كوليت خوري تلقي كلمة بعد تسلمها جائزة القدس في ليبيا

28 10

تسلمت الأدبية كوليت خوري جائزة القدس في الجماهيرية العربية الليبية، حيث ألقت كلمة بهذه المناسبة، وقد أورت صحيفة الوطن السورية الكلمة كاملة، وفيما يلي نصها كما ورد في الصحيفة:

«لا أعرف ماذا أقول، فهذه المناسبة اليوم تشكّلُ محطةً هامة ومشعّة في حياتي، فهي تعني بالنسبة لي أموراً هامة عديدة. جائزة القدس أيّها السادة تختلف عن كلّ الجوائز. أنا شخصياً أحترم أيّ جائزة تُمنح لمستحق وأقدرها، لكن جائزة القدس تبقى مختلفة.
جائزة القدس هي جائزة فلسطين أهم قضية تحرر في العالم. هي جائزة النضال ضدّ الظلم..

جائزة المقاومة من أجل الحرية..

هي جائزة الكرامة العربية والعز العربي..

لذلك هي لا تقدر بثمن، ولا توصف بكلمات. من ناحية ثانية، من يمنح هذه الجائزة؟
الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب العرب، أي مجال الأدب، أي الشريحة الأنقى في المجتمعات، وهذا يضفي قيمة مشعة على المناسبة، فالأدب أيّها السادة هو المرآة الصادقة للمجتمعات، هو التاريخ الحقيقي للمراحل وللبلاد. لأنّ التاريخ كما نعرف جميعاً يكتبه المنتصرون، ولا يصبح التاريخ حقيقياً إلا بعد سنوات، وبعد أن يستعين بالأدب.
والناحية المضيئة أيضاً بالنسبة لي هي أن شاءت المصادفة أن تُمنح الجائزة هذه السنة على أرض ليبيا العربية الأبية..

ليبيا التي عوّدتنا أن نراها دائماً شامخة..

لا ترضخ للضغوط..

بل لقد رأيناها منذ فترة قصيرة تتحدى العالم في هيئة الأمم وأمام الدنيا من أجل قول الحق والدفاع عن الحرية.

ليبيا الشعب الصديق الصادق العزيز.

ليبيا القذافي..

وأخيراً، والمهم في هذه المناسبة هو أنّ هذه الجائزة تمنح لقلب العروبة النابض دمشق سورية من خلال شخصي المتواضع. أقول هذا لأنّ هذه الجائزة في الواقع تذهب من خلالي إلى الكثيرين غيري في الدرجة الأولى. تذهب هذه الجائزة بل تعود إلى البيت الذي رباني وعلمني أن الوطن، مهما تعاظمت الأحداث، ومهما تبدلت الظروف وتقلبت، ومهما قست علينا الأيام، يبقى الوطن فوق الجميع. وتبقى مصلحة الوطن فوق كل مصلحة. ولا كرامة للفرد إلا من كرامة وطنه. وهذه الجائزة تعود أيضاً إلى مدرستي وأنا صغيرة، مدرسة الراهبات في حيّنا القديم في دمشق. هذه المدرسة التي علمتنا الأناشيد الوطنية قبل أن تعلمنا القراءة. وشرحت لنا أن اللغة العربية هي هويتنا التي علينا أن ننشأ عليها ونتمسك بها وندافع عنها فهي تاريخنا ومن أهم عوامل وحدتنا.

ولا أنسى هنا الأصدقاء من أبناء جيلي...شباباً وصبايا.

كيف كنّا نهبّ عند سماع أي خبر عن عدوان يصيب دولة شقيقة..

كيف كنا نهرع إلى الاجتماعات وإلى التظاهرات وإلى الهتافات..

وكيف كان بعضنا يتطوع للذهاب إلى البلد الشقيق.. للتضامن مع أهله ونصرته ضد أي عدوان أجنبي. والواقع أيها السادة والحقيقة هي أنّ هذه الجائزة تذهب إلى شعب عظيم أعتز أنّني منه وأفخر أنّني أنتمي إليه شعب سورية العظيم.

هذا الشعب الذي رأيناه في الأيام الصعبة، في الفترات التي كانت تمارس فيها الضغوط على سورية من معظم الدول الكبرى. رأيناه رغم الاتجاهات السياسية المختلفة ورغم الخلافات فيما بينه. رأيناه يتساند ويتعاضد ويقف صفاً واحداً عملاقاً في وجه أي عدوان. ويهتف بصوت واحد، صوت رئيسنا الشاب الشجاع المؤمن العظيم رئيسنا الدكتور بشار الأسد يهتف: «سورية لن تنحني».

شكراً للاتحاد العام للكتّاب العرب..

عاشت سورية قلب العروبة النابض قلباً نابضاً للعروبة على الدوام..

عاشت ليبيا أبية شامخة عزيزة وعاشت فلسطين وعاصمتها القدس.. عاصمة دائمة للثقافة العربية».
.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

هيام مصطفى قبلان:

كوليت خوري الاسم الذي تابعناه وعشنا معه منذ أيامها معه، الأديبة الحائزة على جائزة القدس وبكل جدارة ، بقلمها المعطّر برائحة الوطن والأنثى ، بتراتيل ملائكة السماء وهم يحتفلون بتتويج القدس عاصمة للثقافة العربية ،هذا القلم الذي لم يأت من فراغ بل رعد من صرخة الألم ، ووجع الظلم ، واهانة الانسان داخل وطنه ، كوليت خوري بكتاباتها وروحها كانت بعيدة عن فلسطين جغرافيا، لكن بوطنيتها وحبّها لأرض فلسطين كانت وما تزال ابنة الوطن ،، هنيئا للأدب بك سيدتي وهنيئا للوطن سوريا بكاتبة تمثّل رمز الكفاح والعطاء والابداع !
( هيام مصطفى قبلان)
شاعرة، ناقدة وروائية
( فلسطين)

فلسطين / عرب ال 48