معرض «أحبك يا دمشق» في صالة فاتح المدرس

يدافع عن الذات الثقافية ويطرح الفن كمشروع جمالي وفكري

13/نيسان/2008


دخل الفن التشكيلي عالم الأعمال التجارية وذلك أدى إلى ظهور تيارات تسعى إلى التركيز على اللوحة كسلعة تُشترى وتباع، وتزيِّن بيوت الطبقات الأرستقراطية من محبي الثقافة عامة والفن خاصة، يقابلها تيار آخر يدافع عن الذات الثقافية، ويطرح الفن كمشروع واللوحة كضرورة جمالية وفكرية، كمنقذ من بشاعة وقسوة الحياة.

تجربة تتعزز اليوم وتأخذ منحى إيديولوجياً وخطَّ عملٍ أساسياً لبعض الصالات في طرحها الفني الجاد والملتزم والهادف، حال معرض «أحبك يا دمشق» الذي أقامته صالة الفنان فاتح المدرس بين التاسع والخامس والعشرين من نيسان 2008، بمشاركة ثلة من الفنانين التشكيلين المبدعين: عتاب حريب، وهالة مهايني، وجورج فرح، وإميلي فرح، وسوسن الزعبي، ومحمد الوهيبي، وأربنييه فوسكيان، وأسماء فيومي، ونذير إسماعيل.

رغم أن «أحبك يا دمشق» يمتلك خاصية واحدة إلا أنه جاء غنياً منوعاً يتناول دمشق من زوايا متعددة كما يراها فنانوها المبدعون. وفي هذه النقطة تقول السيدة شكران الإمام زوجة الفنان فاتح المدرس «المعرض ضم باقة من الفنانين الكبار في سورية جمعها شيء جميل هو "حبك يا دمشق". ورغم أن فكرة المعرض في البداية كانت بعنوان "دمشقيات"، إلا أنني أحسست أنه اسم واسع ولا يحمل خصوصية، ومن جانب آخر الفنانون ليسوا جميعهم دمشقيين، لكن ما يجمعهم هو الرغبة في توجيه تحية إلى دمشق خارج نطاق الاحتفالية لكون دمشق ستبقى بعد الاحتفالية -كما كانت قبلها- عاصمةً للثقافة وينبغي ألا يفارقنا هذا الشعور وأن يزيد من ارتباطنا بها».

تتابع الإمام: «العنوان "أحبك يا دمشق" لم يقيد الفنان بموضوع معين كمن يقوم بعمل إنشائي، بل تُركت حرية اختيار الفكرة والرسم للفنان فيما يريد تقديمه، وحقيقةً جاءت الأعمال بمجملها دافئة وفيها شيء حميمي كالبيت الدمشقي، وعفوية وبدائية كما هي عند جورج فرح. المرأة حاضرة فيها كما هي وجوه النساء عند أسماء فيومي. ورغم أن الأعمال انطوت على خصوصية مبدعها، إلا أنها كانت جامعة لدمشق تتقاطع وتتماهى معها».

تضيف الإمام «أريد أن أحافظ على مرسم فاتح المدرس، ليس فقط مرسماً للفن التشكيلي وإنما للأدب والشعر والموسيقى ونوع من الحوار ليكون الفن رسالةً ومنقذَنا الوحيد من بشاعة الحياة، كيلا يقف هذا النتاج عند حدود العرض المتحفي أو تجميل جدران بيوت الأثرياء وإنما تمكينه من دخول كل بيت لأن الفن من حق جميع الناس بطبقاتهم كافة. هذا يتطلب العمل على الفن كمشروع يحمل بين خطوطه وألوانه وحركة التشكيل مواضيعَ عامة تهم كل من ينظر إلى اللوحة ويتأملها، فيرى مشكلة من مشاكله داخل اللوحة كأنها مرآة لحياته، وذلك يبقي الفنَّ بمنأى عن تحوله إلى سلعة تجارية».



رياض أحمد


اكتشف سورية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر