اكتشاف نص هيروغليفي يعود إلى 1300 قبل الميلاد

16 06

أكثر من مئة موقع أثري جديد في ريف دمشق

عثرت دائرة آثار ريف دمشق على نصب بازلتي في قرية ميدعا، على بعد حوالي 25كم شرقي دمشق، وهو عبارة عن حجر أبعاده 70×40×50سم، كان مستخدماً في بناء إحدى زوايا جامع البلدة القديم.
ويقول محمود حمود -رئيس دائرة آثار ريف دمشق-: «إن هذا النوع من النصب التذكارية شاع استخدامه في عهود فراعنة مصر، تخليداً لذكرى معينة».
ويعود تاريخ هذا النصب إلى عهد الفرعون رعمسيس الثاني، أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشرة في عصر الدولة الحديثة حوالي 1580-1090ق.م، والذي استطاع السيطرة على الجنوب السوري أثناء حكمه، وحاول التقدم إلى الشمال إلا أن الحثيين الذين كانوا يسيطرون على الشمال، التقوا مع المصريين في معركة قادش قرب حمص حوالي عام 1285ق.م، والتي انتهت بمعاهدةٍ بين المصريين والحثيين تقضي باقتسام النفوذ على سورية، وتبعية جنوب حمص للمصريين، وشمال حمص للحثيين، وبعدها ساد جو من السلام والعلاقات المتبادلة.
ومن خلال القراءة الأولية للنص، تبين أنه يؤرَّخ لعهد الملك رعمسيس الثاني «1290 ـ 1224 ق م»، ويتألف من قسمٍ منحوتٍ في الأعلى تظهر فيه ساق الملك تتجه نحو اليمين، وخلفها قدم الإله الشهير آمون، وفي الأسفل قسم مكتوب يتألف من عدة أسطرٍ، يَرد فيها اسم الملك «محبوب الإله آمون»، ثم تاريخ كتابة النقش «وهو غير واضح»، وينتهي بذكر بعض العبارات التي تمدح الملك وتمجده، وهي شائعة الاستخدام في مثل هذه النقوش.
نصب تذكاري مكتشف في منطقة الكسوة لعهد الملك رعميسي الثانيالجدير بالذكر، أن نقشاً مشابهاً كان قد اكتشف منذ سنوات عدة على نصبٍ تذكاري في منطقة الكسوة، يؤرَّخ لعهد الملك نفسه والمرحلة التاريخية نفسها، وهو معروضٌ حالياً في المتحف الوطني في دمشق.
ويُضيف المهندس ابراهيم عميري -رئيس شعبة المباني في دائرة آثار ريف دمشق- «يُعتقد أن مصدر هذا النصب التذكاري هو التل الأثري الذي بُنيَ عليه الجزء القديم من قرية ميدعا، والذي يضمُّ على الأغلب سويّةً أثرية تعود لنفس الحقبة، وهو أحد التلال الأثرية المنتشرة في منطقة المرج على أطراف البادية السورية، التي تشير إلى العمران الكثيف الذي شهدته خلال العصور القديمة».
يُذكر أنه إضافة إلى التل الأثري الذي تقع عليه ميدعا، توجد بعض البقايا المعمارية والأثرية في القرية، التي تؤكد ازدهارها في العصور اللاحقة الكلاسيكية والعربية. ويأتي هذا الاكتشاف ضمن أعمال بعثة المسح الأثري، التي تقوم بها دائرة آثار ريف دمشق منذ عام 2002، وشملت مختلف مناطق المحافظة كـالقلمون، ووادي بردى، والزبداني، وجبل الشيخ، ومنطقة الجنوب، والغوطة، والبادية، والتي أدت إلى الكشف عن أكثر من مئة موقع أثري جديد في محافظة ريف دمشق تعود لمختلف العصور، وتقوم الدائرة بدراستها وتسجيل الهام منها.


سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق