من سورية

قوس النصر

يا واهب الحب: تصدح في سماء أبوظبي
الفرقة السيمفونية السورية تتألق في أنغام من الشرق

07/أيار/2009

شهد المسرح الوطني بأبوظبي أمسيةً موسيقية متميزة أحيتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة الفنان الموسيقي المتميز ميساك باغبودريان، ضمن مهرجان «أنغام من الشرق» الذي قامت بتنظيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وقد حضر الأمسية جمهور كبير من المهتمين، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الثقافية والرسمية على رأسهم رستم الزعبي -السفير السوري لدى دولة الإمارات-، وعبدالله العامري -مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث-، وعدد آخر من السفراء، بالإضافة إلى حشد من الإعلاميين.

وعزفت الفرقة السورية مقطوعات: «عشق للوتريات» لضياء السكري، و«تحميل نهاوند للعود والناي وأوركسترا الحجرة» لكمال سكيكر، و«كونشرتو لآلة العود» و«حوار المحبة-يا واهب الحب» لنوري إسكندر و«قصيدة حب» و«تأملات على لحن لمحمد عبد الوهاب (حياتي أنت)» للموسيقار السوري الراحل صلحي الوادي، وأخيراً «كونشرتو لآلة الناي» لشفيع بدر الدين.

وبهذه المناسبة، كان لـ«اكتشف سورية» هذا الحوار مع ميساك باغبودوريان -مايسترو الأوركسترا:

مساء الخير أستاذ ميساك، هل تسمح لنا ببعض من وقتك للتعرف على نشاطاتكم في أبوظبي؟
أهلاً وسهلاً. بعد الحفلة التي قمنا بتقديمها على خشبة المسرح الوطني بأبوظبي، لدينا حفلة أخرى يوم الاثنين القادم، في 11 أيار، الساعة الثامنة والنصف مساءً. وستكون الحفلة بقصر الإمارات، مع مغني التينور المشهور روبرتو ألانيا، وستكون معنا مغنية السوبرانو ناتالي مانفرينو، كما سنقدم آريات من أوبرا مكتوبة باللغة الفرنسية لبونو وماسنيه.

هل من نشاطات أخرى؟
بعد هذه الحفلة سنعود إلى دمشق.

وما هي الجهات الثقافية أو الرسمية التي تولت تنظيم هاتين الحفلتين؟
الحفلة الأولى كانت من تنظيم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أما الحفلة القادمة فتنظمها السفارة الفرنسية في دولة الإمارات العربية بالتعاون مع مؤسسة أبوظبي للموسيقى.

هل شارككم عازفون أجانب في حفلتكم الأولى؟
لا، كان جميع العازفين من سورية وعددهم 101 عازفاً. ولكن كان هناك عدد من الأساتذة الروس من مدرسي المعهد العالي للموسيقى، وقد قدموا يد المساعدة في العمل والإعداد، لكن العازفين جميعاً سوريون.

ما هو رأيك في مدى تفاعل الجمهور في الإمارات العربية المتحدة مع الموسيقى السيمفونية، وانطباعك عن تذوق الجمهور لهذا النوع من الموسيقى؟
لقد شكل الجمهور مفاجأة بالنسبة لي، فقد تضمن برنامجُنا مقطوعات جديدة لمؤلفين موسيقيين ربما سمعوا بهم لأول مرة، لكن تلقيهم لهذه الموسيقى كان أكثر من جميل. لقد كان تفاعلاً واضحاً جداً مع ما نقدمه، وخصوصاً مقطوعة «حوار المحبة- وخصوصاً يا واهب الحب» للأستاذ نوري إسكندر وكلمات الفنان التشكيلي ياسر حمود، فمع انتهائنا من العزف، فوجئنا بالجمهور يقف ويصفق بحرارة، واستمر بالتصفيق لعدة دقائق. لقد كان من المدهش والجيد معرفة مدى تفاعل الجمهور مع هذا النوع من الموسيقى.

كان جمهوراً متنوعاً بلا شك؟
لقد كان الجمهور متنوعاً للغاية، إذ كان هناك سوريون مغتربون ومواطنون من دولة الإمارات العربية، وكذلك من الأجانب.

لا بد من التنويه، أستاذ ميساك، بجهودك الكبيرة في مجال العمل على نقل الموسيقى السورية إلى الجمهور المتذوق في مختلف أنحاء العالم، وقد سبق لنا في «اكتشف سورية» أن نشرنا ما تناولته الصحافة الإلكترونية في الولايات المتحدة عن زيارتكم الأخيرة، حيث ظهر مدى إعجابهم الشديد بما قدمتوه.
نحاول أن نقدم ما لدينا في نشر الصورة الجميلة لبلدنا، ونرجو أن يظهر ذلك في تطور الموسيقى والثقافة عموماً.

تحدثتم عن أسلوب جديد في التأليف الموسيقي تحاولون تطويره، وقدمتم شيئاً منه في حفلتكم السابقة، فما هو الجديد الذي قدمتموه؟
يتركز عملنا على محاولة خلق أوركسترا سيمفونية يدخل فيها استخدام أرباع الصوت والمقامات الشرقية الأصيلة، ولكن ليس من وجهة نظر طربية أو تقليدية، إنما من خلال نظرة جديدة للتأليف الموسيقي، ذات طابع شرقي إذا جاز التعبير.

تقصد تأليفاً أوركسترالياً يستخدم ربع الصوت؟
ليس ذلك فقط، بل استخدام المقامات والجمل الشرقية، واستعمالها ضمن تركيبة أوركسترالية سيمفونية.

ولكن يبدو الأمر صعباً بعض الشيء بالنسبة لي، فكأنكم تحاولون مزج سلمين موسيقيين مختلفين ببعضهما البعض؟
بنظرة تاريخية، يمكننا القول أن أصول الموسيقى الأوروبية هو من عندنا، سواء أكان ذلك بالمقام الموسيقي وخلافه، ولكنهم مع الزمن حاولوا تنسيق هذه المواضيع، إذ كان لديهم آنذاك طريقة تفكير مختلفة، فقاموا بإلغاء أرباع الصوت، وألغوا المقامات، وتركوا فقط اللومين التي اعتمدوا عليها لتطوير العلوم الموسيقية. ونحن الآن نجمع تطور الموسيقى الذي قام به الأوروبيون مع المقامات الأصيلة لدينا، مما يؤدي إلى ظهور أفكار وتجارب جديدة يمكن أن تعطي برأيي الأساس لأساليب تأليف جديدة حتى لدى الأوروبيين، وربما نشهد نشوء مدارس جديدة في التأليف الموسيقي أيضاً. بكل الأحوال الأوروبيون الذين اطلعوا على تجاربنا رأوا فيها شيئاً غريباً وحلواً أثار اهتمامهم.

قد يكون ذلك سبباً لإثارة انتباههم إلى إمكانات جديدة في الموسيقى، لم ينتبهوا لها سابقاً؟
أفضل القول، أنهم سابقاً قد ألغوا هذه الاحتمالات، ذلك أن التفكير بطريقة معينة أو خط معين في مرحلة تاريخية وثقافية كانت لها خصائصها، من الممكن أن يكون قد دفعهم إلى نسيان الخطوط والاحتمالات الأخرى، أو محاولة إلغائها لفترة، ومن ثمَّ تناسوها ولم يعودوا إليها. إلا أننا نشهد هذه العودة اليوم، فهم يحاولون العودة إلى الميكروتون أو العودة لربع الصوت. ولكننا متقدمون عليهم في هذا المجال، إذ أن هذه الأصوات الموسيقية تظهر لدينا بشكل طبيعي أكثر، بينما تظهر لديهم بشكل اصطناعي إذا جاز التعبير.

تقصد أنها تظهر لديهم بشكل آلي، ولم يستطيعوا استيعاب روحية هذه الموسيقى بعد؟
بدون شك لا نزال نستمع إلى هذه الموسيقى باندماج روحي أكبر، إذ لا تزال لدينا روح.

في النهاية هي موسيقانا.
طبعاً، هم أيضاً أضاعوا عاداتهم القديمة، وتعودوا عادات جديدة، لقد انفصلوا عن الطبيعة الموسيقى القديمة، انفصلوا عن كل شيء، وهم الآن يحاولون العودة إلى الأصول، وهذه الأصول ما تزال لدينا جاهزة وواضحة المعالم، إذ لم تتطور الموسيقى لدينا كما تطورت لديهم، وربما كان لهذا الأمر ناحية إيجابية في نهاية المطاف.

لا شك أن مشروعاً كهذا هو مشروع ضخم وطريقه طويل وصعب؟
لدينا مؤلفون شباب يعملون عليه، ونحن نحاول مساعدتهم قدر الإمكان من خلال الترويج لهذه الأعمال، ولكن الجهد الأكبر طبعاً سيكون على المؤلفين الذين يبحثون عن الحلول، وعليهم تتوقف مسألة إيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل التي ستظهر أثناء محاولة تطوير هذه الموسيقى، ومهمتنا نحن دفعهم وتشجيعهم ليكتبوا أكثر، وليصروا أكثر على البحث والتجريب المتواصل للوصول إلى نتائج ناجحة.



اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك