناء هذا الفرن التراثي يقول عمورة ان الفرن مبني من الحجارة البركانية السوداء التي تتحمل درجات حرارة عالية وتبقى لفترات زمنية طويلة جداً حيث كانت تبنى في الجهة الداخلية للفرن فوق بعضها بعضاً وتملأ الفراغات فيما بينها بالكلس المطفى وتصل سماكة الجدار إلى حوالي المتر تقريباً ليحافظ على درجات الحرارة داخل الفرن.

وتنطلق من وسط حجرة الفرن بيت النار المدخنة الحجرية أيضاً لتعلو في السماء خارج الفرن إضافة إلى أن الأرضية الخاصة ببيت النار مصنوعة من الزجاج المكسر مع الملح ومغطاة بشكل نهائي بالحجارة للحفاظ على نظافة الحجرة.

وقال المحامي محمد المحمد البالغ من العمر 84 عاماً أحد زبائن الفرن لقد عاصرنا الفترة التي عمل بها الفرن على الحطب وكان مميزاً بطعم خبزه وشكله الجميل ومن المعروف عند الذواقين أن الطعام المصنوع على الحطب لا يقارن بالطعام المصنوع على أي نار أخرى وهذا أعطى الفرن قيمة مضافة إلى جانب مهارة صاحبه في صناعة الخبز وإعطائه حقه خلال مرحلة الصناعة.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق