الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

مارسيل خليفة في عاصمة الثقافة العربية دمشق

عادت الأغنية الوطنية والإنسانية مع مارسيل خليفة لتتربع على عرش عقول وقلوب السوريين، وبليلةٍ تكاد تكون قَدَرِيّة، التحم صوت مارسيل خليفة مع روح محمود درويش، ليترافق مع أصوات آلاف الدمشقيين الذين ملؤوا كل شبرٍ من صالة الفيحاء، واندمج الجميع بتفاعل منقطع النظير، معلنين موقفهم ضد الظلم والعدوان الغاشم على غزة، الذي تزامن مع الحفلة الأولى لمارسيل بدمشق.
لو شاهد محمود درويش ما يحدث مع أهلنا في غزة اليوم، لكتب قصائده بدمه، ودمعه، ولجعل صوت مارسيل خليفة صرخة مدوية، تماماً كما كان صوته في حفل دمشق الأول، الذي اتحد مع أصوات الآلاف من الحضور، والذين رددوا كلماته وأغنيات مارسيل، ليس طرباً هذه المرة، فقد كان الوجدان هو الذي يغني، هو الذي يصرخ ضد هذا الطغيان، والظلم، والجريمة، والهمجية، التي تُمارس اليوم على أهلنا وإخوتنا وأحبابنا.
يقول مارسيل في كلمة مكتوبة: «منذ البداية أحسست بأن شعر محمود درويش قد أُنزل عليَّ ولي، فطعم خبز أمه كطعم خبز أمي، كذلك عينا "ريتا" ووجع "يوسف" من طعنة إخوته، وجواز سفره الذي يحمل صورتي أنا، وزيتون كرمله، رمله، وعصافيره وسلاسله، محطاته وقطاراته، رعاة بقره وجنوده، كلها كلها سكناها في قلبي، فلا عجب أن آلفت موسيقاي أبياته. يقيني أن شعره كُتب لأغنيه، لأعزفه، أصرخه، اُصليه، أذرفه، أحبكه على أوتار عودي. كان في شعره من الأحلام ما يكفي لإيقاظ العالم، وكان جسراً للحب في هذا الكونحفل مارسيل خليفة الموحش. أيها الشاعر الجميل طوبى لك، إن الحياة جميلة بك».
في البداية أهدى مارسيل خليفة هذا الحفل إلى غزة المحاصرة، وما إن بدأ بالغناء حتى تحولت الصالة إلى صرخة ملتهبة، متحدة، بقلب واحد، وإحساس واحد، وكأن طعمة خبز أم محمود درويش أصبحت تشبه طعم كل خبز أمهات الحضور، والكل ينادي للبحرية هيلا هيلا، أما العصفور الذي ينتظر «الشمس اللي رح تطلع» فكأنه كان يقف على شبابيك كل الحضور.
غنى مارسيل، وغنت دمشق معه في الأمس، وهي دامعة العين، جريحة القلب، والغصة التي كادت أن تخنق الصوت حولته إلى صرخة، لم تتوقف مع انتهاء الحفل المميز لمطرب المقاومة، والوطن، مارسيل خليفة.
وفي لقاء مع  الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008الدكتورة حنان قصاب حسن، نوهت بالشعب السوري الذي يعتبر من أكثر الشعوب تذوقاً للموسيقى الأصيلة وتابعت: «من هذا المنطلق كنا حريصين على دعوة الكبار من عالم الموسيقى لإحياء عدة حفلات في دمشق، وليكون عرساً حقيقياً للموسيقى في هذا البلد». وعن الحضور الكثيف لحفل مارسيل خليفة قالت: «من خلال هذا الحضور وخاصة الشباب نرى مدى الارتباط بين مارسيل خليفة وسورية فكل المدن السورية التي أحيا فيها مارسيل خليفة حفلاتٍ، كان مستوى الحضور فوق الوصف، وقد رأينا مدى تجاوب الذين حضروا حفلات مارسيل خليفة في عدة مدن سوريّة، فهو يشكل قيمة فنية عالمية لدى الشعب السوري، وخاصة أنه يغني من أشعار الراحل الكبير محمود درويش».
من جهته، عبّر المخرج السينمائي محمد ملص في حديث لـ «اكتشف سورية»، عن سعادته بحضور حفل مارسيل، وذلك بعد أن التقيناه وسط الحضور الكثيف، وقال: «هو علامة هامة من خلال تجربته الكبيرة في الأغنية الوطنية والإنسانية، واستطاع بهذا التعاون بينه وبين محمود درويش أن يحقق على صعيد الغناء نفحة دفء أصيلة حقيقية وصحيحة، وأنا من النادر أن أحضر حفلاً غنائياً، لكنني لا أستطيع إلا أن أكون متواجداً في حفلة مارسيل خليفة، بالإضافة إلى الصداقة الشخصية التي تجمع بيني بينه، هناك أيضا تعاون فني فيما بيننا فقد سبق لي أن تعاونت معه في فيلم "باب المقام"، حيث كتب الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم، بطريقة رائعة».
لورا أبو أسعد
أميمة الخليل، والتي غنت بنفس الدفء الذي سمعناه قبل عشرين عاماً، قالت: «لم يتغير الشعب السوري، فقيمه الإنسانية متوارثة عبر الأجيال، والذي نتوقعه من هذا الشعب ومن الأجيال القادمة نراه اليوم من إصرار على تذوق الفن الأصيل»، وتابعت قائلة: «لا استطيع أن أصف الإحساس الذي شعرت به عندما ردد الحضور أغنية عمرها عشرين عاماً، فليس من السهل أن يصل أي فنان إلى اكتساب هذه المحبة من قبل الجمهور، لأن ذلك يتطلب الكثير من الجهد والالتزام والتعب، وقد أخجلني كل هذا الحب الذي رأيته من الحضور».
وحول مشاركة عازف الكلارينيت السوري كنان العظمة في حفل الفنان كنان العظمةمارسيل خليفة، قال: «يشرفني كثيراً أن أشارك الفنان مارسيل خليفة هذا الحفل، وخاصة أن هذا الفنان يناضل من أجل مشروعه الفني المتكامل، وبحضور هذه الحشود التي أعتبرها ذواقة للفن من الدرجة الأولى»، وتابع: «هناك حالة من العشق رأيتها بين هذا الفنان وأهل سورية في حلب وحمص واللاذقية، وإنه لشيء مشرف أن يكون لهذا الشعب هذه الذائقة الفنية الكبيرة».
رامي خليفة نجل الفنان مارسيل خليفة أبهر الحضور بطريقة عزفه على البيانو، وقد أكد أن الحفلات التي شارك بها في سورية سوف تبقى في ذاكرته طويلاً، وخاصة هذه المحبة التي يكنها السوريون لوالده وتابع قائلاً: «لقد تعب والدي كثيراً لكي يصل إلى كل هذا الحب من الشعب السوري والشعوب العربية، لأنه عمل بحرية كاملة وبإخلاص لقضايا جوهرية تمس المشاعر الوطنية والإنسانية».
كما كان لنا لقاء مع الفنانة السورية  لورا أبو أسعد التي عبرت عن سعادتها بحضور حفل غنائي يحييه الفنان مارسيل خليفة، وأشادت بالأمانة العامة لاحتفالية دمشق التي أتاحت لكل السوريين الفرصة لمشاهدة كبار الفنانين العرب، فمن فيروز إلى زياد وجوليا بطرس والآن مارسيل خليفة وقالت: «وكما نرى، فهذا الحضور الكبير لحفل مارسيل يدل على الشفافية والصدق بين هذا الفنان وهذا الشعب، فنحن كشعب سوري نحب ونقدس الرموز الوطنية وتواقون لكل ما هو مقاوم حتى لو كان هذا المقاوم فناناً».
جمهور حفلة مارسيل خليفة
وفي لقاء مع مجموعة من طلاب كلية الآثار ضمت كلاً من (محفوض قاورمة وأرام سعدية وحسام الدين قلقيلي)، أكد هؤلاء الجامعيون على أهمية فن مارسيل خليفة الذي رافقهم في الطفولة والشباب، وشكروا احتفالية دمشق التي أتاحت لهم الفرصة لحضور حفل مارسيل خليفة.
السيدة أميرة الفرحة أم لطفلتين عبرت عن شكرها لكل القائمين على الحفل ونوهت بحضور طفلتيها ليتعرفا إلى رمز وطني يخص كل العرب وتابعت: «كما تربيت على فن مارسيل أريد أن أنقل الاهتمام بهذا الفن إلى أولادي».
والتقينا بمجموعة ضمت أشخاصاً من سورية ولبنان وفلسطين، وقد حدثتنا السيدة إيمان باسم هذه المجموعة، فقالت: «لقد أعطانا مارسيل الكثير من المتعة وأقول له أحسنت، فبعد كل هذا الوقت استطعت أن تحافظ على هذا الجمهور الكبير، لقد غنى لفلسطين وخص غزة المحاصرة بإهدائها هذا الحفل، وأريد أن أقول أن أشعار محمود درويش سوف تبقى إلى الأبد وخاصة مع ألحان مارسيل خليفة، الذي أثبت لنا بأن محمود درويش لم يمت فهو يعيش في كل ضمير عربي حر».

مازن عباس

اكتشف سورية

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق