ما بين النهرين
هي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات في غرب آسيا، وتحيط بها سهول الأناضول التركية ونجود إيران والصحراء العربية وبادية الشام، وقد اشتقت تسميتها «ميزوبوتاميا» من اللغة اليونانية وتعني الأرض الواقعة بين الأنهار غير أنها لم تكن تشمل بابل.
وقبيل القرن الثامن عشر قبل الميلاد تواجدت في بلاد ما بين النهرين مدن عديدة شكلت كل واحدة منها مملكة مستقلة، لكن معظمها دمّر في حروب حمورابي ملك بابل، ثم نشأت فيها حضارتان كبيرتان تختلفان كلياً في صفاتهما: الحضارة الآشورية في القسم الشمالي منها، والحضارة البابلية في قسمها الجنوبي.
توقف استقلال بلاد ما بين النهرين سياسياً بعد احتلال الفرس لبابل سنة 539 ق.م، لكن أهميتها الثقافية والاقتصادية استمرت حوالي 1800 سنة بعد ذلك، ثم بدأ انحدارها حتى كان الغزو المغولي لها سنة 1258 للميلاد فأعمل في سكانها القتل والتشريد، وفي مدنها التدمير والتخريب، ففقدت بذلك أهميتها الحضارية، ولم يعد بالإمكان إعادة إعمارها.