ورشة عمل فنية للمشاركة في جائزة جميل العالمية

ولانتقاء عمل فني مستوحى من الموروث المحلي

برعاية من المجلس الثقافي البريطاني ومشروع روافد - المشروع الثقافي لدى الأمانة السورية للتنمية- ومتحف فيكتوريا وآلبرت بالإضافة إلى برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع. بدأت صباح الخميس الماضي 22 نيسان 2010، ورشة عمل تضم عدداً من الفنانين السوريين الشباب تم اختيارهم من قبل لجنة ضمت كُلاً من النحات السوري مصطفى علي والسيدة ميساء شهاب مديرة غاليري تجليات، والفنان سامر يماني.

تبحث ورشة العمل حول تأثير التصميم الإسلامي التقليدي على الفن المعاصر حيث سيقوم مصممون وفنانون سوريون بالبحث في موضوع التقاليد الإسلامية الإبداعية في الفن والتصميم المعاصرين.

هذا وقد بدأ فريق ورشة العمل بزيارة معرض «جائزة جميل» المقام في المتحف الوطني بدمشق ثم انتقلت الورشة إلى فضاء غاليري مصطفى علي في دمشق القديمة لتبدأ ورشة العمل والتي ستمتد لغاية 24 نيسان، يقودها الفنان سامر يماني وهو مدير لفضاء التصميم الحر(FDS) . وستتاح الفرصة للمشاركين في ورشة العمل لتطوير مشاريع أو خطط مشاريع ليتم عرضها في المتحف الوطني بدمشق وذك في يومي 18 و19 أيار 2010. كما سيتم اختيار مشروع واحد ذي رؤية وتقنية ملفتة يعلن عنه في 19 أيار. ويحوز الفائز على رحلة لحضور معرض جائزة جميل 2011 في متحف فيكتوريا وآلبرت، وهي جائزة عالمية للفنانين والمصممين المعاصرين المتأثرين بالفنون والحرف والتصاميم التقليدية الإسلامية ينظمها متحف فيكتوريا وآلبرت..

«اكتشف سورية» تابع فعاليات اليوم الأول من ورشة العمل المُقامة في غاليري مصطفى علي وحاور بداية الفنان السوري سامر يماني مدير ورشة العمل، وعن هدف ورشة العمل وآلية عملها يوضح الفنان يماني بقوله: «هدف ورشة العمل هو التعامل مع الموروث الفني الإسلامي بطرق معاصرة من خلال التعرف على الحِرف اليدوية وإسقاط الضوء على بعضها من الناحية التقنية والشكلية والدلالات الفنية التي تختزلها، كما سنتطرق إلى كيفية التعامل مع الأفكار المستوحاة من الفن الإسلامي وصياغتها بمساعدة الوسائل الحديثة كالكمبيوتر وآلات القطع الليزرية وغيرها من الآلات الرقمية والصناعية التي تخدم فكرة العمل الفني، وذلك لتطوير الموروث الفني بطرق حديثة وكيفية الاستفادة منه إعلامياً وترويجه عبر المحافل الدولية، لذا سنستضيف عدداً من الأخصائيين الذين يعملون في مجال الفن المعاصر والمجوهرات والأزياء وغيرهم من أصحاب الحِرف التقليدية.
فلكي نصل بموروثنا المحلي للمكان الذي يستحقه عالمياً وََجَب علينا أن نحترمه وأن ننظر إليه باحترام وتقدير، وخاصة عندما نَعلم أن متحف فيكتوريا أند ألبرت اقتنى أعمالاً لفنانين عرب استلهموا أعمالهم الإبداعية من الواقع والتراث المحلي لديهم».

وعن خصوصية مدينة دمشق التي استضافت في السنة الماضية مقتنيات متحف «فكتوريا أند ألبرت» تحت عنوان «سيراميك العالم» في خان أسعد باشا، وليعود في 2010، لعرض مقتنياته وإِشراك سورية في مسابقة «جائزة جميل» العالمية يجيب الفنان سامر يماني: «هذا يعود للدور الحضاري الذي لعبته دمشق عبر تاريخها الطويل ولسمعة حِرفها التقليدية التي تمتاز بشهرتها العالمية وإتقان في الصنع أذهل العالم أجمع، وبالتالي فإن الحِرف الموجودة فيها متأثرة بتاريخها العريق. ومن هنا أتت مشاركة السوريين في جائزة جميل المتخصصة في التعامل مع الموروث الفني الإسلامي، فالعين الدمشقية والسورية التي رأت وعايشت هذا الموروث التاريخي ستكون قادرة على ابتكار فن ذي نتائج مذهلة وعالمية».

من جانبه يحدثنا السيد عبد الحميد القباني منسق مشاريع المركز الثقافي البريطاني قائلاً: «بدأنا العمل على هذا المشروع منذ زمن طويل في سعي دؤوب لوضع اسم سورية ضمن الأسماء الدولية المشاركة في مشروع جائزة جميل الذي يدعمه متحف فيكتوريا أند آلبرت، وذلك بالتنسيق مع المركز الثقافي البريطاني ومشروع روافد. ففي سنة 2009 تنافست عدة أعمال فنية عالمية لنيل الجائزة وقد استحقتها الفنانة الإيرانية آفروز أميغي عن عملها المسمى "1001 صفحة" وهو عمل مستوحى من الفن الإسلامي. لذا قمنا باستحضار جميع الأعمال التي شاركت في المسابقة وتم عرضها في 12 نيسان 2010 في المتحف الوطني بدمشق ليتاح للجمهور السوري مشاهدة هذه الأعمال القيمة. لنبدأ بعد ذلك بإقامة هذه الورشة السورية لإنتاج أعمال عصرية مستوحاة من الأعمال التقليدية للفن الإسلامي في سورية وتقديمها للعالم عبر إرسال العمل الفائز ومصممه لزيارة متحف فيكتوريا أند آلبرت في لندن».

ويشدد السيد القباني على أن «مشاركة المركز الثقافي البريطاني في هذا الحدث تأتي من إيمان المركز بالشباب السوري القادر على الإبداع في مختلف أنواع الفنون لذا تأتي مساهمة المركز الثقافي كشريك مهم في هذا العمل الذي تقدم إليه 60 متقدم تم انتقاء 15 منهم لإتباع دورة مكثفة لمدة ثلاثة أيام في غاليري مصطفى علي يشرف عليها الفنان اللبناني كميل زخريا والفنان السوري سامر يماني».

وفي لقاء «اكتشف سورية» مع المُحاضر والفنان اللبناني كميل زخريا - مصور فوتوغراف – يقول: «تأتي أهمية هذه الورشة لتشجيع الفنان المشارك للعمل خارج إطار المألوف والمعتاد وهي عملية تحدٍ للذات في المقام الأول لابتكار عمل فني جديد، وتشجيعهم عبر كسر حاجز الخوف في عملية صياغة العمل الفني عبر توسيع مداركهم الفنية نحو أفق أرحب واكتشاف الكنوز الدفينة التي تختزنها خيالاتهم الحرة، فمن خلال اطلاعي على التجارب العربية أستطيع القول أن الشباب العربي يمتلك قدرات هائلة إذ ما سنحت له الفرص في إبراز قدراته هذه. كما أننا نركز في هذه الورشة على أهمية التراث العربي والإسلامي الذي تزخر به حضارتنا الشرقية وهذا الأمر يفسره مشاركة الكثير من الفنانين العالمين ومن مختلف الجنسيات في المعرض السابق الذي أقيم في متحف فيكتوريا أند آلبرت في لندن وهم مجموعة من الفنانين استوحوا من حضارتهم الأصلية أعمالاً عصرية ذات قيمة فنية عالمية».

وعن محاضرته التي ألقاها في بداية ورشة العمل يقول: «هذه الورشة تعتمد التعريف على مبدأ إدخال الكولاج في العمل الفوتوغرافي لصنع عمل فني جديد عبر دراسة تجارب فنانين عالمين استخدموا الكولاج في عملهم الفني أمثال: أوسكار ريلندر Oscar Reilander، كما تطرقت لعدد من أعمدة الفن العالمي أمثال بيكاسو Picasso، وهانا هوك Hannah hock، وجوزيف كورنيلJoseph Cornell ، وباولوزي Paolozzi.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

جانب من المحاضرة التي ألقاها الفنان اللبناني كميل زخريا	جانب من المحاضرة التي ألقاها الفنان اللبناني كميل زخريا	جانب من المحاضرة التي ألقاها الفنان اللبناني كميل زخريا

بقية الصور..