نورا درويش: رحلة من الوجوه إلى الوجوه
28 02
سأتخصص في رسم بورتريه الوجوه لأنها ما يستقطبني
تلوّن وجوهها بألوان الطبيعة، وتلقي عليها بظلالٍ من الحزن، لتعيد إضافة ملامحها إلى اللوحة فيخرج الوجه مزيجاً بين ظاهره وما يخفيه.
وجوه وإناث وأجساد تتحد بالطبيعة تارةً و بالعمارة تارةً أخرى، بحيث تتداخل كل هذه العناصر في تشكيل الأساس الذي يرتكز عليه معرض الفنانة نورا درويش المقام في صالة فاتح المدرس للفنون التشكيلية.
«اكتشف سورية» زار المعرض وكان الحديث التالي:
تخرجت من كلية الفنون وسافرت إلى فرنسا للدراسة وعدت لتقيمي معرضك اليوم، كيف تعرفي بنفسك بعد هذه المدة الزمنية المليئة بالتجربة؟
درست الفنون الجميلة، وأعمل الآن في مجال التدريس، سافرت إلى فرنسا وحصلت على ماستر في تاريخ الفن عام 2004، إلا أنني أكتفي بتعريف نفسي كفنانة لأني أحاول أن أخط طريقي في هذا المجال، وأعمل جاهدة على تطوير أدواتي فيه، فالفن التشكيلي هو الطريق الذي قررت أن أسلكه في حياتي، لذا أنا اليوم - وبعد معرضي هذا- أشعر بالفعل أني لا أستطيع أن أكون إلا فنانة تشكيلية.
رسمت الوجوه وكانت هي العنصر الأكثر حضوراً في أعمالك كيف وظفت هذه الوجوه؟
في بعض الأحيان لا يكون الموضوع هو المهم، إنما كيفية تنفيذ هذا الموضوع، أوظف الوجه كما أريد، وكما توحي لي اللوحة وأشعر بها، لذا تعددت أشكال الوجوه في لوحاتي رغم شعوري أنها تشبهني، والوجه يحفزني دائماً لرسمه لأنه يؤثر بداخلي من خلال تفاصيله.
غلب الحزن على الوجوه التي قمت برسمها، ورغم هذا استخدمت ألواناً قوية وشفافة كالأصفر والأزرق والأخضر وبتقنية مائية ، لماذا؟
اللون هو الذي يختار نفسه وغلب على وجوهي الحزن ربما لأنه المحرض الأساسي للعمل الإبداعي في مختلف المجالات سواء كان الفن التشكيلي أو غيره. أما هذه الألوان التي ذكرتها فهي بالفعل ألواني المحببة، وهي تترك مساحة من الأمل لأن الشخصية بالنهاية تحتاج لشيء من التوازن بين حزنها وفرحها لذا كان اللجوء لهذه الألوان وبتقنية الماء.
غلب التشخيص على لوحاتك لكن بعض الفنانين يلجوؤن كثيراً للتجريد، ما رأيك في هذا؟
التجريد مدرسة قائمة بذاتها، ولدينا فنانون أتقنوا تفاصيلها والتعاطي معها وعرفوا خفاياها، لكن المشكلة أن البعض يلجأ إليها هرباً من التشخيص لأنه لا يتقنه، أعتقد أن الفنان يجب أن يتقن التعاطي مع كل المدارس، وإن كان هناك مدرسة بعينها يفضل إخراج عمله من خلالها، تماماً كما في الشعر فكتابة قصيدة النثر لا يعني الجهل بالعروض.
هل تجدين نفسك مرتبطة بالمدارس الفنية و قوانينها؟
من خلال دراستي تاريخ الفن أعرف أن المدارس الفنية ظهرت في مراحل زمنية معينة نتيجة ظروف فنية وفكرية وحتى سياسية، فإذا كنا حريصين على التجديد لا يجب أن نبقى محاصرين ببعض المدارس والنظريات، علينا أن نعتمد على الإحساس وما يوحي لنا به لنكتشف شيئاً جديداً يعبر عن حقيقتنا وطبيعة عصرنا.
رسمت الوجوه بشكل كبير، أي الوجوه يستقطبك أكثر لرسمه؟
الوجوه المعبرة هي التي تستقطبني، أقصد الوجوه الحية المليئة بالإحساس والتعبير سواء أكان سلبياً أو إيجابياً، هذه الوجوه حية بالنسبة لي وهذه الحياة التي تضج بها هي ما يستقطبني لرسمه والاندفاع في هذا العمل.
هل يمكن إذاً أن تتخصصي في رسم البورتريه؟
أشعر أحياناً أني ربما أتخصص في رسم البورتريه للوجوه لأنها أهم ما يحفزني للبدء في الرسم.
ما الجديد الذي أضفته في رسمك للوجوه برأيك؟
كل عمل فني يضيف جديداً من خلال بصمته، فطالما هو منجز إنساني هذا يعني أن بصمته مختلفة إذ لا يوجد بصمتان متشابهتان، إضافة إلى أني أعتمد رسم الوجه من داخله، أي من خلال تعابيره وما يدور فيه من هواجس، فهذا يخدم الشكل ويعطيه مسحة أكبر من الإنسانية.
كان للطبيعة حضورٌ لافت في أعمالك، كيف تصفين علاقتك بها؟
الطبيعة حاضرة لدى كل إنسان، والفنان بالذات يجب أن يستشعر الطبيعة بحسٍ عالٍ أكثر من غيره فيخرج عناصر الطبيعة بطريقته، وأنا أشعر بعلاقة حميمة مع الطبيعة وهذا يظهر في أعمالي فالجسد يتحد مع عناصر الطبيعة في أكثر من لوحة.
درست تاريخ الفن في فرنسا، ما الذي أضافته لك هذه التجربة؟
لقد أضافت لي هذه الدراسة تجربة على صعيدين شخصي وفني بالتأكيد، فعلى الصعيد الشخصي تعلمت معنى الاستقلالية في مجتمع أنا غريبة فيه نوعاً ما، والتعرف على بيئاته المختلفة. أما على الصعيد الفني فقد أتممت دراستي في مجال تاريخ الفن، وتعرفت على تقنيات وصل إليها الغرب في اللوحة نتيجة التقدم الذي حققه من تقنيات وتكنولوجيا، كل هذا شكل إضافة لتجربتي وزاد من غنى الثقافة البصرية لدي.
ما الذي يعنيه لك أن يكون معرضك الأول في صالة مرسم فاتح المدرس؟
هذه الصالة لها سمعتها في الوسط المهتم بالفن التشكيلي، ومجرد أنها كانت مرسم فاتح المدرس هذا يعني أنها تحوي ذاكرة تاريخية كبيرة. أشعر أحياناً أنه حاضر في كل تفاصيل المكان، ومن خلال معرضي توطدت علاقتي بزوجته أيضاً، وهي شخصية رائعة اكتشفت ملامحها من خلال التواصل اليومي معها.
الفنانة نورا درويش في أسطر:
- خريجة كلية الفنون الجميلة دمشق/ قسم الاتصالات البصرية/1999.
- حاصلة على ماستر في تاريخ الفن/فرنسا/2004.
- مدرّسة فنون في مدرسة البشائر الخاصة، ومشرفة على معرض أطفال المدرسة بعنوان: «نظرة على سورية 2006».
- مشاركة في تظاهرة فصول تل الحجارة في حي الفنانين، وفي المعرض الجماعي في صالة مصطفى علي برعاية المفوضية الأوربية صيف 2007.
- مدرّسة لمادة الرسم في مدارس دمشق وريفها منذ عام 2007 وحتى اليوم.
عمر الأسعد
اكتشف سورية
لؤي جورج :
اسمى واحر التهاني للرسامه نورا درويش واتمنى لك التوفيق والنجاح في مجال الفن التشكيلي
رسام هاوي و متذوق للفن من العراق
العراق
رشا أبو الهيجاء:
برافو نورا انت انسانة كتير طموحة وبتعطيني تفاؤل بالحياة
سوريا