الشاعرة رزان أياسو: دمشق قارورة عطر يفوح ياسمينها من المسام

15 آب 2011

ترى الشاعرة السورية المغتربة رزان أياسو بعد عدة دواوين شعرية أنتجتها في المغترب ووقعتها في دمشق أن أجمل ما في الشعر هو حالة الدهشة التي يخلقها بفكرة تأتي إلى الشاعر دون استئذان وفي أي ظرف ثم تمضي به إلى المجهول وهذه الدهشة الإيجابية هي التي تخلق النص الشعري.

كلما غابت أياسو عن دمشق عادت إليها حاملة القصائد فدمشق حسب قولها قارورة عطر يفوح ياسمينها من المسام وتشرف مآذنها في العيون وتضيف .. هي جذوري هويتي لغتي ذكرياتي احمل دمشق زادي في رحلة الحياة فتهون مصاعب الطريق وتطفو على وجهي ابتسامة بتوقيع الشام .

وفي مقابلة معها قالت اياسو لوكالة سانا أوقع مجموعاتي الشعرية في سورية لأشعر بهذا الدفء والحميمية والتفاعل مع كل من حولي لأن هذا اللقاء الجميل مع من يهتم بكتابتي ويدعمها هو زادي الذي أعيش عليه من عام لعام ولأنني حين أوقع مجموعتي بدمشق إنما أريد لها أن توثق انتماءها إلى الوطن.

وأشارت الشاعرة إلى أن فترة إقامتها خارج دمشق في البداية كانت شاقة ومتعبة نفسيا وعمليا ولكن السعادة يصنعها الإنسان متكئاً على ذاكرته وما فيها من صور ووجوه جميلة متآلفا مع حاضره بما فيه من معطيات سعياً نحو غد أفضل.

وعن تجربة الاغتراب تعتبر أن للسفر مزايا فهو يوسع آفاق الإنسان ومداركه ويعلمه كيف يأخذ من ثقافات جديدة وأشخاص جدد ومشارب متنوعة ما يثري شخصية الإنسان والمطلوب هو الموازنة بين أصالة الشرق وحضارة الغرب بما يخدم الشخصية ويميزها.

وتنطلق الشاعرة من الحب باتجاه النص وتقول.. قصيدتي "هكذا أصير أجمل" من مجموعتي الأخيرة تلخص نظرتي إلى الحب على أنه الحياة وطريق ممهد للخلود حتى بعد الرحيل.. أكتب بإحساس وصدق وعفوية دون أن أتبنى شكلاً محدداً لكتابتي فقط أكتب بطريقة تشبهني فيها البساطة والعفوية وجوهرها الإحساس الصادق.

ولفتت أياسو إلى أنه ليس هناك لائحة موثقة بخصائص الشعر الناجح فالمهم أن يكون الكلام صادقاً ومن القلب لأنه حينها سيجد طريقاً إلى القلوب والعقول ولكل شاعر أدواته الخاصة ولغته الشعرية التي تميزه عن سواه واختلاف الأدوات وتنوع أشكال التعبير يصب بالنتيجة بمصلحة المشهد الأدبي عموما ويساهم في إثرائه وهذا مكسب للجميع.

وتروي الشاعرة بدايتها مع الشعر فتقول.. كانت البداية من خلال تميزي بكتابة مواضيع التعبير في المدرسة وفي فترة المراهقة كنت كأي صبية تعبث بأقلامها لتكتب على قصاصات صغيرة مشاعر جديدة بدأت تجد طريقها إلى القلب ثم نشأت هذه العلاقة بيني وبين أوراقي لأصوغ شيئاً من مشاعري إلى أن اكتملت بعض النصوص مع الوقت ووجدت استحسانا من المقربين والأصدقاء فولدت فكرة طباعة المجموعة الأولى همسات جريئة وتقديمها إلى الناس بعيداً عن دائرة الأهل والأصحاب لألمس تجاوب القراء وتفاعلهم مع كتاباتي وكانت ردود الأفعال جيدة وداعمة وكانت بعض النصائح محل اعتبار وتقدير ساهمت إلى حد كبير في إصدار المجموعات اللاحقة.

وعن تأثرها بغيرها تقول .. قرأت للكثيرين ولا أعرف ان كان تأثير البعض واضحا في كتاباتي لأنني لا أحب ان أشبه إلا نفسي لكنني أحب كتابات السيدة غادة السمان والشاعر الكبير عمر أبو ريشة ومحمود درويش وجبران خليل جبران ونزار قباني وغيرهم ممن لم تسعفني ذاكرتي بهم .

وترى اياسو أن الشاعر العربي الشاب غير معروف لا في وطنه ولا خارج وطنه وهذا جرح كبير فالمؤسسات والوزارات الثقافية لا تقوم بدورها في رعاية وتوجيه واحتضان الأدباء الشباب وليس هناك من جهة تتبنى دعمهم ونشر أعمالهم والاحتفاء بها والإعلام عموماً مقصر في هذا المجال رغم بعض المحاولات الخجولة فمازال يدور في فلك الأسماء الكبيرة والراحلين من الأدباء مع احترامنا الكبير لقاماتهم دون أن يلقي بالا إلى جهود وإبداعات الموجودين اليوم على الساحة.

وتقول الشاعرة.. تبقى اليوم وسائل الاتصالات الحديثة والانترنت نافذة يطل منها الشاعر على جمهور افتراضي يحتفي به ويبارك أعماله ورغم جمال هذا التواصل لكنه لا يلغي حاجة الشاعر إلى تفاعل حقيقي مع جمهور حقيقي يصغي ويفكر ويصفق أو ينتقد.

وحول رؤيتها لأوضاع بلدها تقول.. سوريا كانت دائماً معرضة لأزمات وهزات عنيفة وكانت أيضاً تخرج أقوى في كل مرة فأنا أراهن على وعي الشعب السوري الكبير وتكاتف أبنائه وكلي ثقة بأننا سنتجاوز هذه المحنة بإرادة الشعب السوري واستقلالية قراره بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

وتضيف.. لا أرى للشاعر وظيفة في صياغة رأي سياسي بقدر ما أرى ضروريا توجه الشاعر إلى مفهوم الوطن بالعموم ووحدة مصير أبنائه والارتقاء بأحلامهم وأمانيهم في بلاد تؤمن بالكرامة والمستقبل الأجمل.

يذكر أن رزان اياسو شاعرة سورية من مواليد دمشق تخرجت في جامعة دمشق قسم الأدب الانكليزي ومقيمة في لندن أصدرت عدة مجموعات شعرية منها صوت في المدى, ترانيم الحب والحياة, همسات جريئة, امرأة فوق الوهم.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق