أربعون عرضاً مسرحياً من 21 دولة عربية وأجنبية 13/كانون الأول/2008
مساءَ الجمعة 12 كانون الأول، تمّ افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دمشق المسرحي في دار الأسد للثقافة والفنون وسطَ حُضورٍ كبير من الضُيوف العرب والأجانب، ونجوم المسرح، والفن، ووسائل الإعلام الذين امتلأت بهم صالة الأوبرا.
بدأ الإحتفال بالنشيد العربي السوري، تلاه عرض لفيلم وثائقي تضمن أهم الشخصيات المسرحية السورية ابتداءً بالمسرحي القدير أبي خليل القباني وصولاً إلى دورات مهرجان دمشق المسرحي المتعاقبة.
و ألقى الدكتور عجاج سليم -مدير المسارح والموسيقا ومدير هذه الدورة - كلمةً أشاد فيها بجهود من سَبقه وعلى رأسهم الفنان الكبير أسعد فضة في إرساء دعائم هذا المهرجان وتوطيد حضوره عربياً ودولياً. وقال: «إنَّ المسرح كطائر الشوك يمضي في رحلته اليومية مع الحياة ليشدّدَ على ضرورة الفعل والارتقاء إلى مفهوم العطاء، والحب، والإيمان وأنَّ الفن لعبةٌ تُغير مفاهيم كثيرة في صراع الإنسان مع الحياة».
وألقى الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة وراعي المهرجان- كلمةً رحّب فيها بضيوف المهرجان وقال: «ما من أحدٍ يحضرُ إلى هنا إلا ودوافعه العشقُ للمسرح، الذي يُعدُّ أبا الفنون وجامع كلِّ الفنون»، مؤكداً أنَّ المسرح رسالةٌ تطورت عَبر الزمان وبات المسرح الآن حياة أخرى.
وأضاف: «إنَّ الأمم اليوم تفخرُ بما حققت من إنجازات في المسرح، ونحن العرب عرفنا المسرح ظاهرة إبداعية بأشكال مختلفة، حتى أطلَّ من الشام مؤسس المسرح العربي أبو خليل القباني».
وأشارَ نعسان آغا إلى أنَّ المهرجان توقفَ فترة من الزمن، لكنَّه عاد قوياً ليجدَ معهداً متخصصاً بتخريج الممثلين، وصروحاً تحتضنه بمسارحها العديدة، ومسرحيين كباراً؛ وتحدث عن النجاحات العديدة التي يُحققها المسرح السوري في الخارج. ورأى أنَّ قضية المسرح الأولى هي أنّ نُعمّقَ انتماءنا إلى أمّةٍ واحدةٍ، والثقافة وحدها هي التي تُحقق لنا هذا الشعور، داعياً المؤلفين المسرحيين، والمخرجين، والممثلين إلى التركيز في المهرجانات القادمة على القدس، وخاصة أنَّها ستكون عاصمة الثقافة العربية للعام القادم، والتأكيد على أنّها حاضرة في الوجدان العربي وعظيمة في نفس كلِّ شاب وكهل.
بعدها قام السيد الوزير بتكريم الأستاذ أديب اللجمي والذي كان غائباً عن الحفل لأسباب صحية، حيث استلم عنه التقدير الفنان القدير أسعد فضة، كما كرّم الدكتورَ رياض عصمت، والمسرحي مروان قنوع، والفنانة المسرحية هدى الركبي، والمخرج المسرحي العراقي سامي عبد الحميد، والفنانة المسرحية التونسية زهيرة بن عمار، والمخرج المسرحي الفرنسي جيرار آستور، والمسرحي السوري شريف خزندار، والمسرحية المصرية الدكتورة نهاد صليحة، والمسرحي المصري الراحل صالح سعد.
بعدها قدمت فرقة مديرية المسارح والموسيقى للمسرح الراقص، عرضاً مسرحياً راقصاً بعنوان «حوار»، يدور مضمونه حول فكرة الحوار بين الشرق والغرب بالمعنى الفكري والفني، من خلال استحضار شخصية الشاعر الفارسي فريد الدين العطار، والساحر الشهير في الغرب فاوست، وكيف حاول كلٌّ منهما الوصول إلى بلدِ الحقيقة أو السيطرة عليه، كلٌّ حسبَ قناعته. وهذا العمل من تأليف محمد عمر، والرؤية البصرية للمخرج المسرحي العراقي باسم قهار، والتأليف والتوزيع الموسيقي لأسامة برو، وتصميم الأزياء لتولين قات، والديكور لبهاء شحرور، والعمل بإشراف الدكتور عجاج سليم.
يذكر أنَّ المهرجان سيُقدم في دورته الحالية أربعين عرضاً مسرحياً من إحدى وعشرين دولةً عربية وأجنبية، وتشارك سورية فيه بـ19 عرضاً. كما ستُعقد ندوة حول تجربة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي -عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة- بعنوان: «سلطان القاسمي في المسرح العربي المعاصر».
وجديد المهرجان في دورته الحالية هو إقامة تظاهرة «العروض التونسية»، وهي تقليد جديد بحيث تُعرض كل عام تجربة بلد عربي، حيث ستكون البداية بتونس التي تمتلك تجربة مسرحية متميزة بشهادة الجميع. لذا سيتم تكريم المسرح التونسي من خلالِ تقديم مجموعةٍ من العروضِ المتميزة، ومناقشة تجربة المسرح التونسي في إحدى ندوات المهرجان.
ويقدر عدد ضيوف المهرجان بثلاثمئة وخمسين ضيفاً بينهم مئتان وخمسون فناناً وفنانة يشكلون طواقم العروض المسرحية العربية المشاركة.
ومن الجدير ذكره أنَّ الفعاليات الرسمية للمهرجان تبدأ يوم السبت 13 كانون الأول، في مجموعة من المسارح وهي: مسرح الحمراء، ومسرح القباني، ومسرح المعهد الدائري، وملجأ القزازين، ومسرح المعهد الإيطالي، والقاعة المتعددة الاستعمالات، وقاعة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.
|