يزيد بن الوليد

هو يزيد الثالث بن الوليد إبن عبد الملك إبن مروان بن الحكم، أبو خالد، أمير المؤمنين، بويع له بالخلافة، في بادئ الأمر، في قرية المزَّة من قرى دمشق، ثم دخل هذه المدينة منتصراً وأرسل جيشاً اصطدم بابن عمه الوليد الثاني وقتله، واستحوذ على الخلافة في (أواخر جمادى الآخرة عام 12266هـ/شهر آذار عام 744م).


بدأ يزيد الثالث بن الوليد بن عبد الملك عهده بخطبة أوضح فيها أسباب قيامه بحركته وأنه خرج غضباً لله ورسوله ودينه ليخلص البلاد من ذلك الجبار العنيد، الذي استحل حرمة، وما كان يصدق بالكتاب ولا يؤمن بيوم الحساب، ثم وعد الناس بألا يزداد مالاً ولا عقاراً وألا يغلق بابه دون رعيته فيأكل قويها ضعيفها، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


أظهر يزيد الثالث التقوى خلال حكمه، وتشبَّه بـعمر بن عبد العزيز وسُمي بالناقص لأنه أنقص أعطيات الجند والناس ما زاده الوليد الثاني، معتقداً بأنها مرتفعة، وأكثر مما يستطيع بيت المال تحملها؛ وردها إلى ما كانت عليه في عهد هشام.


كانت ردات الفعل على مقتل الخليفة «الوليد الثاني» واسعة وعنيفة، فقد دعا كل جند من أجناد الشام واحداً من أمراء بني أمية لمبايعته بالخلافة، وبذل الخليفة الجديد «يزيد الثالث» جهوداًَ كبيرة مالية وعسكرية وسياسية حتى أعاد الهدوء إلى بلاد الشام، بينما رفض زعماء القيسية في العراق وخراسان بيعة الخليفة الجديد، وكذلك فعل الشمال الإفريقي والأندلس وعاجلت المنية يزيد الثالث، الذي توفي بعد ستة أشهر من استلامه للحكم، وخلفه أخوه ابراهيم بن الوليد.
 

مواضيع ذات صلة: